الآن هو الوقت الذي يقوم فيه روحي بعملِ أشياءٍ عظيمة، والوقت الذي أبتدأ فيه عملي بين الأمم الوثنية. وبالأكثر، هو الوقت الذي أقوم فيه بتصنيف كل الكائنات المخلوقة، واضعاً كلٍ منها في خانته، حتى يتسنى لي مواصلة عملي بشكل أسرع وبأكثر فعالية. وهكذا، ما زلتُ أطلب منكم أن تقدموا كيانكم كلّه لأجل أعمالي كلها، وعلاوة على ذلك، عليك أن تدرك بوضوح وتتأكد من كل العمل الذي قمت به فيك، وأن تسخِّرَ كلَّ قوّتك لأجل عملي فيصبح أكثر فعالية. هذا ما يجب أن تفهمه. كفّوا عن الاقتتال بين بعضكم البعض، وأنتم تبحثون عن طريق العودة، أو تسعون وراء الراحة الجسدية التي من شأنها أن تؤخر عملي وتُفسد مستقبلك الرائع. لن يؤدي القيام بذلك إلى حمايتك إنما إلى هلاكك. ألن يكون هذا غباء منك؟ إن ما تتلذذ به اليوم بجشع هو ذات الشيء الذي سيدمرّ مستقبلك، في حين أن الألم الذي تعانيه اليوم هو ما يقوم بحمايتك. يجب عليك أن تدرك هذه الأمور جلياً، لتفلت من الإغراءات التي ستجعل من الصعب انتشال نفسك وتجنّب التخبّط في الضباب الكثيف المُحجِب لأشعة الشمس. عندما يتوارى الضباب الكثيف، ستجد نفسك في دينونة اليوم العظيم. وبحلول ذلك الوقت، سيكون يومي قد دنا من البشرية. كيف ستهرب من دينونتي؟ كيف ستكون قادراً على تحمل حرارة الشمس الحارقة؟ عندما أهِبُ غناي للإنسان، لا يقوم الإنسان بإخفائه في حضنه، إنما يلقيه جانباً في مكان لا يعرفه أحد. وحينما يحلّ يومي على الإنسان، لن يكون قادراً على اكتشاف غناي أو العثور على كلمات الحق المريرة التي كلمته بها منذ زمن بعيد. سينوح ويبكي لأنه فقد سطوع النور وسقط في الظلمة. ما ترونه اليوم ليس إلا سيف فمي المسلول. لم تروا القضيب في يدي ولا اللهب الذي أحرق به الإنسان، ولهذا السبب لا زلتم متغطرسين ومتهوّرين أمامي. هذا هو السبب في أنكم لا تزالون تحاربونني في بيتي، مخالفين باللسان البشري ما قلته بفمي. إنّ الإنسان لا يهابني، وعلى الرغم من استمراره في عدائه لي حتى اليوم، لا يزال بلا خوف البتة. ففي أفواهكم لسان وأسنان الآثمين. تشابه أقوالكم وأفعالكم أقوالَ وأفعالَ الحية التي أغوت حواء لتخطئ. تطالبون بعضكم البعض العين بالعين والسن بالسن، وتتصارعون أمامي لانتزاع المنصب، والشهرة، ومنفعة أنفسكم، ومع ذلك لا تعرفون أنني أراقب سراً أقوالكم وأفعالكم. قد قمت بفحص قلوبكم حتى قبل قدومكم في محضري. يود الإنسان دائماً الهروب من قبضة يدي والتملّص من مراقبة عيناي، غير أني لم أتهرب قط من كلامه أو أفعاله. وبدلاً من ذلك، أسمح عن قصدٍ لهذه الكلمات والأفعال أن تكون تحت نظري، كي أتمكن من توبيخ إثم الإنسان وإدانة عصيانه. وهكذا دائماً، تبقى بالسرّ كلمات الإنسان وأفعاله أمام كرسي دينونتي، إذ لم يترك كرسي دينونتي الإنسان قط، لأن عصيان الإنسان فاق حدّه. إن عملي يكمن في حرق وتطهير كل كلمات الإنسان وأفعاله التي قِيلتْ وفُعِلَتْ أمام روحي. وهكذا، عندما أترك الأرض، سيظل البشرُ قادرين على الاحتفاظ بولائهم لي، وسيستمرون في خدمتي كما يفعل خدامي المقدسين في عملي، مما يتيح لعملي الاستمرار على الأرض حتى اليوم الذي يكتمل فيه.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل نشر الإنجيل هو أيضًا عمل تخليص الإنسان