يختلف العمل الذي يقوم به الله من فترة لأخرى. إذا أظهرت طاعة عظيمة في مرحلة ما، وأظهرت في المرحلة التالية طاعة أقل أو لم تظهر طاعة مطلقًا، فسيهجرك الله. إذا لحقت بالله وهو يعتلي هذه الخطوة، فعليك أن تستمر في اللحاق به خطوة بخطوة عندما يعتلي المرحلة التالية. عندها فقط تكون من الذين يطيعون الروح القدس. بما أنك تؤمن بالله، يجب عليك الثبات على طاعتك. لا يمكنك أن تطيع ببساطة عندما يحلو لك وتعصي عندما لا يروق لك. فهذا النوع من الطاعة لا يلقى القبول من الله. إذا لم تستطع اللحاق بالعمل الجديد الذي أشاركه معكم وتمسكت بالأقوال السالفة، فكيف تنشد تقدمًا في حياتك؟ عمل الله هو مؤازرتك من خلال كلامه. عندما تطيع كلامه وتقبله، فسيعمل فيك الروح القدس بكل تأكيد. يعمل الروح القدس تمامًا بالطريقة التي أتحدث بها. افعل كما قلت وسيعمل فيك الروح القدس فورًا. أطلق لكم نورًا جديدًا لتروا وأجلب لكم النور في الوقت الحاضر. عندما تسير في هذا النور، سيعمل الروح القدس فيك على الفور. هناك بعض مَنْ قد يتمرد قائلاً "ببساطة، لن أمتثل لما تقول". وأقول لك إنك وصلت الآن إلى نهاية الطريق، فأنت خاوٍ ولم تعد لديك حياة. فعند تجربتك تزكية نفسك، من الأهمية القصوى أن تلحق بالنور الحالي. لا يعمل الروح القدس فقط في أناس معينين يستخدمهم الله، ولكنه يعمل أكثر في الكنيسة. ويمكن أن يعمل في أي شخص. فقد يعمل فيك في الحاضر، وعندما تخضع له، قد يعمل في شخص آخر بعدك. أسرع بالامتثال؛ فكلما امتثلت بالنور الحاضر في أقرب وقت، أمكن لحياتك أن تنضج وتنمو. لا تهم الطريقة التي قد يتبعها الإنسان للتحقق من الامتثال، ما دام الروح القدس يعمل فيه. استوعب تجاربه من خلالك أنت، وستتلقى أمورًا فائقة. وبذلك تتقدم أسرع. هذا هو طريق الكمال للإنسان وتلك هي الطريقة التي تنمو من خلالها الحياة. يتحقق الوصول إلى طريق الكمال من خلال طاعتك لعمل الروح القدس. فأنت لا تعلم عبر أي نوع من الأشخاص سيعمل الله على منحك الكمال، أو ماهية الأشخاص أو الأحداث أو الأشياء التي ستمكنك من الدخول إلى المُلك أو من خلال امتلاكها واكتساب بعض البصيرة. إذا كنت قادرًا على السير في هذا المسار الصحيح، فإن ذلك يدل على أن لديك رجاءً كبيرًا في أن يمنحك الله الكمال. وإذا كنت غير قادر على القيام بذلك، فإن ذلك يدل على أن مستقبلك قاتم وخالٍ من النور. بمجرد أن تسير على المسار الصحيح، ستحصل على إعلان في كل شيء. لا يهم ما قد يوحي به الروح القدس للآخرين، فإذا كنت تمضي قدمًا لتجرب الأشياء بنفسك، فإن هذه التجربة ستصبح جزءًا من حياتك، وستكون قادرًا على مؤازرة الآخرين بتجربتك هذه. إن الذين يؤازرون الآخرين بكلام ببغائي هم أناس ليس لديهم أي تجارب؛ ويجب عليك أن تتعلم كيف تكتشف، من خلال نشر الاستنارة بين الآخرين وإضاءتهم، سبيل التطبيق قبل أن تتمكن من الشروع في التحدث عن تجربتك ومعرفتك الشخصية. سيكون لهذا فائدة أكبر على حياتك الخاصة. عليك أن تجرب بهذه الطريقة، طاعة كل ما يأتيك من الله. عليك أن تطلب إرادة الله في كل شيء وتتعلم الدروس من كل شيء، وبذلك تنمو حياتك وتنضج. يتيح هذا النوع من التطبيق التقدم الأسرع.
يمنحك الروح القدس البصيرة النابعة من تجاربك العملية ويمنحك الكمال النابع من إيمانك. فهل أنت مستعد حقًا لبلوغ الكمال؟ إذا كنت مستعدًا حقًا لكي يمنحك الله الكمال، فستكون لديك الشجاعة للتخلي عن جسدك وستكون قادرًا على تنفيذ كلام الله ولن تكون سلبيًا أو ضعيفًا. ستكون قادرًا على طاعة كل ما يأتيك من الله وستكون كل أفعالك، سواء فعلتها علنًا أو سرًا، معروضة على الله. إذا كنت شخصًا أمينًا، وطبَّقت الحق عمليًا في كل شيء، فستُمنح الكمال. أما أولئك الرجال المخادعون الذين يتصرفون بطريقة في وجه الآخرين وبطريقة أخرى من وراء ظهورهم فهم ليسوا أهلاً للكمال. إنهم جميعًا أبناء الهلاك والدمار؛ ولا ينتمون إلى الله بل إلى الشيطان. إنهم ليسوا من النوع الذي اختاره الله من الإنسان! إذا لم تُعرض أعمالك وسلوكياتك على الله أو ينظر فيها روح الله، فإن ذلك دليل على أن لديك مشكلة ما. فقط إذا رضيت بحكم الله وتأديبه وأوليت اهتمامك لتزكية نفسك، فستكون قادرًا على بلوغ طريق الكمال. إذا كنت مستعدًا حقًا ليمنحك الله الكمال ولإتمام مشيئة الله، فعليك بطاعة جميع عمل الله دون إبداء أي كلمة تذمّر ودون افتراض تقييم عمل الله أو الحكم عليه. تلك هي المطالب الدنيا لبلوغ الكمال من الله. المطلب الضروري لمَنْ ينشدون الكمال من الله هو: القيام بكل عمل من قلب ينبض بحب الله. ما الذي يعنيه "القيام بكل عمل من قلب ينبض بحب الله"؟ يعني أن جميع أعمالك وسلوكياتك يمكن أن تُعرض على الله. فإذا كنت تمتلك نوايا صالحة، سواءً أكانت أفعالك صالحة أم خاطئة، فلا تخف من أن تُعرض على الله أو على إخوانك أو أخواتك؛ فأنت تملك الجرأة على تقديم تعهد أمام الله. ذلك أن كل نية أو خاطر أو فكرة صالحة للعرض على الله: إذا سلكت هذا الطريق، فسيكون التقدم في حياتك سريعًا.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد