يستخدم الشيطان المعرفة كطُعْمٍ. أنصِتْ بانتباهٍ: إنه مُجرَّد نوعٍ من الطُعْم. يميل الناس إلى "الدراسة الجادّة وتطوير أنفسهم دائمًا"، لتسليح أنفسهم بالمعرفة، كما لو كانت سلاحًا، ثم استخدام المعرفة لفتح بوابة العلم؛ وهذا يعني أنه كُلَّما زادت المعرفة التي تكتسبها فهمتَ أكثر. يُخبِر الشيطان الناس هذا كُلَّه. يأمر الشيطان الناس بتعزيز المُثُل العُليا كذلك، في الوقت نفسه الذي يتعلَّمون فيه المعرفة، ويُخبِرهم بأن تكون لديهم طموحاتٌ ومُثُل. ينقل الشيطان العديد من الرسائل مثل هذه دون علم الناس ممَّا يجعل الناس يشعرون دون وعيٍ بأن هذه الأشياء صحيحةٌ أو مفيدة. ويسير الناس دون علمهم في هذا النوع من الطُرق منقادين دون درايةٍ إلى الأمام بمُثُلهم وطموحاتهم. يتعلَّم الناس خطوةً بخطوةٍ دون درايةٍ من المعرفة التي قدَّمها الشيطان تفكير الناس العظماء أو المشاهير. يتعلَّمون أيضًا شيئًا تلو الآخر من أفعال البعض الذين يعتبرهم الناس أبطالاً. قد تعرفون بعضًا ممَّا يدافع به الشيطان عن الإنسان في أفعال هؤلاء الأبطال، أو ما يريد غرسه في الإنسان. ماذا يغرس الشيطان في الإنسان؟ ينبغي أن يكون الإنسان وطنيًّا، وأن تكون لديه نزاهةٌ قوميّة، وأن يكون بطوليًّا. ماذا يتعلَّم الإنسان من بعض القصص التاريخيّة أو من بعض السِير الذاتيّة للشخصيّات البطوليّة؟ أن يكون لديك قدرٌ من الولاء الشخصيّ، أو أن تفعل أيّ شيءٍ من أجل رفيقٍ أو صديقٍ. يتعلَّم الإنسان دون درايةٍ ضمن هذه المعرفة من الشيطان العديد من الأشياء غير الإيجابيّة. في وسط عدم الوعي، يزرع الشيطان في عقولهم غير الناضجة البذور التي يُعدُّها لهم. تجعلهم هذه البذور يشعرون أنه لا بدَّ أن يكونوا أُناسًا عظماء، أو لا بدَّ أن يكونوا مشهورين، أو لا بدَّ أن يكونوا أبطالاً، أو أن يكونوا وطنيّين، أو أن يكونوا أُناسًا يُحبّون عائلاتهم، أو أن يكونوا أُناسًا يفعلون أيّ شيءٍ من أجل صديقٍ ولديهم شعورٌ بالوفاء الشخصيّ. وفيما يغويهم الشيطان يسيرون دون درايةٍ في الطريق الذي أعدَّه لهم. وحينما يمشون في هذا الطريق، يضطَّرون لقبول قواعد الشيطان للعيش. ودون علمٍ أو درايةٍ، يُطوِّرون قواعدهم الخاصّة للعيش ولا تكون هذه أكثر من مُجرَّد قواعد الشيطان المغروسة فيها بقوّةٍ. يجعلهم الشيطان خلال عمليّة التعلُّم يُعزِّزون أهدافهم الخاصّة ويُحدِّدون أهداف حياتهم الخاصّة وقواعد العيش والتوجيه في الحياة وفي الوقت نفسه يغرس فيهم أمور الشيطان باستخدام القصص وباستخدام السِير الذّاتيّة وباستخدام جميع الوسائل المُمكِنة ليجعل الناس يلتقطون الطُعْم شيئًا فشيئًا. وبهذه الطريقة، خلال فترة تعلُّمهم، يُحبّ البعض الأدب ويُحبّ البعض الاقتصاد ويُحبّ البعض علم الفَلَك أو الجغرافيا. ويوجد البعض ممَّن يُحبّون السياسة، والبعض ممَّن يُحبّون الفيزياء، والبعض ممَّن يُحبّون الكيمياء، وحتَّى البعض ممَّن يُحبّون علم اللاهوت. هذه كُلّها جزءٌ من المعرفة. يعرف كلّ واحدٍ منكم في قلبه كيف يسير الأمر مع هذه الأشياء، وكلّ واحدٍ تواصل معها من قبل. فيما يتعلَّق بمثل هذه الأنواع من المعرفة، يمكن لأيّ شخصٍ التحدُّث إلى ما لا نهايةٍ عن أيٍّ منها. وهكذا من الواضح مدى العمق الذي دخلت به هذه المعرفة عقل الإنسان، وهذا يُبيِّن المكانة التي تشغلها هذه المعرفة في عقل الإنسان ومدى عمق تأثيرها على الإنسان. بمُجرَّد أن يُحبّ شخصٌ ما جانبًا من جوانب المعرفة، عندما يقع في قلب الشخص حُبّ أحدها، فإنه يُطوِّر مُثُلاً دون درايةٍ: يريد بعض الناس أن يكونوا مُؤلِّفين، ويريد بعضهم أن يكونوا كُتّابًا، ويريد بعضهم أن يمتهنوا السياسة، ويريد البعض الانخراط في الاقتصاد وأن يصبحوا رجال أعمالٍ. ثم توجد مجموعةٌ من الناس الذين يريدون أن يكونوا أبطالاً أو من العظماء أو المشاهير. بغضّ النظر عن نوع الشخص الذي يريد أن يكونه أحدهم، فإن هدفه أخذ طريقة تعلُّم المعرفة هذه واستخدامها لأهدافه الخاصّة ولتحقيق رغباته ومُثُله الخاصّة. وبغضّ النظر عن روعتها فيما تبدو – أنهم يريدون تحقيق أحلامهم أو عدم عيش حياتهم بلا جدوى أو أنهم يريدون الانخراط في مهنةٍ – فإنها تُعزِّز هذه المُثُل العليا والطموحات ولكن، في الأساس، ما هدفها الرئيسيّ؟ هل فكَّرتم في هذا من قبل؟ لماذا يريد الشيطان أن يفعل هذا؟ ما غرض الشيطان من غرس هذه الأشياء في الإنسان؟ ينبغي أن يتضِّح لقلوبكم هذا السؤال.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (و)