توفر الاجتماعات أفضل فرصة للاقتراب من الله ونوال الحق، ولكننا مازلنا– كمسيحيين– كثيرًا ما يعطلنا الناس والأحداث والأمور من حولنا، مما يحرمنا من حضور الاجتماعات بانتظام ويتسبب في فقدان علاقتنا الطبيعية بالله. تبدو هذه الأشياء وكأنها تحدث بمحض الصدفة، ولكن ماذا يختبئ وراءها؟ كيف علينا أن نتعامل بالضبط مع هؤلاء الناس والأحداث والأمور، بحيث لا تتداخل مع حضورنا الاجتماعات؟
أنا مسيحية، وفي أوائل عام 2017 تعرفت بالصدفة إلى مجموعة متنوعة من الإخوة والأخوات، وبقراءة كلام الله وحضور الاجتماعات معهم اكتشفت أن الرب قد عاد بالفعل، وكان يعبِّر عن عدة حقائق ويؤدي عمل الدينونة وتطهير البشرية. كنتُ عادة ما أجتمع مع الإخوة والأخوات- كلما سنح الوقت- لنحظى بشركة عن كلام الله. ولأنني كنت مغرورة جدًا ومعتدة بذاتي، فكنت نادرًا جدًا ما أكون صريحة مع إخوتي وأخواتي إن وجدت صعوبة، أو كان هناك شيء ما في كلام الله لا أفهمه، لأنني كنت دائمًا ما أخشى أن يسخروا مني. بعد ذلك قدم الإخوة والأخوات شركة عن كيف أن الله يحب الأنقياء والمنفتحين والصادقين، لذا بدأت أدرِّب نفسي لأكون شخصية صادقة، وفي الاجتماعات كنت منفتحة مع إخوتي وأخواتي وأخبرهم عن أي صعوبة أواجهها، وكنا نسعى للحق لمعالجتها. وبعد مرور بعض الوقت بدأت أشعر بالعِتق أكثر فأكثر، كان قلبي مملوءًا بالفرح، واستمتعت بالاجتماعات مع إخوتي وأخواتي أكثر فأكثر.
لاحقًا، بدأت العمل في مقهى. كانت وظيفة مريحة أكثر، فلم أضطر للعمل لعدة ساعات، ووجدت وقتًا أكثر لحضور الاجتماعات مع إخوتي وأخواتي. شعرت أن الله كان عطوفًا معي للغاية! قبل مضي وقت طويل، واجهت بعض المشكلات التي منعتني من حضور الاجتماعات بانتظام…
ذات يوم، كان الاجتماع على وشك البدء عندما أرسل لي مدير العمل رسالة فجأة عبر الإنترنت، قائلًا إن شيئًا ما حدث لأحد زملائي واضطر لأخذ اليوم إجازة، وسألني إن كان يمكنني أن أحل محله. شعرت بعدم الارتياح بعد رؤية الرسالة، فإن حللت محل زميلي فلن أتمكن من حضور هذا الاجتماع وقد أفوّت فهم بعض الحقائق. والأكثر أنني كنت اتفقت بالفعل مع إخوتي وأخواتي على حضور هذا الاجتماع، وإن لم أذهب فهل سيظنوا أنني تراجعت عن كلمتي؟ ولكن بعد ذلك فكرت أن هذا كان أمرًا طارئًا ولم يكن أحد يتوقعه، ولذا أخبرت المدير أنني سأحل محل زميلي. على الرغم من أنني كنت في العمل، لكن كلما فكرت في حقيقة أنني لم أحضر اجتماعي كنت أشعر أنني مدينة لهم بالاعتذار وأؤنب نفسي لأنني دخلت على الإنترنت في ذلك المساء. أخبرت واحدة من الأخوات بما جرى ذلك اليوم واعتذرت لها، فأخبرتني الأخت ألا أقلق ورتبنا موعدًا لاجتماعنا المقبل.
أتى يوم اجتماعنا المقبل، وبعد الإفطار كنت أتطلع بابتهاج للاجتماع. لأن كان هناك بعض الوقت قبل موعد البداية ذهبت لمساعدة زملائي لفترة، وعندها فقط أتى مالك المقهى، فنظرت إليه في دهشة وفكرت: "لقد عملت هنا لأكثر من شهرين ولم أره أبدًا يأتي إلى المقهى. لماذا يأتي اليوم بهذا الشكل المفاجئ"؟ بعد أن رآني قال المالك: "مينغ، أنتِ لا تعملين هنا منذ فترة طويلة، ومازلتِ على غير دراية بعد بطريقة صب القهوة، لو عملتِ كل أيام الأسبوع فلن تكوني قادرة على تعلم كيفية صب القهوة فحسب، لكن ستجنين المزيد من المال أيضًا، فلماذا لا تستفيدي من الاثنين؟ هيا بدلي ملابسك وابدأي العمل! سأعدّل راتبك". جزء مني كان سعيدًا لسماعه يقول هذا، وفكرت في نفسي: "أجل، إن عملت ليوم إضافي فسأجني إذًا بعض المال الإضافي". لكني فكرت بعدها: "لكن بعدها لن يكون لديّ وقت لحضور اجتماعات مع إخوتي وأخواتي. لكن ماذا سيقول المالك عني إن رفضت عرضه؟ هل سيظن أنني لكوني جديدة لا أحترمه لأنني رفضت عرضه في أول مرة نتقابل"؟ تصارعت أفكاري لفترة، وفي النهاية قررت قبول العرض".
بعد أن تخلّيت عن اجتماع آخر، شعرت حقًا كأنني تراجعت عن كلمتي وكنت في خزي شديد من مواجهة إخوتي وأخواتي، لذلك اخترت تحاشيهم وقطع كل اتصال معهم. بمرور الوقت، أصبحت تدريجيًا أبعد فأبعد عن الله، ولأواكب الصيحات الاجتماعية بدأت أشرب الكحول وأمضي الوقت في العناية بمظهري واستخدام مساحيق التجميل. عندما أشعر بالممل كنت أشاهد قناة الموضة وأشاهد المسلسلات التلفزيونية التايلاندية وألعب ألعاب الحاسوب، وهكذا. ولكني شعرت بخواء كبير في قلبي، وكنت كثيرًا ما أفقد أعصابي. شعرت بإحساس كبير بالذنب لرؤية نفسي أعيش بلا أي مظهر مسيحي. لاحقًا، فكرت أن الله وحده يمكنه تغيير الإنسان، وأردت أن أعود للانضمام إلى إخوتي وأخواتي في حضور الاجتماعات وشركة كلام الله. ولكن عندما فكرت في كيفما تراجعت مرتين عن حضور الاجتماعات لم أكن قادرة على تجاوز خزيي، وافتقرت للشجاعة لأتواصل معهم.
بعد شهرٍ، ولجتُ إلى فيسبوك بلا تفكير، وبمجرد دخولي على الإنترنت رأيت رسالة من أخت قد أرسلتها لتسأل إن كنت قد توقفت عن حضور الاجتماعات لأنها فعلت شيئًا خاطئًا، فشعرتُ بذنبٍ أكبر. فكرتُ كيف كان الإخوة والأخوات مهتمين دائمًا بي، وكيف كانوا يقدمون دائمًا شركة عن الحق معي بصبرٍ شديد. إنهم لم يفعلوا أي شيء خاطئ، لقد كنت أنا التي تحاشيتهم عن عمد، وتسببت لتلك الأخت بالشعور أنها ارتكبتْ خطأ. بينما أفكر في هذا شرحت للأخت أسبابي في تفويت الاجتماعات، وأخبرتني ألا أشعر بسوء حيال ذلك وشجعتني على حضور الاجتماعات عبر الإنترنت. رأيت أن الله كان يساعدني من خلال هذه الأخت وشعرت بمشاعري تتحرك بشدة، وبدأت مرة أخرى في حضور الاجتماعات مع إخوتي وأخواتي.
في اجتماع، أرسلت لي أخت كلام الله: "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ". بعد ذلك قدَّمَتْ شركة قائلة: "نستطيع أن نرى من كلمات الله أن الناس والأحداث والأمور التي نواجهها كل يوم، تبدو من الخارج وكأنها تفاعلات للناس فيما بينهم، ولكن في العالم الروحي إنه الشيطان في رهان مع الله، وينبغي أن نقف بصلابة في شهادتنا. إنه مثل التجارب التي واجهها أيوب. مثلًا كل ثروته أُخِذت منه بين ليلة وضحاها. من الخارج كان يبدو وكأن اللصوص سرقوا كل شيء، لكن الواقع الحقيقي أن ذلك كان إغواءً من الشيطان، وعندما وقف أيوب بصلابة في شهادته، خزي الشيطان وفرَّ. يعرف الشيطان أنه بحضور الاجتماعات سنكون حينها قادرين على فهم حقائق أكثر، ولكنه لا يريد لنا أن نربح الحق وننال الخلاص النهائي، وهو يحاول دائمًا أن يعطلنا من خلال الناس والأحداث والأمور من حولنا، حتى تتسع المسافة بيننا وبين الله ونعيش تحت أذى الشيطان. مؤخرًا، كان يطلب منك المدير أن تحلّي محل زميل، ومالك المقهى طلب منكِ أن تعملي لوقت إضافي. هذه الأمور تبدو من الخارج وكأن الناس يطلبون أمورًا منكِ، ولكن في الواقع إنه الشيطان يضع العراقيل سرًا. يستخدم الشيطان العمل لتمضي فيه الوقت الذي يجب أن تقضيه في حضور الاجتماعات، لمنعك من الحضور أمام الله وتدمير علاقتك الطبيعية معه. يؤدي هذا بعد ذلك إلى أن تبتعدي عن الله وتصلي إلى حالة سيئة متصاعدة، حتى ينتهي بك المطاف للعيش في الظلام. لذلك ينبغي علينا أن نكشف مكائد الشيطان الخادعة، والمثابرة على حضور التجمعات مع الإخوة والأخوات والشركة عن كلام الله، لأنه فقط من خلال القيام بهذه الأشياء يمكننا الحفاظ على علاقة طبيعية مع الله، والسير في طريق الخلاص".
أرسل أخ فقرة من عظة وشركة عن الدخول في الحياة: "يشير تنفيذ مكائد الشيطان في المقام الأول إلى جميع أنواع الاختبارات التي يواجهها الناس كل يوم، بما في ذلك جميع أنواع الأفكار الشريرة التي يولدونها بأنفسهم في قلوبهم وأنفسهم. عندما واجه بطرس مثل هذه الأمور صلى لله وسعى للحصول على كلماته، وطلب استنارة وإضاءة الروح القدس. ربما استغرق الأمر أيامًا من السعي وعدة مرات من الشركة قبل أن يتفهم قصد ومشيئة الله. وبهذه الطريقة حقق نتيجة فهم الله وفي الوقت نفسه كشف مكائد الشيطان أيضًا". ثم قدم الأخ شركة قائلاً: "بصرف النظر عن استخدام الناس والأحداث والأمور من حولنا لمنعنا من الاقتراب من الله، يستخدم الشيطان أيضًا خواطرنا أفكارنا الخاطئة، مثل "إذا لم أعمل وقتًا إضافيًا، فهل سيعتقد مديري أنني لا أحترمه"؟ "يمكنني جني المزيد من المال إذا عملت لبعض الوقت الإضافي"، و"مادام فاتني اجتماعان هل سيقول إخوتي وأخواتي أنني تراجعت عن كلمتي؟" وهكذا، يستخدم الشيطان هذه الخواطر والأفكار لإزعاجك، ليجعلك تتخلين عن حضور الاجتماعات لتحمي غرورك واحترامك لذاتك، ولجني القليل من المال الإضافي، بالقدر الذي يجعلك حتى تتجنبين الإخوة والأخوات. باختصار، أي سلوك أو خاطرة أو فكرة تجعلنا نتراجع ونصير سلبيين، أو تبعدنا عن الله، مصدرها الشيطان. عندما نواجه مشكلات، يتعين علينا محاكاة بطرس ونصلي أكثر إلى الله ونطلب مشيئته، ونتعلم كيف نميّز بين الخواطر والأفكار التي تأتي من الله، وتلك التي من عرقلة الشيطان، ونتجنب الوقوع في مكائد الشيطان المخادعة".
علمت فقط بعد الشركة التي قدمها إخوتي وأخواتي أن الشيطان في كل مكان: كان يستخدم المال لإغرائي ومنعي عن حضور الاجتماعات والاقتراب من الله، وكان يضع الأفكار في ذهني ليجعلني أعتقد أنني لم أكن جديرة بالثقة، وأنني كنت أشعر بالخزي الشديد الذي يمنعني من رؤية إخوتني وأخواتي، وبالتالي التهرب من الاجتماعات. وبهذه الطريقة، كنتُ لأبتعد عن الله وأصبح في حالة متردية بشكل مطرَّد. الشكر لله على ترتيبه لموقف سمح لي أن أقف في محضر الله مجددًا، وعلى استخدام الشركات التي قدمها الإخوة والأخوات للسماح لي لفهم الحق، وكشف مكائد الشيطان الخادعة. من تلك اللحظة فصاعدًا، قررت أن أقترب أكثر من الله وأصلي له أكثر، وأقيم علاقة طبيعية معه، وأتعلم كيفية رؤية الأشياء من منظور العالم الروحي، وألا أغرق في إغواءات الشيطان. بعد ذلك، صرتُ أقرأ كلام الله وأترنم بالترانيم كلما كان لدي الوقت، وحافظت على علاقة طبيعية مع الله، وعادت حالتي تدريجيًا إلى وضعها الطبيعي.
ذات يوم رتبت مع أخت لحضور اجتماع في المساء، وعلى غير المتوقع حضر مديري في العمل إلى المقهى، وقال لي: "مينغ، لقد فازت قهوتنا بالمركز الثاني في مسابقة بمقاطعة أخرى، ويدعونا الرئيس للخروج لتناول الطعام والاحتفال. هل تودين الذهاب"؟ فكرت في الاجتماع ذلك المساء، حيثما فقدت شهادتي من قبل جراء جشعي للمال، ولأنني كنت أرغب في حماية غروري واحترامي لذاتي، واليوم قد وقفت مجددًا في مواجهة الإغواء، وأردت ممارسة الحق وإرضاء الله، لذلك رفضت الدعوة.
ذات يوم، بعد أسبوعين، لأنني لم أفهم بعض الحقائق التي قرأتها في صباح ذلك اليوم، كنت أنوي أن أطلب من إخوتي وأخواتي منحي شركة في اجتماعنا في ذلك المساء. ومع ذلك، عندما وصلنا إلى الظهيرة قال المدير فجأة: "لقد دعت زوجة الرئيس الجميع للخروج لتناول الطعام الليلة، لذلك سنغلق ساعة مبكّرة اليوم". قال الجميع بسعادة: "رائع!"، أما أنا ففكرت: "لدي اجتماع الليلة، لذا سأخبرهم أنه لا يمكنني الذهاب لتناول الطعام". وقبل أن تتاح لي الفرصة للتحدث، قال لي أحد الزملاء، "يينغ، لا يمكنك رفض الذهاب كما فعلت آخر مرة. هذه المرة يتعين عليكِ الذهاب! اخبري الأخت بكنيستك أن لديكِ شيئًا ما في هذا المساء، فتفويت اجتماع واحد ليس بالأمر الجلل"! عندما استمعت لكلام زميلي تأثر قلبي قليلًا، وتساءلت عما سيقول الجميع عني إن خرجوا جميعًا لتناول الطعام ولم أكن معهم. هل سينحازوا ضدي ويعتقدوا أنني معادية للمجتمع؟ إذا نبذوني بعد ذلك فكيف سيمكنني أن أتماشى معهم في المستقبل؟ لذلك قررت أنه من الأفضل الخروج معهم لمرة واحدة فقط.
وهكذا، تخليت عن اجتماعي. شعرت بالذنب لأنني لم أكن راسخة في شهادتي، ولم أكن أريد تناول أي طعام. بعد أن وصلت إلى المنزل شعرت بعدم الارتياح والذنب المستمر، فصليّتُ لله قائلة: "يا الله! في مواجهة هذا القرار، اخترت مرة أخرى التخلي عن اجتماعي. أشعر بالأسى الشديد وأطلب منك أن تنيرني وتسمح لي أن أفهم مشيئتك. "بعد أن هدأّت قلبي، فكرت في كل ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين؛ لماذا تلقيت دعوتين للخروج لتناول الطعام بالتزامن مع اجتماعات كنيستي؟ عندها فقط، تذكرت الشركة التي قدمها إخوتي وأخواتي من قبل، حول كيفية ظهور الأشياء من الخارج باعتبارها ترتيبات للإنسان، في حين أنها في الواقع كانت معركة في العالم الروحي تحتدم وراء الكواليس. أدركت أخيرًا أن مخططات الشيطان الخادعة كانت مخبأة وراء هذه الأحداث سرًا. كان الشيطان يعلم أنني كنت مهتمة جدًا بتقدير الذات، ودائمًا ما كنت قلقة بشأن ما يعتقده الآخرون عني، وأقلق من أن زملائي في العمل قد يستبعدونني، لذا فقد استغل نقاط ضعفي لمهاجمتي، وجعلني أتبع جسدي وأخون الله. بدون الحق لم يكن لدي أي طريقة لرؤية الأشياء من منظور العالم الروحي، ولذا فقد سقطت في مكائد الشيطان الخادعة، حتى أني تخليت عن حضور الاجتماعات للحفاظ على علاقتي مع زملائي في العمل.
فكرت في كيف كنت أؤمن بالله ومع ذلك لم يكن له مكانًا في قلبي، وكلما حاربني الإغواء حاولت دائمًا الحفاظ على علاقاتي الشخصية وابتعدت أكثر عن الله. لم أمارس بهذه الطريقة موقفًا راسخًا في شهادتي، وبدلًا من ذلك أصبحت أضحوكة الشيطان، ولم يقبل الله. كانت مشيئة الله هي أن أمارس الحق وأرضيه أولًا، وقبل كل شيء كلما واجهت مشكلة، فلا أحاول الحفاظ على علاقاتي الشخصية من أجل الغرور واحترام الذات، وألا أقلق دائمًا مما يعتقده الآخرون عني، أو ما يفكر به مديري وزملائي في العمل. بعد أن توصلت إلى هذا الإدراك، صليت لله في قلبي: "لم أعد أرغب في الحفاظ على العلاقات الشخصية في المستقبل، وبغض النظر عما يحدث لإزعاجي أو عرقلتي عن حضور الاجتماعات، فسأمارس دائمًا الحق وأقف راسخة بحزم في شهادتي لإرضاء الله"!
في وقت لاحق، جاء المالك إلى المقهى ودعا الموظفين لتناول المأكولات البحرية المشوية يوم السبت. فكرت في كيف كان لدي اجتماع لحضور هذا السبت، لذلك قلت إنه لا يمكنني الذهاب، فأخبرني زملائي في العمل أن المدير قال إنه يتعين جميعًا الذهاب، وأن مخالفة ذلك سيؤدي إلى إحراجه. عندما تذكرت ما حدث في المرة الأخيرة، قررت أنه لا يمكنني الحفاظ على علاقاتي الشخصية هذه المرة، وأن عليّ ممارسة الحق، وأن أقف بحزم في شهادتي لإرضاء الله. لذلك قلت لهم بحزم: "في الحقيقة أنا لن أذهب"! بشكل غير متوقع سألني أحد الزملاء: "ما هو أكثر أهمية، اجتماعاتكم أم نحن؟" عرفت أن هذا كان الشيطان يغويني لمعرفة ما إذا كنت سأسمح نفسي أن أقيّد من قِبل أشخاص آخرين، ولذا ضحكت وقلت، "اجتماعاتي أكثر أهمية بالطبع! إذا كنت على استعداد للذهاب معي إلى أحدها، فستفهم قراري. "لم يقل زميلي في العمل شيئًا وغادر.
في التجمع ذلك المساء، ركزت شركتنا بشكل رئيسي على حقائق مثل أهمية معرفة أنفسنا، وكيفية التعرف على تصرفاتنا الفاسدة، وقد وجدت هذا مفيدًا للغاية لحياتي. في الماضي، كلما واجهت شيئًا لا يتفق مع أفكاري الخاصة، لم أفكر أبدًا في قضاياي الخاصة، مما دفعني في كثير من الأحيان إلى إلقاء اللوم على الناس والأحداث والأمور من حولي. من خلال الشركة عن حق معرفة الذات، وصلت إلى طريق الممارسة. بعد انتهاء الاجتماع، كان قلبي مرتاحًا وشعرت روحي بالمتعة. في ذلك الوقت، وصلت حقًل لتقدير ما يقوله كلام الله: "عندما تكون قد أرضيت الله، فستتمتع في داخلك بإرشاد الله، وستنال بركة خاصة من الله، وهو ما سيعطيك شعورًا بالتمتع: ستشعر بأنك مُكرّم تكريمًا خاصًا لأنك أرضيت الله، وستشعر بإشراقة خاصة في الداخل، وستتمتع بالصفاء والهدوء في قلبك، وستجد ضميرك مرتاحًا وخاليًا من الاتهامات، وستشعر بالرضا الداخلي عندما ترى إخوتك وأخواتك. هذا هو معنى أن تتمتع بمحبة الله، وهذا فقط هو حقًا التمتع بالله".
فكرت في خبراتي خلال هذه التجارب، ووصلت إلى بعض التمييز بشأن إغواءات إبليس المختلفة، وفهمت أنه عندما تظهر الظروف المعاكسة يجب علينا أن نصلي أكثر، ونطلب مشيئة الله ونعتمد على الحق لمقاربة الناس والأحداث والأمور من حولنا، فمن خلال القيام بذلك فحسب يمكننا تجنب الوقوع في مكائد الشيطان المخادعة. الآن، لن أسمح مرة أخرى لأي شخص أو حدث أو أمر أن يمنعني من حضور الاجتماعات! شكرًا لله، من هذا اليوم سأحضر المزيد من الاجتماعات، وأبذل قصارى جهدي لأسعى للحق وأرضي الله!