القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 532

53 2020-12-29

اتبع بطرس يسوع عددًا من السنوات ورأى أشياءَ كثيرة في يسوع لا يملكها الناس. وبعد اتباعه لمدة عام، تم اختياره كرئيس للتلاميذ الاثني عشر من قبل يسوع، (بالطبع لم ينطق يسوع بهذا بصوت عالٍ، ولم يعلم الآخرون بذلك مطلقًا)؛ كان بطرس يقيس نفسه في الحياة بكل شيء فعله يسوع، وعلى وجه الخصوص كانت خطب يسوع محفورة بشكل خاص في قلبه، فقد كان مُخلصًا للغاية ومكرسًا ليسوع، ولم ينطق أبدًا بأية شكاوى من يسوع؛ وهذا هو السبب في أنه أصبح رفيق يسوع الأمين في كل مكان يذهب إليه. لقد اتبع بطرس تعاليم يسوع، وكلماته الرقيقة، وما كان يأكله، وما يرتديه، ومأواه، وأسفاره. لقد اقتدى بيسوع في كل ناحية، ولم يكن معتدًّا بنفسه، لكنه انسلخ من كل الأشياء القديمة السابقة واتبع يسوع في القول والفعل. عندها شعر أن السماوات والأرض وكل الأشياء كانت في يد القدير، وأنه لهذا السبب لم يكن له خياره الشخصي. وكان بطرس أيضًأ يستوعب كل ماهية يسوع واعتبره قدوةً له. تدل حياة يسوع على أنه لم يكن معتدًّا بنفسه أو متغطرسًا فيما كان يفعله، وبدلًا من أن يفتخر بنفسه، أثّر في الناس بالمحبة. ثمة أمور مختلفة دلت على حقيقة يسوع، ولهذا السبب كان بطرس يقتدي بكل ما كان عليه يسوع. وقد أسهمت تجارب بطرس في جعله يشعر على نحو متزايد بجمال يسوع، وقال أشياءَ مثل: "لقد بحثت عن القدير في سائر الكون ورأيت عجائب السماوات والأرض وكل الأشياء، وهكذا تشكل لديّ إحساس عميق بجمال القدير، ولكن لم يكن لدي حب حقيقي في قلبي، ولم أر قط جمال القدير بعينيّ. أما اليوم، فقد حظيت من القدير بنظرة الاستحسان، وشعرت أخيرًا بجمال الله، واكتشفت أخيرًا أنه ليس مجرد خلق الله كلَّ الأشياء هو الذي يجعل البشر يحبونه. ففي حياتي اليومية، وجدت جماله اللامتناهي؛ فكيف يمكن أن يكون جماله مقتصرًا فقط على ما يُشاهَدُ اليوم؟" مع مرور الوقت، كانت هناك العديد من الأشياء الجميلة أيضًا التي برزت في بطرس؛ فقد أصبح مطيعًا جدًا ليسوع، وعانى بالطبع من بعض الانتكاسات. عندما أخذه يسوع إلى أماكن مختلفة للوعظ، كان دائمًا يتواضع ويستمع إلى عظات يسوع، ولم يصبح متكبرًا مطلقًا بسبب سنوات اتباعه له. وبعد أن أخبره يسوع أن سبب قدومه هو أن يصلب لإنهاء عمله، حزن حزنًا شديدًا وكان يبكي وحده في الخفاء. ومع ذلك، جاء ذلك اليوم "المؤسف". بعد أن تم القبض على يسوع، بكى بطرس بمفرده على متن مركب الصيد الخاص به وصلى كثيرًا من أجل هذا، ولكنه في قلبه كان يعلم أن تلك هي إرادة الله الآب، ولا يمكن لأحد أن يغيرها. لقد كان حزينًا وبكّاءً دائمًا بسبب تأثير الحب. بالطبع، هذا هو أحد مظاهر الضعف البشري؛ لذلك عندما علم أن يسوع سيُسمَّر على الصليب، سأل يسوع: "هل ستعود بعد أن تغادر لتكون بيننا تحرسنا؟ هل سنظل قادرين على رؤيتك؟" على الرغم من أن هذه الكلمات كانت ساذجة تمامًا، كما كانت أيضًا مليئة بالمفاهيم والمعاني البشرية، فقد كان يسوع يعرف ما يعانيه بطرس، ولذلك من خلال محبته كان مراعيًا لضعف بطرس: "لقد أحببتك يا بطرس، هل تعرف ذلك؟ على الرغم من عدم وجود منطق فيما تقوله، فقد وعد الآب أنه بعد قيامي، سأظهر للبشرية لمدة 40 يومًا، ألا تعتقد أن روحي سيغدق عليكم جميعًا النعمة مرارًا؟" على الرغم من أن ذلك جعل بطرس يشعر بقليل من الراحة، فقد كان لا يزال يشعر بأن هناك أمرًا كان مفقودًا؛ ولذلك، بعد قيام يسوع، ظهر له للمرة الأولى علنًا، ولكن من أجل منع بطرس من الاستمرار في التمسك بمفاهيمه، رفض يسوع الوليمة الفخمة التي أعدها بطرس له واختفى في لمح البصر. ومن تلك اللحظة، أصبح لدى بطرس أخيرًا فهم أعمق للرب يسوع، وأحبه أكثر. وبعد قيامته، ظهر يسوع مرارًا لبطرس. فقد ظهر لبطرس ثلاث مرات بعد مرور الأربعين يومًا وصعوده إلى السماء، كل مرة كان يظهر فيها عندما يكون عمل الروح القدس على وشك أن يكتمل ويكون عمل جديد على وشك أن يبدأ.

كسب بطرس معيشته من خلال الصيد طوال حياته كلها، لكنه فوق ذلك عاش للوعظ. وفي سنواته الأخيرة، كتب رسالتَيْ بطرس الأولى والثانية، وكتب عدة رسائل إلى كنيسة فيلادلفيا في ذلك الوقت، حيث كان الناس في ذلك الوقت متأثرين جدًا به. وبدلاً من أن يعظ الناس مستخدمًا مؤهلاته الخاصة، زودهم بالمؤن المناسبة للحياة. كما لم ينس قط تعاليم يسوع قبل أن يغادر، وبقي متأثرًا بها طوال حياته. عندما كان يتبع يسوع، قرر أن يرد الجميل عن حب الرب بموته، وأنه سيتبع مثال يسوع في كل شيء، وقد وافق يسوع على ذلك، ولذلك عندما كان عمر بطرس 53 عامًا (بعد 20 سنة من مغادرة يسوع)، ظهر له يسوع ليحقق له تطلعاته. وفي السنوات السبع التي تلت ذلك، أمضى بطرس حياته ساعياً لأن يتعرف على ذاته. وذات يوم، في نهاية تلك السنوات السبع، تم صلبه رأسًا على عقب، منهيًا بذلك حياته الاستثنائية.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تفسيرات أسرار \"كلام الله إلى الكون بأسره\"، عن حياة بطرس

اترك رد