سواء كنتَ أمريكيًّا أو بريطانيًّا أو حاملاً لأية جنسية أخرى، عليك أن تخطو خارج حدودك، عليك أن تتجاوز نفسك، ويجب أن تنظر إلى عمل الله من منظور أنك مخلوق من الله. بهذه الطريقة لن تضع قيودًا على آثار أقدام الله. لأن اليوم يتصور العديد من الناس أنه من المستحيل أن يظهر الله في دولة أو أمة معينة. كم هي عميقة أهمية عمل الله، وكم هو مهم ظهور الله! كيف يمكن قياسهما بالتصور والفكر الإنساني؟ ولذلك أقول إنه عليك أن تخترق حاجز تصوراتك عن الجنسية أو العِرق حين تطلب ظهور الله؛ بهذه الطريقة لن تُقيّدك تصوراتك الشخصية؛ وبهذه الطريقة، ستصبح مؤهلاً لاستقبال ظهور الله، وإلا ستظل دائمًا في الظلمة، ولن تَنَالَ أبدًا قبول الله.
الله إله البشرية كلها. ولا يخصّص نفسه لشعبٍ أو دولةٍ أو أمةٍ بعينها، ويقوم بإتمام خطته دون أن يتقيّد بأي مظهرٍ أو أية دولةٍ أو أمةٍ. ربما لم تتخيل أبدًا هذا المظهر، أو ربما تنكر وجوده، أو ربما الدولة أو الأمة التي يظهر فيها الله تعاني من التمييز ضدها وتُعدُّ الأقل تطورًا في العالم. ومع ذلك، فإن لله حكمته الخاصة، وبسلطانه وحقه وشخصيته، قد ربح جماعة من الناس على قلبٍ واحد معه. وقد ربح أناسًا يريد أن يجعلهم: جماعة يُخضعها، جماعة تتحمل التجارب المؤلمة وكافة أساليب الاضطهاد وتتبعه حتى النهاية. إن هدف ظهور الله الذي يخلو من قيود أي مظهرٍ أو أية دولةٍ هو أن يكون قادرًا على إكمال عمل خطته. على سبيل المثال، عندما صار الله جسدًا في اليهودية، كان هدفه أن يُكمل عمل الصليب لفداء الجنس البشري بأسره. ومع ذلك، اعتقد اليهود أن الله من المستحيل أن يفعل هذا، وظنوا أنه من المستحيل أن يصير الله جسدًا ويتخذ هيئة الرب يسوع. وقد أصبح "مستحيلهم" أساس إدانتهم ومعارضتهم لله، وأدى في النهاية إلى دمار إسرائيل. واليوم يرتكب العديد من الناس خطأً مشابهًا؛ إذ أنهم يريدون فقط التبشير بظهور الله الوشيك، ومع ذلك يدينون ظهوره؛ وهكذا فإن "مستحيلهم" مرةً أخرى يُقيّد ظهور الله داخل حدود مخيلتهم. ولذلك رأيتُ العديد من الناس يقعون ضحكًا عندما يتقابلون مع كلام الله. أوليس هذا الضحك لا يختلف عن إدانة وتجديف اليهود؟ أنتم لستم وَرِعِينَ مُخلصين في مواجهة الحق وما زاد أنكم لا تشتاقون إليه! أنتم تدرسون مجرد دراسة عمياء وتنتظرون بلا مبالاة. ماذا يمكنكم أن تَجْنوا من دراسة كهذه وانتظار مثل هذا؟ هل يمكنكم نيل الإرشاد الشخصي من الله؟ إن كنتَ لا تستطيع تمييز أقوال الله، كيف ستصبح مؤهلاً أن تشهد ظهوره؟ حيثما يظهر الله هناك يكون إعلان الحق وهناك يكون صوت الله. فقط أولئك الذين يستطيعون قبول الحق يمكنهم سماع صوت الله، وهم فقط المؤهلون لرؤية ظهور الله. ضع تصوراتك جانبًا! توقف واقرأ هذه الكلمات بعناية. إن كنت تشتاق إلى الحق، فسينير الله ذهنك كي تفهم مشيئته وكلماته. ضع "مستحيلك" جانبًا! كلما صدَّق الأشخاص أن شيئًا ما مستحيل، زادت أرجحية حدوثه، لأن حكمة الله أعلى من السماوات، وأفكار الله أسمى من أفكار البشر، وعمل الله يتجاوز حدود التفكير والتصور الإنساني. كلما كان هذا الشيء مستحيلاً، كان هناك المزيد من الحق للسعي وراءه؛ وكلما كان الشيء يتجاوز تخيل وتصور الإنسان، كان يحتوي أكثر على مشيئة الله. لأنه لا يهم أين يكشف الله عن ذاته، فالله يظل هو الله، ولن يتغير جوهره أبدًا بسبب مكان ظهوره أو أسلوبه. تظل شخصية الله كما هي بغض النظر عن مكان آثار أقدامه. لا يهم مكان آثار أقدام الله إذ هو إله البشرية كلها. فمثلًا، الرب يسوع ليس إله بني إسرائيل فحسب، لكنه إله كل الشعوب في آسيا وأوروبا وأمريكا، وهو الإله الواحد في الكون بأسره. لذلك فلنسعَ لمعرفة مشيئة الله واكتشاف ظهوره في أقواله واتباع خطاه! الله هو الطريق والحق والحياة. وظهوره وكلامه يتزامنان في وجدوهما معًا، وشخصيته وآثار أقدامه تظل مُمكِنةَ المنال للجنس البشري. أعزائي الإخوة والأخوات، أرجو أن تكونوا قادرين على رؤية ظهور الله في هذه الكلمات، وتبدؤون في اتباع آثار أقدامه نحو عصر جديد وسماء جديدة جميلة وأرض جديدة مُعدَّة لأولئك الذين ينتظرون ظهوره.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا