يختبر الإنسان الله، ويعرف نفسه، ويخلّص نفسه من شخصيته الفاسدة، ويسعى إلى النمو في الحياة، وكل هذا من أجل معرفة الله. إن لم تكن تسعى إلا لمعرفة نفسك والتعامل مع شخصيتك الفاسدة فقط، وليس لديك معرفة بالعمل الذي يعمله الله للإنسان، أو بمدى عظمة خلاصه، أو بكيفية اختبار الله والشهادة لأفعاله، فاختبارك أحمق. إن كنت تعتقد أن قدرتك على ممارسة الحق، وقدرتك على التحمل تعني أن حياة الشخص قد نضجت، فهذا يعني أنك ما زلت لا تفهم المعنى الحقيقي للحياة، وما زلت لا تفهم غرض الله من عمله في الإنسان. في يوم من الأيام عندما تكون في الكنائس الدينية، وسط أعضاء كنيسة التوبة أو كنيسة الحياة، فسوف تصادف العديد من الأشخاص المتدينين الذين تشتمل صلواتهم على رؤى، والذين يشعرون بأنهم ينالون لمسات ولديهم كلمات لإرشادهم في سعيهم للحياة. بالإضافة إلى ذلك، فهم قادرون في كثير من الأمور على التحمل، وإنكار أنفسهم، وألا يقودهم الجسد. في ذلك الوقت، لن تكون قادرًا على معرفة الفرق: ستعتقد أن كل ما يفعلونه هو الصحيح، وهو التعبير الطبيعي عن الحياة، ومما يؤسف له أن الاسم الذي يؤمنون به هو اسم خاطئ. أليست هذه المعتقدات حمقاء؟ لماذا يُقال إن العديد من الناس ليس لديهم حياة؟ لأنهم لا يعرفون الله، ومن ثمَّ يقال إنه ليس لديهم إله، وليس لديهم حياة. إذا كان إيمانك بالله قد وصل إلى نقطة معينة تكون فيها قادرًا على معرفة أفعال الله معرفة كاملة، وحقيقة الله، وكل مرحلة من مراحل عمل الله، فإنك تمتلك الحق. إذا كنت لا تعرف عمل الله وشخصيته، فإن اختبارك لا يزال ناقصًا. إذا لم تكن لديك معرفة بأشياء مثل كيف نفَّذ يسوع تلك المرحلة من عمله، وكيف تُنفَّذ هذه المرحلة، وكيف أن الله قام بعمله في عصر النعمة وما العمل الذي تمّ، وما العمل الذي يتم في هذه المرحلة، فلن تشعر أبدًا بالأمان والطمأنينة. إذا تمكنت، بعد فترة من الاختبار، من معرفة العمل الذي قام به الله وكل خطوة من خطوات عمل الله، ولديك معرفة كاملة بأهداف كلام الله، وسبب عدم تحقق الكثير من الكلمات التي تكلم بها، فعندها يمكنك أن تهدأ وتسير بجرأة في الطريق التي أمامك دون قلق أو اجتياز في التنقية. عليكم أن تروا ما يستخدمه الله لتحقيق الكثير من عمله. فإنه يستخدم الكلام الذي قاله، مُنقِّيًا الإنسان ومُغيِّرًا تصوراته من خلال نوعيات عديدة من الكلام. فكل المعاناة التي تحملتموها، وكل التنقية التي اختبرتموها، والتعامل الذي قبلتموه في داخلكم، والاستنارة التي نلتموها – قد تحققت جميعها باستخدام الكلام الذي تكلم به الله. لأي سبب يتَّبِع الإنسان لله؟ السبب هو كلام الله! إن كلام الله غامض للغاية، ويمكنه أن يلمس قلب الإنسان، ويكشف عمَّا في عمق قلب الإنسان، ويمكن أن يُعرِّفه بأشياء حدثت في الماضي، ويسمح له برؤية المستقبل. ولذا يتحمل الإنسان المعاناة بسبب كلام الله، ويصبح كاملاً بسبب كلام الله، وعندها فقط يتبع الإنسان الله. ما يجب على الإنسان القيام به في هذه المرحلة هو قبول كلام الله، وبغض النظر عمَّا إذا كان قد أصبح كاملاً أو نال التنقية، فالأساس هو كلام الله. هذا هو عمل الله، والرؤية التي يجب أن يعرفها الإنسان اليوم.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله