القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 481

39 2020-12-27

كان سعي بطرس كله بحسب قلب الله؛ فقد كان ينشد تحقيق رغبة الله، وظل رغم المعاناة والشدائد راغبًا في تحقيق رغبة الله. لا يوجد لشخصٍ آمن بالله سعي أعظم من هذا. أما ما سعى بولس إليه فقد كان مشوبًا بجسده وتصوراته الشخصية وخططه ومشاريعه. لم يكن على الإطلاق خليقة مُؤهَّلَة أو شخصًا يسعى إلى تحقيق رغبة الله. كان بطرس يسعى للخضوع لترتيبات الله، ورغم أن العمل الذي قام به لم يكن عظيمًا، لكن الدافع من وراء سعيه والطريق الذي سلكه كانا صحيحيْن؛ فمع أنه لم يتمكن من أن يربح كثيرين، لكنه تمكن من السعي في أثر طريق الحق؛ لهذا يمكن القول إنه كان خليقة مؤهلة. اليوم، حتى ولو لم تكن عاملاً، فلا بد أن تكون قادرًا على القيام بواجب خليقة الله، وأن تسعى للخضوع لكل ترتيبات الله. يجب أن تكون قادرًا على إطاعة كل ما يقوله الله، وأن تختبر كل صنوف المحن والتنقية، أن تظل قادرًا رغم ضعفك على أن تحب الله في قلبك. إن أولئك الذين يتولون المسؤولية عن حياتهم يرغبون في القيام بواجب خليقة الله، وتكون وجهة نظرهم نحو السعي هي وجهة النظر الصحيحة، والله يريد مثل هؤلاء. إذا قمتَ بعملٍ كثير، وتلقى الآخرون تعاليمك، لكنك أنت نفسك لم تتغير ولم تحمل أي شهادة أو لم يكن لك أي اختبارٍ حقيقي، كأن يظل عند نهاية حياتك أيٌّ مما قمت به لا يحمل أي شهادة، فهل تكون شخصًا قد تغير؟ هل أنت شخص ينشد الحق؟ إن الروح القدس في ذلك الوقت يكون قد استخدمك، لكنه في استخدامه لك لم يستخدم إلا ذلك الجزء منك الذي استطاع أن يعمل، ولم يستخدم الجزء الذي لم يستطع أن يعمل. إذا طلبتَ الحق، فسوف تُكمَّل رويدًا رويدًا في الوقت الذي تُستخدَم فيه. لكنَّ الروح القدس لن يكون مسؤولاً عما إذا كنتَ سوف تُقتنى في النهاية أم لا؛ فهذا إنما يعتمد عن أسلوبك في السعي. إذا ظلت شخصيتك دون أي تغيير، فليس هذا إلا لأن رؤيتك للسعي خاطئة. إن لم تُمنَح أي مكافأة، فهذه مشكلتك وحدك، وليس ذلك إلا لأنك أنت لم تمارس الحق وليس بوسعك أن تحقق رغبة الله. لذلك، لا شيء أهم من اختباراتك الشخصية، ولا شيء أكثر حسمًا من مدخلك الشخصي! ينتهي المطاف بالبعض قائلين: "لقد قمتُ بعملٍ كثير من أجلك، ورغم أنه ربما لا توجد إنجازات بارزة، لكنني كنتُ مثابرًا في جهودي. أما تدعني أدخل السماء فحسب لآكل من ثمرة الحياة؟" يجب أن تعرف النوعية التي أرغب فيها من الناس؛ فليس مسموحًا لغير الأنقياء بدخول الملكوت، وليس مسموحًا لغير الأنقياء بتلويث الأرض المقدسة. مع أنك ربما تكون قد قمتَ بالكثير من العمل، وظللت تعمل لسنواتٍ كثيرة، لكنك في النهاية إذا ظللتَ دنسًا بائسًا، فمن غير المقبول بحسب قانون السماء أن ترغب في دخول ملكوتي! منذ تأسيس العالم وحتى اليوم، لم أقدم مطلقًا مدخلاً سهلاً إلى ملكوتي لأولئك الذين يتملقوني؛ فتلك قاعدة سماوية، ولا يستطيع أحد أن يكسرها! يجب أن تَسْعَى نحو الحياة. إن الذين سوف يُكمَّلون اليوم هم أولئك الذين من نفس نوعية بطرس؛ إنهم أولئك الذين ينشدون تغييرات في شخصيتهم، ويرغبون في الشهادة لله والاضطلاع بواجبهم بوصفهم خليقته. لن يُكمَّل إلا أناس كأولئك. إذا كنتَ فقط تتطلع إلى مكافآتٍ، ولا تنشد تغيير شخصية حياتك، فسوف تذهب كل جهودك سُدى، وهذه حقيقة راسخة!

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. النجاح أو الفشل يعتمدان على الطريق الذي يسير الإنسان فيه

اترك رد