تتضمن جميع كلمات الله جزءًا من شخصيته، ولا يمكن التعبير عن شخصية الله تمامًأ من خلال الكلمات، وهو ما يكفي ليوضح لنا مقدار الغنى الموجود فيه. ما يستطيع الناس رؤيته ولمسه، على أي حال، محدود، كمحدودية قدرة البشر. ومع أن كلام الله واضح، فإن البشر غير قادرين على فهمه فهمًا كاملًا. خذ هذه الكلمات كمثال: "في ومضة برق، ينكشف الشكل الحقيقي لكل حيوان. كذلك أيضًا، استعاد البشر قداستهم التي كانوا يملكونها ذات يوم مستنيرين بنوري. آه، لقد سقط عالم الماضي الفاسد أخيرًا في المياه القذرة غارقًا تحت السطح، وتحلل ليصبح وحلًا". تشمل جميع كلمات الله كينونته، ومع أن جميع الناس مدركون لهذه الكلمات، لم يعرف أحد منهم قط معناها. في نظر الله، كل من يقاومونه هم أعداؤه، أي إن من ينتمون إلى الأرواح الشريرة هم حيوانات. ومن هذا يمكن للمرء ملاحظة الحالة الحقيقية للكنيسة. يضيء كلام الله جميع البشر، وفي هذا النور، يفحصون أنفسهم دون أن يخضعوا للوعظ أو التزكية أو الرفض المباشر للآخرين، ودون أن يخضعوا للطرق البشرية الأخرى في فعل الأشياء، ودون أن يوضح الآخرون الأمور. يرون بوضوح من منظور دقيق مقدار ما بداخلهم حقًا من مرض. في كلام الله، يُصنَّف كل نوع من أنواع الروح، ويُكشف في شكله الأصلي. أرواح الملائكة تصبح أكثر استنارة واستبصارًا، ومن هنا يقول كلام الله: "استعاد البشر قداستهم التي كانوا يملكونها ذات يوم". يرتكز هذا الكلام على النتيجة النهائية التي حققها الله. في الوقت الراهن، لا يمكن بالطبع تحقيق هذه النتيجة بالكامل، فهذه مجرد حالة مسبقة، يمكن أن تُرى فيها مشيئة الله. هذه الكلمات كافية لأن تُظهر أن عددًا كبيرًا من الناس سوف يتعثرون في كلام الله وسيهزمون في العملية التدريجية لتقديس جميع الناس. هنا عبارة "تحلل ليصبح وحلاً" لا تتناقض مع تدمير الله للعالم بالنار، و"البرق" يشير إلى غضب الله. عندما يُطلق الله غضبه العظيم، سيختبر كل العالم جميع أنواع الكوارث نتيجة لهذا، ويكون كانفجار بركان. وبالوقوف عاليًا في السماء، يمكن رؤية أن جميع أنواع المصائب تقترب من كل البشر على وجه الأرض، وتصير أقرب بحلول ذلك اليوم. وعند النظر إلى الأسفل من الأعالي، تُظهر الأرض مشاهد متنوعة مثل تلك التي تحدث قبل حدوث زلزال. تندفع المياه النارية بلا قيد، وتتدفق الحمم البركانية، وتتحرك الجبال، ويسطع ضوء بارد في كل مكان. لقد غرق العالم كله في النار. هذا هو مشهد إطلاق الله لغضبه، وهذا هو وقت دينونته. كل أولئك الذين هم من لحم ودم لن يتمكنوا من الهروب. ولهذا لن تكون هناك حاجة للحروب بين الدول والصراعات بين الناس لتدمير العالم بأكمله، بل سوف "يستمتع العالم بوعي" في موضع توبيخ الله. لن يتمكن أحد من الهروب منه، وسوف يجتاز الجميع هذه المحنة، واحدًا تلو الآخر. بعد ذلك، سيتألق كل الكون من جديد بإشعاع مقدس، وسيبدأ كل البشر مرة أخرى حياة جديدة. وسيكون الله في راحة فوق الكون، وسيبارك كل البشر في كل يوم. لن تكون السماء خرابًا لا يطاق، بل ستسترد الحيوية التي لم تنعم بها منذ خلق العالم، وسوف يحل مجيء "اليوم السادس" عندما يبدأ الله حياة جديدة. سيدخل الله والبشر في الراحة معًا، ولن يعود الكون مكدرًا أو قذرًا، بل سوف يتجدد. لهذا قال الله: "لم تعد الأرض ثابتة وساكنة، ولم تعد السماء موحشة وحزينة". في ملكوت السماوات، لم يوجد قط إثم أو مشاعر بشرية، أو أي من شخصية البشر الفاسدة؛ لأن تشويش الشيطان غير موجود هناك. "الناس" جميعًا قادرون على فهم كلام الله، والحياة في السماء حياة مملوءة بالبهجة. كل مَن هم في السماء لديهم حكمة الله ومهابته.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تفسيرات أسرار \"كلام الله إلى الكون بأسره\"، الفصل الثامن عشر