إن الله لا يطلب من الناس أمورًا غايةً في العلو، وإذا بذلوا ولو حتى القليل من الجهد فسيحصلون على "درجة النجاح". إن فهم الحق ومعرفته وإدراكه في الواقع أعقد بكثير من ممارسته؛ فمعرفة الحق وإدراكه يأتيان بعد ممارسته، تلك هي الخطوات والطريقة التي يعمل بها الروح القدس. فكيف لا تطيعه؟ أتستطيع رِبح عمل الروح القدس عن طريق فعل الأشياء على طريقتك؟ هل يعمل الروح القدس بحسب رغبتك، أو بناءً على نقائصك تبعًا لكلام الله؟ سيكون من العبث إذا كنتَ لا تستطيع أن ترى هذا بوضوح. لماذا بذلت غالبية الناس جهدًا كبيرًا في قراءة كلام الله ولكنها لا تجني سوى المعرفة، وليس في وسعها أن تقول أي شيء بعد ذلك عن طريقٍ حقيقي؟ أتظن أن اقتناء المعرفة يرقى إلى اقتناء الحق؟ أليست هذه وجهة نظر مشوشة؟ في وسعك أن تتكلَّم بمعارف بقدر رمل الشاطئ، لكن لا شيء منها يشتمل على أي طريق حقيقي. ألا تحاولون أن تخدعوا الناس من خلال القيام بهذا؟ ألا تقدمون بهذا عرضًا فارغًا بلا مادة تدعمه؟ كل تصرُّف على هذا النحو يضر بالناس! كلَّما عَلَتْ النظرية، وكلَّما خَلَتْ من الواقعية، عجزت عن الوصول بالناس إلى الواقعية؛ وكلَّما عَلَتْ النظرية، جعلتك أكثر تحديًا ومقاومةً لله. لا تتعامل مع أعلى النظريات ككنزٍ ثمين؛ فهي مؤذية ولا تخدم أي غرض! ربما يستطيع بعض الناس أن يتحدَّثوا عن أعلى النظريات، لكن تلك النظريات ليس فيها شيء من الواقعية، لأن هؤلاء الناس لم يختبروها بأنفسهم، ولذلك ليس لديهم طريق للممارسة. أناس كأولئك غير قادرين على اقتياد الآخرين على الطريق الصحيح، ولن يقتادوهم إلَّا إلى الضلال. أليس هذا بضارٍّ للناس؟ على الأقل، عليك أن تكون قادرًا على حل مشاكل الناس الراهنة وأن تسمحوا لهم بأن يتمكَّنوا من الدخول؛ فهذا وحده يُعَد تكريسًا، وحينئذٍ فقط تصبح مؤهلًا للعمل من أجل الله. لا تتكلَّم دائمًا كلماتٍ منمَّقة وغير واقعية، ولا تستخدم مجموعة من الممارسات غير الملائمة كي تكبِّل الآخرين وتَحْمِلهم على طاعتك؛ فلن يكون لفعلك هذا أي تأثير، ولا يمكن أن يزيد الناس إلَّا ارتباكًا. الاستمرار على هذا المنوال سيتمخض عنه الكثير من التعاليم التي ستجعل الناس تبغضك. هذا هو عيب الإنسان، وهو حقًا لمهين؛ لذلك، تكلَّم أكثر عن المشاكل الموجودة فعلًا، ولا تتعامل مع خبرات الناس بوصفها ملكية شخصية تستعرضها أمام الآخرين لتنال إعجابهم. يجب أن تبحث بصورة فردية عن مخرجٍ لك. هذا ما يجب على كل شخص أن يمارسه.
إن كان ما تقوم بالشركة عنه يستطيع أن يمنح الناس طريقًا يسلكونه، فهذا إنَّما يعود إلى اقتنائك الواقعية. فبغض النظر عمَّا تقوله، يجب أن تقتاد الناس إلى الممارسة وأن تمنحهم كلّهم طريقًا يمكنهم اتّباعه. لا تكتفي بالسماح لهم بامتلاك المعرفة؛ فالأهم من ذلك أن يكون لديهم طريقٌ يسيرون فيه. ولكي يؤمن الناس بالله، يجب أن يسلكوا الطريق الذي يقودهم فيه الله في عمله، وهذا يعني أن عملية الإيمان بالله هي عملية السير في الطريق الذي يقودك فيه الروح القدس؛ وعليه، يجب أن يكون لديك طريقٌ تستطيع أن تسير فيه مهما كانت الظروف، ويجب أن تضع قدمك على طريق الكمال الذي هو من الله. لا تتخلَّف كثيرًا عن الركب، ولا تشغل نفسك بالكثير من الأمور. إذا مشيتَ في الطريق الذي يقودك فيه الله دون أن تُسبب عوائق، حينئذٍ فقط تستطيع أن تنال عمل الروح القدس وتمتلك طريق الدخول. هذا وحده يُعَد متماشيًا مع مقاصد الله وتحقيقًا لواجب البشرية. يجب على كل شخصٍ بوصفه فردًا في هذا التيار أن يؤدي واجبه على نحوٍ سليم، وأن يكثر من فعل ما يجب على الناس أن يفعلوه، وألَّا يتصرف بإرادته المنفردة. يجب على الناس الذين يقومون بعملٍ أن يجعلوا كلامهم واضحًا، ويجب على التابعين أن يركِّزوا أكثر على تحمُّل المصاعب والطاعة، ويجب على الجميع أن يتمسَّكوا بأماكنهم وألَّا ينحرفوا عن المسار. ينبغي أن يكون واضحًا في قلب كل شخص كيف يتعين عليه أن يتصرَّف وما الوظيفة التي يجب أن يقوم بها. اسلك الطريق الذي يقودك فيه الروح القدس، ولا تضل أو تخطئ. يجب أن تروا عمل اليوم بوضوح. دخول طريقة عمل اليوم هو ما ينبغي أن تمارسوه. إنه أول شيء يجب أن تدخلوه. لا تضيِّعوا أي كلمات بعدُ في أمورٍ أخرى. القيام بعمل بيت الله اليوم هو مسؤوليتكم، ودخول طريقة عمل اليوم هو واجبكم، وممارسة حق اليوم هي مهمَّتكم.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ركِّز أكثر على الواقعية