القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 521

30 2020-12-28

كانت هناك نقطة تمثل الذروة في اختبارات بطرس، عندما كان جسده يكاد يكون مكسورًا كليةً، ولكن يسوع قد وهبه تشجيعًا من الداخل، وقد ظهر له مرةً. عندما كان بطرس يقاسي معاناةً هائلة وكان قلبه مكسورًا، تحدّث إليه يسوع: "أنت كنت معي على الأرض، وأنا كنت هنا معك. وكنّا – على كل حال – في عالم روُحيّ حتى قبل أن نكون معًا في السماء. والآن فقد عُدت إلى العالم الروحي، وأنت ما تزال على الأرض. ذلك لأنّي لستُ من الأرض، ومع أنّك أنت أيضًا لست من الأرض، إلا أنه لا بُدّ أن تُكمِل عملك على الأرض. وبما أنّك خادم فلا بُدّ أن تتمّم واجبك على قدر استطاعتك". وقد تعزى بطرس بعدما سمع أنه يستطيع أن يعود ليمكث بجانب الله. عندما كان بطرس في مثل هذه الحالة من الضيق حتى أصبح طريح الفراش، شعر ساعتها بندم شديد حتى أنه قال: "إنّي في شدة الفساد، ولا أستطيع أن أُرضي الله". فظهر له يسوع، وقال له: "أنسيتَ بالحق يا بطرس القرار الذي اتّخذته أنت ذات مرة أمامي؟ أنسيتَ حقًا كل ما قلته لك؟ أنسيتَ تعهّدك الذي قطعته معي؟" رأى بطرس أن يسوع حقًا يكلّمه، فنهض من فراشه، وعزَّاه يسوع قائلًا له: "أنا لست من الأرض – قد أخبرتك بالفعل عن ذلك. هذا ما لا بُدّ أن تفهمه؛ ولكن هل نسيت شيئًا آخر أخبرتك عنه؟ كما قلت لك من قبل "أنت أيضًا لست من الأرض، لست من العالم". لديك الآن عملٌ عليك القيام به، لا يمكن أن تكون في مثل هذه الحالة من الحزن، ولا يمكن أن تكون في مثل هذه الحالة من المعاناة. ومع أنه لا يمكن الآن أن يتعايش الناس مع الله في نفس العالم، إلا أنني لديّ عملي الخاص ولديك عمل عليك القيام به، وفي يومٍ ما عندما ينتهي عملك سوف نكون معًا في عالمٍ واحدٍ، وسوف أقودك لتكون معي إلى الأبد". استراح بطرس وأطمأنّ بعدما سمع هذه الكلمات. لقد عَرِفَ أن هذه المعاناة كانت شيئًا لا بُدّ أن يختبره ويتحمّله، وكان ذلك يشجّعه من ذلك الحين فصاعدًا. كان يسوع يظهر له في كل لحظة فاصلة، فيعطيه استنارة خاصة وإرشادًا، ويقوم بأعمال كثيرة فيه. ولكن ماذا كان أكثر شيء يدعو بطرس للندم؟ سأل يسوع بطرس سؤالًا آخر (مع أنه لم يُسجّل في الكتاب المقدس على هذا النحو) ولم تكن فترة طويلة قد مضت على قول بطرس "أنت هو ابن الله الحي"، وكان السؤال هو: "يا بطرس! هل سبق وأحببتني؟" فهم بطرس ما كان يعنيه يسوع من سؤاله، فقال: "يا رب! لقد أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّي أعترف بأنني لم أحبك قط". ثم قال يسوع: "إن كان الناس لا يحبّون الآب الذي في السماء، فكيف يستطيعون أن يحبّوا الابن الذي على الأرض؟ وإن كان الناس لا يحبّون الابن الذي أرسله الله الآب، فكيف يمكنهم أن يحبّوا الآب الذي في السماء؟ إذا أحب الناس الابن الذي على الأرض حقًا، فقد أحبّوا بالحقيقة الآب الذي في السماء". وحالما سمع بطرس هذه الكلمات أدرك قصوره. لقد كان دائمًا يشعر بالندم العميق حتى الدموع بسبب كلماته التي قالها: "لقد أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّي لم أحبّك قط". بعد قيامة يسوع وصعوده شعر بطرس بحزن أعمق وندم أعظم بسبب هذه الكلمات عينها. وعندما كان يتذكّر عمله في الماضي ومكانته الحاليّة، كان في الغالب يأتي إلى يسوع في الصلاة، وكان دائمًا يشعر بالندم وبأنه مَدين لأنه لم يُرضِ إرادة الله، ولأنّه لم يَرْقَ إلى معايير الله. وهكذا أصبحت هذه القضايا أثقل أعبائه. قال بطرس: "يومًا ما سوف أُكرّس لك كل ما أملكه وكل كياني، وسوف أقدّم لك أغلى ما عندي، مهما كان". وأردف يقول: "يا الله! لديّ فقط إيمان واحد، وفقط حبٌ واحد. حياتي لا تساوي شيئًا، وجسدي لا يساوي شيئًا. لديّ فقط إيمان واحد، وفقط حبٌ واحد. لديّ إيمانٌ بك في عقلي وحبٌ لك في قلبي؛ هذان هما فقط الشيئان اللذان أستطيع أن أقدمهما لك، وليس أي شيء آخر". كانت كلمات يسوع تشجّع بطرس بشكل رائع؛ ذلك لأن يسوع قبل أن يُصلَب قال لبطرس: "أنا لست من هذا العالم، وأنت أيضًا لست من هذا العالم". بعد ذلك عندما وصل بطرس إلى درجة كبيرة من الألم العظيم، ذكّره يسوع قائلًا له: "يا بطرس، هل نسيت؟ أنا لست من العالم، وقد رحلت عنه قبلك لأن لي عمل لا بُّد أن أعمله. وأنت أيضًا لست من العالم. هل نسيت؟ قلت لك مرتين، ألا تتذكر ذلك؟" أَنصتَ بطرس ليسوع ثم قال له: "لم أنس!" ثم قال يسوع: "لقد قضيتَ وقتًا سعيدًا من قبل في معيتي بالسماء، وقضيت فترةً من الزمن بجانبي. أنت الآن تفتقدني، وأنا أفتقدك. ومع أن المخلوقات لا تستحق ذكرها أمام عينيّ، كيف لي ألاّ أحب شخصًا بريئًا ومستحقًا للحب؟ هل نسيت وعدي؟ لا بُدّ أن تقبل المأمورية التي أسندتها لك على الأرض؛ ولا بُدّ أن تؤدي المهمّة التي ائتمنتك عليها. يومًا ما سوف أقودك بالتأكيد لتكون بجواري". ما أن سمع بطرس هذه الكلمات حتى تشجّع أكثر وصار له دافع أكبر، حتى أنه عندما كان على الصليب استطاع أن يقول: "يا الله! لا أستطيع أن أحبك بما يكفي! حتى إذا طلبت مني أن أموت، لا أستطيع عندئذٍ أن أحبك بما يكفي! أينما تُرسِل روحي، وسواء وفيت بوعودك أم لم تفِ بها، ومهما فعلت بعد ذلك، فإنّي أحبك وأؤمن بك". كان كل ما تشبّث به بطرس هو إيمانه وحبه الحقيقي.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية تَعرّف بطرس على يسوع

اترك رد