خلق الله هذا العالم وجاء فيه بالإنسان، كائناً حيًّا منحه الحياة. وبعدها أصبح للإنسان آباء وأقارب ولم يعد وحيدًا. ومنذ أن وضع الإنسان لأول مرة عينيه على هذا العالم المادي، أصبح مقدرًا له الوجود ضمن ترتيب الله. إنها نسمة الحياة من الله التي تدعم كل كائن حي طوال نموه حتى مرحلة البلوغ. وخلال هذه العملية، لا أحد يشعر أن الإنسان يعيش وينمو في ظل رعاية الله. بل على العكس يرون أن الإنسان ينمو في ظل حُب والديه ورعايتهم، وأن نموه تحكمه غريزة الحياة. وذلك لأن الإنسان لا يعرف مَنْ الذي منحه الحياة أو من أين جاءت، فضلاً عن عدم معرفته بكيف تخلق غريزة الحياة المعجزات. لا يعرف الإنسان سوى أن الغذاء هو أساس استمرار حياته، وأن المثابرة هي مصدر وجوده، وأن المعتقدات التي في عقله هي رأس المال الذي عليه يعتمد بقاؤه. وهكذا ينسى الإنسان تمامًا نعمة الله وعطيته، وهكذا يهدر الإنسان الحياة التي منحها له الله... ولا يأخذ أي إنسان من بين البشر – يرعاه الله ليلاً ونهارًا – زمام المبادرة لعبادته. لا يزال الله يعمل كما خطط للإنسان، الذي لا ينتظر منه أي ردود فعل. ولكن الله يفعل ذلك على أمل أنه في يوم من الأيام سوف يستيقظ الإنسان من حلمه ويفهم فجأةً قيمة الحياة والغرض منها، ويفهم التكلفة التي تحملها الله حتى يمنح الإنسان كل شيء، ويدرك كم يتوق الله بشدة إلى عودة الإنسان إليه. لم يدرك أحد من قبل الأسرار وراء أصل حياة الإنسان واستمرارها. الله وحده هو مَنْ يفهم كل هذا، ويتحمل في صمت الجراحات والضربات التي يوجهها الإنسان، الذي تلقى كل شيء من الله، ولكنه لا يشكر. يأخذ الإنسان كل ما تأتي به الحياة كأمر بديهي، و"بطبيعة الحال"، فإن الإنسان بهذا يخون الله وينساه ويبتزه. هل من الممكن أن تكون خطة الله بهذه الأهمية حقًا؟ هل من الممكن أن يكون الإنسان، الكائن الحي الذي جاء من يد الله، له هذه الأهمية حقًا؟ إن خطة الله ذات أهمية مطلقة؛ ومع ذلك، فإن الكائن الحي الذي خلقتْه يد الله موجود لأجل خطته. لذلك، لا يمكن لله أن يدمر خطته بدافع الكراهية لهذه البشرية. يتحمل الله كل العذاب من أجل خطته والروح التي نفخها، ليس لأجل جسد الإنسان، بل لأجل حياته. وهو لا يرغب في استعادة جسد الإنسان، بل الحياة التي نفخها فيه. هذه هي خطته.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله مصدر حياة الإنسان
1 خلق الله هذا العالم وجاء بالإنسان إليه، وهو كائن حيْ منحه الله الحياة. ثمّ صار له آباء وأقارب ولم يعد وحيدًا، ومقدرًا له العيش ضمن قضاء الله. إنّها نسمة الحياة من الله التي تدعم كلّ كائن حي طوال نموه حتّى مرحلة البلوغ. وخلال هذه العمليّة، يعتقد أنّ ذلك بفضل حب والديه ورعايتهما، لا يأخذ أيّ إنسان يرعاه الله ليل نهار زمام المبادرة لعبادته. لا يزال الله يعمل كما خطّط في الإنسان، الذي يبدو ميؤوسا منه. ويأمل في يوم ما أن يصحو الإنسان من حلمه ويدرك قيمة الحياة وهدفها، ويفهم ما يعانيه الله لمنح الإنسان كلّ شيء، وكم يتوق لعودة الإنسان إليه. كم يتوق لعودة الإنسان إليه.
2 لا أحد يصدّق أن الإنسان يعيش وينمو في ظلّ رعاية الله. بل يعتقدون أنّ نموّه تحكمه غريزة الحياة. ذلك لأنّهم لا يعرفون مَن منَح الحياة أو مِن أين جاءت، وكيف تصنع غريزة الحياة المعجزات. يظنّون أنّ الطعام الذي يأكلونه يجعل الحياة تستمر، وأنّ الإنسان يعيش لأنه يثابر، وأنّ الإنسان موجود بالمعتقدات. إنّهم لا يرون العناية الإلهية. ثمّ يبددون الحياة التي وهبها لهم الله. لا يأخذ أيّ إنسان يرعاه الله ليل نهار زمام المبادرة لعبادته. لا يزال الله يعمل كما خطّط في الإنسان، الذي يبدو ميؤوسا منه. ويأمل في يوم ما أن يصحو الإنسان من حلمه ويدرك قيمة الحياة وهدفها، ويفهم ما يعانيه الله لمنح الإنسان كلّ شيء، وكم يتوق لعودة الإنسان إليه. كم يتوق لعودة الإنسان إليه. لا يأخذ أيّ إنسان يرعاه الله ليل نهار زمام المبادرة لعبادته. لا يزال الله يعمل كما خطّط في الإنسان، الذي يبدو ميؤوسا منه. ويأمل في يوم ما أن يصحو الإنسان من حلمه ويدرك قيمة الحياة وهدفها، ويفهم ما يعانيه الله لمنح الإنسان كلّ شيء، وكم يتوق لعودة الإنسان إليه. كم يتوق لعودة الإنسان إليه.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"