اسمي تشانغ هوى، وقد آمنت أسرتي بأكملها بالرب يسوع في عام 1993. كنت ممَّن يسعون ويطلبون بحماس، لذلك سرعان ما أصبحت واعظًا، وكنت كثيرًا ما أسافر إلى كنائس مختلفة للعمل والوعظ. تركت عملي بعد بضع سنوات وبدأت في تكريس كل وقتي لخدمة الرب. ومع ذلك، ولسبب غير معروف، فتر إيمان إخوتي وأخواتي ومحبتهم تدريجيًا، ونمت الغيرة والنزاع بين الزملاء. شعرت أيضا أن روحي كانت تذبل، ولم يتبقّ لي شيء لأعظ به. في عام 2005، أُصيبت زوجتي بسرطان، وتوفيت بعد ذلك بوقت قصير. كانت هذه ضربة قوية لي وبتُ أكثر ضعفًا. في أحد الأيام، ذهبت للإقامة في منزل ابن عمي والتقيت بأختين هناك، وكانتا تبشران بإنجيل ملكوت الله القدير. على مدى عدة أيام استغرقناها في الشركة والنقاش، أصبحت أؤمن حقًا بأن الرب يسوع قد عاد، وأنه هو الله القدير الظاهر في الجسد. من خلال قراءة كلام الله القدير، روت المياه قلبي المتعطش، وتذوّقت حلاوة عمل الروح القدس، وفهمت العديد من الحقائق والأسرار التي لم أفهمها من قبل. ومع ذلك، بينما تغمرني فرحة اتحادي بالرب، بدأت غواية الشيطان وهجماته تقترب مني أكثر من أي وقت مضى...
كنت أمارس خلوتي الروحية بعد ظهر أحد الأيام وإذ بأحدٍ يقرع الباب فجأةً، وعندما فتحت الباب، وجدت القس لي يانغ وزميله وانغ جون من كنيستي القديمة يقفان في الخارج. اضطرب قلبي، وتساءلت: "ماذا يفعلان ههنا؟ هل يمكن أن يكونا قد عرفا عن إيماني بالله القدير؟ عندما بدأ الإخوة والأخوات الذين كانوا يسعون باجتهاد يؤمنون بالله القدير من قبل، أخافاهم القس لي وزميله وانغ بشائعات وحرضا عائلاتهم على إجبارهم على الابتعاد عن كنيسة الله القدير. فعلا كل ما في وسعهما لمنعهم من اتباع الله القدير. واليوم، لا أعرف أي نوع من التكتيكات التي سيستخدمانها لإزعاجي." رحبّت بهما وأجلستهما. بعد فترة قصيرة، عادت ابنتي تشاويان وابني دايونغ أيضًا. شعرت بالحيرة: فقد قال ابني وابنتي إنهما كانا مشغولين حقًا بالعمل، فلماذا أتيا اليوم؟ هل يمكن أن يكون القس لي هو من جاء بهما؟ بدا أن لي يانغ ووو جون قد حضرا بعد أن أعدا كل شيء! هرعت إلى الصلاة إلى الله: "يا الله القدير! لقد جاءا اليوم بالتأكيد لعرقلتي وإزعاجي. يا الله، إن قامتي صغيرة للغاية. أتوسل إليك أن ترشدني وأن تساعدني في التعامل معهما. أنا مستعدٌّ للشهادة لك!" هدأ قلبي بعد الصلاة، وفي هذه اللحظة، ابتسم لي يانغ ابتسامة زائفة وقال: "الأخ تشانغ، سمعت أنك تؤمن الآن بالبرق الشرقي. هل هذا صحيح؟ بغض النظر عن مدى وجود الحق في البرق الشرقي، لا يمكننا قبوله. الأخ تشانغ، لقد آمنا جميعًا بالرب لسنوات عديدة، وقمنا بعمل الوعظ، ونفهم جميعنا حقيقة أن الرب يسوع صُلب، وصار ذبيحة خطية فدتنا من خطايانا. لقد تمتّعنا أيضًا بالنعمة الغنية، والسلام والفرح اللذين منحهما الرب لنا، لذا يجب علينا أن نحفظ اسم الرب وطريقه في جميع الأوقات. لا يمكننا أن نؤمن بإله آخر. ألا يُعد التخلي عن الرب يسوع والإيمان بالله القدير خيانة للرب؟" فقلت بهدوء: "أخ لي، يجب أن نكون موضوعيين وعمليين. يجب أن يكون لدينا أساس لهذا، ولا يمكننا فقط إدانته تعسفًا. هل تعرّفت على طريق البرق الشرقي؟ هل قرأت كلام الله القدير؟ لم تتحرّ الأمر قط، فكيف توصلت إلى استنتاج مفاده أن قبولي للبرق الشرقي هو خيانة للرب؟ هل تعرف من أين يأتي الحق؟ هل تعرف مَنْ يعبّر عن الحق؟ قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6). الله هو الحق. كيف تقول إنه بغض النظر عن مدى وجود الحق في البرق الشرقي، لا يمكننا قبوله؟ ألا يُعد ذلك مقاومة مقصودة للحق ومقاومة لله؟ إذا كان لنا أن نفعل ذلك، فهل نُعد مؤمنين بالرب؟ لأكون صادقًا، لأن الرعاة وشيوخ العالم الديني يقاومون عمل الله القدير في الأيام الأخيرة ويدينونه علنًا، عندما بدأت أؤمن بالله القدير، كنت أخشى أيضًا من أن أكون مخطئًا، وأنني قد ضللتُ. لكنني قرأت لاحقًا الكثير من كلام الله القدير، واكتشفت أنه هو الحق بأكمله، وأنه يكشف عن العديد من الأسرار، مثل أسرار خطة تدبير الله الممتدة على مدى ستة آلاف سنة، والحقيقة الداخلية لمراحل العمل الثلاث، وأسرار صيرورة الله جسدًا، والقصة الحقيقية المباشرة للكتاب المقدس، وغيرها المزيد. لقد حلّ كلام الله القدير كل الصعوبات والارتباكات التي واجهتها طوال سنوات عديدة من إيماني بالرب. كلما قرأت كلام الله، شعرت أن هذه هي أقوال الروح القدس، وأنه صوت الله. أنا أؤمن إيمانًا راسخًا أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، وأن الرب يظهر لنا! أيها الأخ لي والأخ وانغ، الله القدير والرب يسوع هما الله نفسه. الإيمان بالله القدير هو ترحيب بمجيء الرب! دعونا نفكر في ذلك. عندما جاء الرب يسوع إلى العمل، ترك العديد من الناس الهيكل ليتبعوه. كان يوجد آنذاك بالتأكيد العديد من الناس الذين أصدروا حكمًا عليهم يتهمونهم إنهم خانوا يهوه الله، وأن ذلك كان ارتدادًا. الآن نحن نعلم جميعًا أنه مع أن عمل الرب يسوع في الفداء كان مختلفًا عن عمل إعطاء الناموس الذي عمله يهوه الله، كما تغيّر اسم الله، فإن الرب يسوع ويهوه الله هما واحد وهما الله نفسه. لا يعني الإيمان بالرب يسوع خيانة يهوه الله، لكنه اتباع لخطى الخروف ونيل خلاص الله. في الواقع، أولئك الذين آمنوا بيهوه الله ولكن لم يتبعوا الرب يسوع كانوا هم الذين تخلّوا عن الله حقًا وخانوه. وينطبق الشيء نفسه على اليوم. مع أن عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة ليس هو نفسه عمل الرب يسوع في الفداء، كما تغيّر اسم الله، فالله القدير والرب يسوع هما واحد وهما الله نفسه. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. قام الرب يسوع في عصر النعمة بعمل فداء البشر، لكنه لم يكن إلا غفرانًا لخطايا الإنسان، ولم يكن تحريرًا له من شخصيته الشيطانية وطبيعته الآثمة. إن عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة هو حلّ شخصية الإنسان الشيطانية وطبيعته الآثمة لينال خلاصًا كاملاً، وليبعد عن تأثير الشيطان ويربحه الله. من الواضح أن مرحلتي العمل هاتين متكاملتان. إنهما يتعمقان مع كل مرحلة، وتنتقل كل مرحلة إلى المرحلة التالية. يعمل هذا إله واحد. إيماني بالله القدير ليس خيانة للرب يسوع، بل هو اتباع لخطى الخروف. إذا كنّا لا نؤمن إلا بالرب يسوع ونرفض اتباع الله القدير، فلن نكون فقط مثل الفريسيين الذين يؤمنون فقط بيهوه الله ويرفضون الرب يسوع، مما يفقدهم خلاص الله، بل سنعاني أيضًا عقاب الله. هذه فقط هي المقاومة الحقيقية وخيانة الرب! ألا تقول ذلك؟".
عندما سمع لي يانغ هذا الكلام، بدا غير مرتاح للغاية، وحاول وانغ جون تهدئة الموقف بالقول: "أيها الشيخ تشانغ، يقدم القس لي هذه النصيحة لك انطلاقًا من شعوره بالمسؤولية عن حياتك، وخوفًا من أن تأخذ الطريق الخطأ. لقد آمنت بالرب لسنوات عديدة وخدمت الرب معنا. وعلى مر السنين، لم يكن اجتياز هذه النجاحات والإخفاقات سهلاً. أنت شيخ في كنيستنا وقدمت الكثير لعمل الكنيسة. جميع إخوتنا وأخواتنا يحترمونك ويثقون بك، لكن تركك للكنيسة وإيمانك بالله القدير كان مخيبًا لآمالهم! شيخ تشانغ، عُد بسرعة!".
بعدها أخذ لي يانغ زمام المبادرة، محاولاً إقناعي قائلاً: "إن الأخ وانغ على حق. لقد عملتَ بجدٍ طيلة كل هذه السنوات. كيف يمكنك أن تطرح عنك الاحترام والمكانة التي بنيتها في الكنيسة؟ إن هذا عار! عُد عن طريقك الآن. الجميع ينتظرون عودتك! أنشأت كنيستنا دارًا للمسنين، إذ أقمنا علاقات مع كنائس في الخارج تقدم لنا الدعم المالي. إذا عدت، فسنقدم لك سيارة فورًا. إذا كنت ترغب في إدارة دار المسنين أو إدارة الكنيسة أو الاستمرار في الاعتناء بالتمويل المالي للكنيسة، فهذا كله متروك لك. كل ما تريد أن تفعله هو جيد!". كلما استمعت إليهما، شعرت أن أمرًا ما ليس على ما يرام. ما كان يقولانه لم يكن سليمًا على الإطلاق مثل الأشياء التي يقولها المؤمنون بالرب. تبادر إلى ذهني تجربة الشيطان للرب يسوع الواردة في الكتاب المقدس: "ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: "أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي" (مت 4: 8-9). ألم تكن كل تلك الأمور التي كانا يقولانها هي بالضبط الشعور نفسه، نفس النبرة التي تكلم بها الشيطان؟ ألم تكن هذه تجربة الشيطان؟ كان هدفهما من إغوائي بالشهرة والمكانة والثروة هو أن أدير ظهري للطريق الحق وأخون الله القدير. كانت هذه خدعة الشيطان! كنت قد آمنت بالله لأكثر من عشر سنوات وكان من الصعب الانتظار حتى يعود الرب. لم يكن ممكنًا الوقوع في خدعة الشيطان الآن وإلا فإنني سأندم على ذلك طوال حياتي. أدركت بعد ذلك أن الله كان يقودني ويرشدني، حتى أتمكن من التعرف على مخططهما الماكر. بعد التفكير في هذا، قلت بجدية: "ألم أؤمن بالرب طوال هذه السنوات لانتظار عودته؟ الآن وقد عاد، فإن خياري الوحيد هو الذهاب مع الله. لا تحاولان إقناعي بعد الآن. لن أعود إلى الدين مرة أخرى".
في هذه اللحظة، قالت لي ابنتي وهي تبكي: "يا أبي، أرجو أن تنصت إلينا! توفيت أمي مؤخرًا، ونحن نعاني بالفعل بما فيه الكفاية. إذا استمر إيمانك بالبرق الشرقي، كيف سنواجه الإخوة والأخوات من كنيستنا في المستقبل؟ سيتخلى إخوتنا وأخواتنا عنا!". عندما رأيت ابني وابنتي يذرفان الدموع، شعرت بألم شديد ومعاناة في قلبي. فكرت في مدى حزنهما لأنهما فقدا أمهما، وكيف سيتعرضان للسخرية والترك بسبب إيماني بالله القدير. لم يكن لدي الشجاعة لتركهما يجتازان المعاناة، واختبرت معركة شرسة في قلبي: إذا وعدت بالعودة إلى الدين، فإن أسرتي ستتمكن من العيش في انسجام؛ وإذا لم أتبع آخر تجسُّد لله الذي يعبر عن الحق لخلاص البشرية، فإن ذلك سيكون خيانة لله، وستكون النتيجة النهائية هي خسارة فرصتي في الخلاص. كنت في معضلة كيفية الاختيار بين الأمرين. في خضم هذا الألم، كان كل ما استطعت القيام به هو الصراخ بصمت إلى الله: "إلهي، ها أنا بين المطرقة والسندان وقلبي ضعيف. أتوسل إليك أن تعطيني الإيمان والقوة حتى أتمكّن من التحرّر من ازعاجهما واتباعك بعزم وثقة". فكرت بعد الصلاة في بعض كلمات الله التي قرأتها قبل بضعة أيام:
"يجب أن تكونوا ساهرين ومنتظرين طيلة الوقت، ويجب أن تُكثِروا من الصلاة أمامي. يجب أن تفطنوا إلى حيل الشيطان المختلفة ومكائده الماكرة، وأن تتعرفوا على الأرواح، وأن تعرفوا الناس، وأن تكونوا قادرين على تمييز كل نوعيات الناس والأحداث والأشياء. ... عندما تدخل الكنيسة في مرحلة بنائها، يتقدم القديسون نحو المعركة، لكنَّ ملامح الشيطان البشعة المتنوعة بادية أمامكم: فهل تتوقفون وترتدّون إلى الوراء، أم تنهضون وتستمرون في التحرُّك إلى الأمام معتمدين عليَّ؟ افضحوا ملامح الشيطان القبيحة الفاسدة تمامًا دون أي تعاطف أو شفقة! حاربوا الشيطان حتى الموت!" (من "الفصل السابع عشر" من "أقوال المسيح في البدء" في "الكلمة يظهر في الجسد").
أعطتني كلمات الله القدير قوة وكانت مثل تذكير بأنه يجب أن أتعلم التمييز. ما واجهته اليوم كان مملوءًا بمكيدة الشيطان وخداعه. لقد أغواني وأمطراني بالعواطف وبالمكانة وبالأموال، مما تسبب في انزعاج قلبي بهدف أن أخون الله. لا يمكن بالتأكيد أن أسقط في فخ الشيطان أو أقع فريسة لألاعيبه! لذلك، قلت لابنتي تشاويان وابني دايونغ: "إنني قد بحثت ذلك وفهمت الأمر. الله القدير هو الإله الحقيقي، وكلامه وعمله هما الحق والطريق الحق. كنا نتوق إلى عودة الرب لسنوات عديدة، واليوم نجد خطى الله والطريق الحق. هذا أثمن من أي شيء آخر. لا يمكننا التخلي عن الطريق الحق لمجرد أننا خائفون من أن يتخلى عنا الآخرون. إذا تخلوا عنا، إذا لم يعودوا يريدوننا، فلا يوجد ما يخيف في ذلك. يمكن للناس أن يستمروا في العيش بعد أن يدير الآخرون ظهورهم لهم، ولكن إن كنّا نؤمن بالله، ولا نطلب الطريق الحق ولا نفحصه، وإن فقدنا فرصتنا في أن يختطفنا الرب ونُطرد، ويقضي الله علينا عمل الله في الأيام الأخيرة، فسوف نهلك. سنقع بالتأكيد في كارثة ونُعاقب! ما هو معنى حياتنا إذًا؟ أنتما لا تفهمان يا تشاويان ودايونغ. إن استطعتما فحص عمل الله القدير باجتهاد، ستريان أن الله القدير هو الرب يسوع العائد". رآني لي يانغ ووانغ جون بمثل هذا الموقف الحازم، ولم يكن بوسعهما فعل شيء سوى الرحيل.
بعد بضعة أيام، جاء لي يانغ ووانغ جون إلى منزلي مرة أخرى. لم يحثّاني هذه المرة على العودة إلى الكنيسة، لكنهما بدلاً من ذلك استخدما الزواج لإغوائي. قال لي يانغ، "أخ تشانغ! توفيت زوجتك، وتزوجت ابنتك، وابنك ليس في المنزل. أنت وحيد. يجب أن يكون معك شخص ما هنا ليطهو لك. الأخت وانغ من كنيستنا هي عزباء الآن أيضًا، وهي في حالة جيدة جدًا. تستطيع كنيستنا مساعدة كلاكما على الزواج، وبعد ذلك يمكنكما أن تخدما الرب معًا. ما رأيك؟ يجب أن تفكر في الأمر أكثر. يصلّي إخوتنا وأخواتنا في الكنيسة من أجلك، ويأملون في عودتك قريبًا. يجب ألا تتبع هذا الطريق المؤدي إلى الظلام!". اتصلت الأخت وانغ بي في ذلك المساء، وحثتني أثناء المكالمة باستمرار على العودة إلى الكنيسة. وقالت أيضًا إنني إذا لم أجد المال اللازم لزواج ابني، أي نحو مائة أو مائتي ألف يوان، فلا أحتاج إلا إلى الإفصاح عن الأمر... عند سماعها تقول هذا، شعرت بقلبي يهتز: واو! إنها تتحدث حقًا وكأننا عائلة واحدة! بالتفكير في كيف كانت الأخت وانغ دائمًا تُعامل عائلتي معاملة جيدة وكثيرًا ما اعتنت بابنتي، شعرت بشعور دائم بالامتنان لها. وشعرت عندها بصراع. كنت أعلم أن الأخت وانغ أقبلت على نصيحتي بدافع من قلبها اللطيف، وكنت لا أريد حقًا أن أقول أي شيء من شأنه أن يجرحها، لذلك قلت في حزن: "أخت وانغ، أعلم أنكِ دائمًا ما اعتنيتِ بعائلتي، وأنا أشكركِ على ذلك". بعد أن انتهينا من المكالمة، شعرت بمعركة تخوض قلبي. كنت أحترم دائمًا الأخت وانغ، لكنني اليوم جرحت مشاعرها وشعرت بشعور فظيع حيال ذلك! ومع ذلك، كانت حماية الله هي التي أنقذتني من إغواء كلماتها وخيانة الله القدير.
كنت أعمل في أحد الأيام في الحقول عندما وجدني القس لي وقال: "أخ تشانغ، حتى إن كنت لا تفكر في نفسك، عليك أن تفكر في ابنك وابنتك. خطب دايونغ حديثًا، وتؤمن عائلة خطيبته بأكملها بالرب. إذا اكتشفوا أنك تؤمن بالله القدير، فهل سيسمحون لها بالزواج من عائلتك؟ ألا يكون ذلك كارثيًا على خطط زواج دايونغ؟ يجب أن تفكر في الأمر مليًا". عندما سمعت ما قاله لي القس، فكرت في نفسي قائلاً: "إنهم حتى يستخدمون زواج ابني لتهديدي حتى أعود إلى الكنيسة. ما الذي سيفعله قبولي عمل الله في الأيام الأخيرة بزواج ابني؟ ما هو أكثر من ذلك، ابني وخطيبته يحبان بعضهما بعضًا، لماذا لا يتزوجان لمجرد أنني أؤمن بالله القدير؟". لذا، قلت له بهدوء شديد: "سواء تزوج ابني أم لا، فكل شيء في يديّ الله، و ليس للأمر علاقة بإيماني بالله القدير. بما أنني قررت أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، فسأتبعه حتى النهاية. لا يزال ابني وابنتي لا يفهمان هذا الأمر ولديهم بعض سوء الفهم نحوي، لكنهما سيفهماني يومًا ما".
في أحد الأيام، ذهبت إلى متجر اللحام الكهربائي الذي يمتلكه ابني، ورأيته مستلقيًا على فراشه طوال النهار ولم يكن يعمل، لذلك كنت في حيرة وسألته عما حدث. لقد بدا مكتئبًا وقال بصوت منخفض: "أبي، خطيبتي اتصلت وقالت إنك إذا صمّمتَ على الإيمان بالبرق الشرقي، فلن تتزوجني". سماع هذا الأمر صدمني وأغضبني للغاية، وفكرت: "لي يانغ والآخرون يكرهون إيماني بالله القدير، ويكفي أن يهاجمونني وحدي. كيف يمكن أن يستخدموا شيئًا مهمًا مثل زواج ابني لتهديدي؟" عندما رأيت ابني مكتئبًا للغاية، شعرت بشعور فظيع، وامتلأت عيناي بالدموع. أكمل ابني قائلاً: "كما تقول إنك إن لم ترجع إلى الكنيسة، فعندئذٍ إن كنت لا أزال أرغب في الزواج منها، فسوف يتعين عليّ أن أقدم ثلاثة وعود لها". الأول هو إنهاء علاقتي بك كأب وابن، والثاني هو عدم الاعتناء بك في شيخوختك، والثالث هو قطع جميع الروابط العائلية معك. أبي، أرجوك عُد فقط إلى الكنيسة من أجل عائلتنا". اخترقت كلمات ابني قلبي مثل السكين، وفكرت في نفسي قائلاً: "لمجرد أنني أؤمن بالطريق الحق، فإنهم يجبرون ابني على قطع علاقته معي. لماذا يصعب عليّ أن أؤمن بالطريق الحق؟" حبست دموعي وقلت لابني: "يا بني، عليّ أن أؤمن بالله القدير، وأوافق على مطالب خطيبتك. لن أختلط بك بعد الآن. عيشا حياة سعيدة معًا". ثم تحولت وخرجت من المتجر، ولكن بينما أسير في الشارع، لم أستطع منع دموعي بعد الآن. ما إن وصلت إلى المنزل، ركعت على الأرض وصرخت بصوت عالٍ: "يا الله القدير! أنا في مثل هذا الألم! يا إلهي، أعلم أن هذا هو الطريق الحق وأنك جئت، ولا يمكنني ألا أتبعك. لكن منذ أن قبلت عملك في الأيام الأخيرة، قام الناس بمضايقتي، والآن حتى ابني يريد إنهاء علاقتنا كأب وابنه. يا إلهي! إن قامتي صغيرة للغاية، ولا أستطيع ببساطة اجتياز ذلك بنفسي. أسألك أن ترشدني وأن تمنحني الإيمان، حتى أصمد...". بعد أن صلّيت، فتحت كتاب الترانيم وقرأت هذه الترنيمة من كلام الله:
"مع أنّك تختبرني وتنقّيني، إلاّ أنّني أعرف أنّ هذه محبتك. أرجوك أن تسدّ حاجتي بحسب مقامي، فمهما كانت التجارب والمعاناة، سأفهم مشيئتك ولن أخونك أو أتذمّر، وسأطيعك إطاعةً كاملةً وأرضيك" (أنا مستعدة للخضوع لعمل الله في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة").
بينما كنت أقرأ كلام الله، شعرت بالله يعزيني ويشجعني، ويمنحني الإيمان، ويسمح لي بفهم مشيئته: الله يتوقع مني الاعتماد عليه والحفاظ على الإيمان به وعدم خيانته بغض النظر عن البيئة المعاكسة أو التجربة التي قد تصيبني. فكرت في زميليّ من كنيستي القديمة اللذيْن جاءا مِرارًا وتكرارًا لمضايقتي والضغط عليّ أكثر فأكثر. ومع ذلك في كل مرة كنت فيها أشعر بالكثير من الألم، كلما صلّيتُ إلى الله واعتمدت على الله بإخلاص، أنارتني وأرشدتني كلمات الله دومًا، وأعطتني القوة وأظهرت لي طريق الممارسة. لم أكن وحدي في النهاية، لأن الله كان دائمًا بجانبي. في تلك اللحظة، عادت القوة إلى قلبي، وغدوت مستعدًا لتحمل الألم والتخلي عن الأشياء التي كنت أعتز بها من أجل إرضاء الله – لم أكن لأخون الله بالتأكيد وأتراجع.
في اليوم التالي، حضرت الأخت غاو والأخت تشاو من كنيسة الله القدير إلى منزلي، وقلت لهما عمّا حدث خلال الأيام القليلة الماضية. فسألتني الأخت غاو: "أخي، كيف تشعر حيال هذه الأشياء التي حلّت بك؟". فكرت للحظة ثم قلت: "في البداية، اعتقدت أن القس لي والآخرون يتصرفون لمصلحتي، لأنهم لم يتحققوا من عمل الله القدير في الأيام الأخيرة ولم يفهموه. لكنني لم أكن لأفكر أبدًا أنهم كانوا سيستخدمون شيئًا مهمًا مثل زواج ابني لتهديدي. يصعب عليّ حقًا فهم هذا الأمر". ثم قالت الأخت تشاو: "أخي، ما رأيك في أن نقرأ مقطع من كلام الله؟ قال الله القدير:
"إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ. ... كل ما يفعله الناس يتطلب منهم دفعَ ثمنٍ مُعيّنٍ من مجهودهم. لا يمكنهم إرضاء الله، ولا حتى الاقتراب من إرضاء الله، بدون مشقة فعلية، بل يطلقون شعارات فارغة فحسب!" (من "محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًا به" في "الكلمة يظهر في الجسد").
يكشف كلام الله الوضع الحقيقي عن المعركة في العالم الروحي. عندما نواجه مثل هذه الأشياء، تبدو في ظاهرها كما لو أن الزعماء الدينيين يضايقوننا، لكن في الواقع، تجري معركة في العالم الروحي، ويتنافس الشيطان مع الله على الإنسان. في الواقع، يعترف العديد من زعماء الطوائف الدينية في قلوبهم أن الكلام الذي عبّر عنه الله القدير هو الحق، ولكن لأن عمل الدينونة الذي يقوم به الله من خلال الكلام في الأيام الأخيرة لا يتماشى بأية حال من الأحوال مع مفاهيمهم وتصوراتهم الخاصة، ويدمّر حلمهم في أن يكونوا ببساطة مُبارَكين ويصعدون إلى السماء، فإنهم يعارضون ويرفضون قبول عمل الله الجديد. إضافة إلى ذلك، فهم يخشون من إنه إذا قبل المزيد من الناس عمل الله القدير، فإنهم سيفقدون مكانتهم ومصادر رزقهم، ولذلك يفعلون كل ما في وسعهم لإجبار الناس ومنعهم من التحول إلى الله القدير، وإجبارهم على التخلي عن الطريق الحق وخيانة الله. في الواقع، إنهم تجسيد للشيطان في العالم الروحي، وفي الحقيقة، تعطيلهم للناس عن التحول إلى الله هو الشيطان محاولاً التهام الناس. ما دمنا نستطيع أن نميّز القصد والدافع وراء تصرفاتهم وسلوكهم، فإننا سنكون قادرين على فهم جوهرهم فهمًا تامًا. عندما اجتاز أيوب التجارب، أخبرتهم عيون الناس الجسدية أن اللصوص كانوا يسرقون ممتلكات أيوب، ولكن كان الشيطان والله في العالم الروحي يتراهنان. مع أن أيوب لم يكن على دراية آنذاك بأن معركة كانت تدور رحاها في العالم الروحي، فقد اختار أن يعاني كل هذا الألم، بل ويلعن اليوم الذي وُلد فيه، بدلاً من إلقاء اللوم على الله. كان لا يزال يُمجّد اسم يهوه ووقف شاهدًا لله، ومن ثمَّ أخزى الشيطان اللعين ونال مدْح الله. بما أننا محاصرون الآن من الشيطان، فمع أننا عانينا من ألم الإكراه والتخلي وفقدنا متع الجسد الزائلة، لكننا التزمنا بالطريق الحق، ووقفنا شاهدين لله ونلنا مدْح الله. كان هذا الألم نافعًا للغاية!" استنار قلبي عند سماع كلام الله القدير ومشاركة الأختين، وقلت: "أجل، لقد كنت جاهلاً من قبل ولم أفهم تمامًا جوهر زملائي في كنيستي القديمة. اعتقدت أنهم كانوا يتصرفون لمصلحتي، لكنني أفهم اليوم أنهم شيطان الحياة الحقيقية. وقد تبصّرت بعض الشيء من خلال هذه المشاركة بالوضع الحقيقي للمعركة في العالم الروحي. مع أنني ما زلت لا أفهم الحق ولا أفهم الأمور فهمًا تامًا، إلا أنني قد اختبرت من خلال هذه العملية شخصيًا إرشاد الله وحمايته لي، وهذا كله كان بركة الله نحوي". عندها قالت الأختان بسعادة: "الشكر لله حقًا! إذا عادوا مرة أخرى لمضايقتك، صلّ أكثر واقرأ المزيد من كلام الله، ويمكنك هزيمة الشيطان بالاعتماد على الله!" أومأت برأسي بعدما امتلأت بالإيمان.
في صباح أحد الأيام، عاود بعض زملائي من كنيستي القديمة الاتصال بي مرة أخرى، وكنت أصلي في قلبي إلى الله على وجه السرعة لكي يمنحني الإيمان والحكمة والشجاعة. هددني القس لي على الفور قائلاً: "أخ تشانغ، إذا لم تترك البرق الشرقي، فستتخلى كنيستنا عنك ولن تسمح لك بأي اتصال مع إخوتنا وأخواتنا". فقلت له: "يمكنك أن تتخلى عني إن شئت، لكن آمل أن تتمكن من تحمل المسؤولية عن حياة أكثر من ألف من الإخوة والأخوات في الكنيسة. قد لا تقبل فكرة أن الرب قد عاد، ولكن لا تحاول عرقلة الإخوة والأخوات عن التحقق من الطريق الحق وقبوله. انظر إلى الوضع الحالي في الكنيسة – يشعر الإخوة والأخوات بضعفٍ وفتورٍ في الروح. ذهب البعض للبحث عن عمل في مكان آخر، وتراجع بعضهم ولم يعُد يؤمن بالرب، وتوجد عدة حالات يسكنها الشياطين. لقد فقدت الكنيسة بوضوح رعاية الرب وحمايته. ثم انظر إلى الوضع مع الوعّاظ – لا توجد ذرة من الضوء الجديد في عظاتنا، فنحن دائمًا نعظ عن أمور قديمة متعبة ولا يحصل الإخوة والأخوات ببساطة على معونة. ألا يستحق هذا التأمل والتفكير بعمقٍ؟ ألا يستحق منا البحث عن حقيقة الأمر؟" بعد أن قلت هذا، شعرت بحماس في قلبي وقلت لهم بصدق: "جميعنا هنا الزملاء الرئيسيين في الكنيسة، ويمكننا التفكير: نحن نتحدث عن رعاية قطيع الرب طوال اليوم، لكن الرب عاد ليؤدّي عملاً جديدًا ويعبّر عن كلامٍ جديدٍ، ومع ذلك لا نسعى إليه أو نتحقق منه على الإطلاق، ولا نقود إخوتنا وأخواتنا إلى أن يقبلوا كلام الله ويتغذّوا به. بل بالأحرى نمنع الإخوة والأخوات عن التحقق من الطريق الحق بأي وسيلة ممكنة – وبقيامنا بذلك، ألا نتسبب في موت إخوتنا وأخواتنا من العطش والتعب في الدين؟ هل الناس القادرون على فعل هذا هم خدام جيدون أم شريرون؟ هل سبق لكم أن فكرتم في عواقب هذه الأفعال؟" حينها قال القس لي في سخطٍ: "لقد جئنا إلى منزلك لنقول هذا لك اليوم لأننا نهتم لأمرك جيدًا، ومع ذلك فإنك تلقي علينا محاضرة بدلاً من ذلك". فقلت له بحزمٍ وبحقٍ: "لقد جئت مرة تلو الأخرى لمضايقتي، مع أنك تعلم جيدًا أن كنيسة الله القدير تتمتع بالحق، ومع ذلك فلن تسمح لي بقبوله ولن تدعني أربح الحياة. هل هذا هو الاهتمام بأمري جيدًا؟ لقد نشرت شائعات عني، وزرعت الخلاف بيني وبين أبنائي، وتسببت في أن ينهي ابني علاقته بي. هل هذا هو الحب الذي تتحدث عنه؟ هل اهتممت حقًا بنسج كل هذه المخططات أم هل لديك بعض الأغراض الخفية الأخرى؟" عندما سمعني القس لي أتحدث بهذه الطريقة، تغيّر تعبيره في الحال، وصاح غاضبًا في وجهي: "لا يمكنك حقًا التمييز بين الجيد والرديء". فصحت في وجهه: "فليذهب كل منا في طريقه من الآن فصاعدًا. يسود الله على حياتي، ولست في حاجة إلى أن تشغل نفسك بها!" وما أن سمع لي يانغ والآخرون ما أقوله، غادروا باديًا عليهم الكآبة. ومنذ ذلك اليوم، لم يأت أحد ليضايقني مرة أخرى.
بعد أن اختبرت هذه المعركة الروحية، حصلت على بعض الفهم عن خداع الشيطان، وتوصلت إلى فهم تام للجوهر المعادي لله الذي للقادة في العالم الديني. لم أعد مقيدًا بقوى الدين الشريرة، وتحرّرت في النهاية لاتباع الله القدير!