يستخدم الله تجارب مختلفة لاختبار ما إذا كان الناس يتقونه ويحيدون عن الشر أم لا
في كل عصر ينعم الله على الإنسان ببعض الكلمات عندما يعمل في العالم، ويخبره ببعض الحقائق. هذه الحقائق هي مثل طريق على الإنسان الالتزام به؛ طريق يسلكه الإنسان ويمكّنه من اتقاء الله والحيدان عن الشر، وهو الطريق الذي ينبغي للناس ممارسته والالتزام به في حياتهم وعلى مدار رحلة الحياة. لهذه الأسباب يُنعم الله بهذه الكلمات على الإنسان. ينبغي للإنسان أن يلتزم بهذه الكلمات التي تأتي من الله، والالتزام بها هو نيل حياة. إن كان شخص ما لا يلتزم بها، ولا يمارسها، ولا يحيا بحسب كلمات الله في حياته، فهذا الشخص لا يمارس الحق. وإن كان لا يمارس الحق، فهو لا يتقي الله ولا يحيد عن الشر، ولا يمكنه إرضاء الله. إن كان أحد لا يمكنه إرضاء الله، فلن ينال مديح الله؛ هذا النوع من الأشخاص ليس له عاقبة. كيف إذًا يؤسس الله عاقبة الإنسان في مسار عمله؟ ما هي الوسيلة التي يستخدمها الله لتأسيس عاقبة الإنسان؟ ربما لا تشعر بوضوح بشأن هذا الأمر الآن، ولكن عندما أخبرك بالعملية سيصير الأمر واضحًا جدًّا؛ هذا لأن العديد من الناس قد اختبروه بالفعل بأنفسهم.
على مدار عمل الله، من البداية وحتى النهاية، وضع الله تجارب لكل شخص – أو يمكنكم القول، لكل شخص يتبعه – وهذه التجارب تأتي بأحجام مختلفة. يوجد أشخاص اختبروا تجربة أن يكونوا منبوذين من عائلتهم؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة الحياة في بيئة معادية؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة أن يُقبض عليهم ويُعذبوا؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة مواجهة اختيار ما، ويوجد مَنْ واجهوا تجربة المال والمكانة. عمومًا، اختبر كل واحد منكم شتى أنواع التجارب. لماذا يعمل الله بهذه الكيفية؟ لماذا يعامل الله كل شخص هكذا؟ ما نوع النتيجة التي يريد أن يراها؟ هذه نقطة مهمة فيما أريد أن أخبركم إياه: يريد الله أن يرى إن كان هذا هو نوع الأشخاص الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر أم لا. هذا يعني أنه عندما يعطيك الله تجربة ويجعلك تواجه بعض الظروف، فهو يريد أن يختبر إن كنتَ أنت ذلك الشخص الذي يتقي الله ويحيد عن الشر أم لا. إن واجه شخص واجب الحفاظ على ذبيحة، وتواصل مع ذبيحة الله، فهل تعتقد أن هذا شيء قد رتّبه الله؟ بلا شك! فكل شيء تواجهه هو شيء قد رتّبه الله. عندما تواجه هذا الأمر، سيراقبك الله في الخفاء، ويراقب كيفية اختياراتك، وكيفية ممارستك، وما تفكر فيه. النتيجة النهائية هي أكثر ما يهتم به الله، حيث إنها هي النتيجة التي ستدعه يقيس إن كنت بلغت معياره في هذه التجربة أم لا. ومع ذلك عندما يواجه الناس أمرًا ما، غالبًا لا يفكرون بشأن السبب وراء مواجهتهم إياه، أو المعيار الذي يطلبه الله. لا يفكرون بشأن ما يريد الله أن يراه فيهم، وما يريد الحصول عليه منهم. عندما يواجهون هذا الأمر، فإن هذا النوع من الأشخاص يفكر فقط قائلاً: "هذا شيء أواجهه؛ يجب أن أكون حذرًا، لا أن أكون غير مبالٍ! بغض النظر عن أي شيء هذه هي ذبيحة الله ويجب ألا ألمسها". يؤمن هذا الشخص أن بإمكانه أداء مسوؤليته معتنقًا هذا التفكير البسيط للغاية. هل سيرضى الله بنتيجة هذه التجربة؟ أم لن يرضى؟ يمكنكم مناقشة هذا. (إن اتقى شخص الله في قلبه؛ فعندما يواجهه الواجب الذي يسمح له بالتواصل مع ذبيحة الله، سيفكر في مدى سهولة الإساءة لشخصية الله، وسيحرص على المضي قدمًا بحذر). إجابتك في المسار الصحيح، ولكنها لم تصب هدفها حتى الآن. لا يتعلق السير في طريق الله بالحفاظ على القواعد ظاهريًا، بل يعني أنه عندما تواجه أمرًا ما، فأنت في المقام الأول تراه كظرف رتبه الله، ومسؤولية أنعم بها عليك أو شيء ائتمنك عليه، وبذلك عندما تواجه هذا الأمر، ينبغي أن تراه تجربة من الله. عندما تواجه هذا الأمر يجب أن يكون لديك معيار ويجب أن تفكر في أنه قد أتى من عند الله. يجب أن تفكر في كيفية التعامل مع هذا الأمر بطريقة تجعلك تؤدي مسؤوليتك وتكون أمينًا لله؛ أي كيف تفعله ولا تُغضب الله أو تسيء إلى شخصيته. تكلمنا عن الحفاظ على الذبائح. يتضمن هذا الأمر الذبائح، كما يتضمن أيضًا واجبك ومسؤوليتك. أنت ملتزم بواجب هذه المسؤولية. ولكن عندما تواجه هذا الأمر، هل توجد أية غواية؟ نعم توجد غواية! من أين تأتي هذه الغواية؟ تأتي من الشيطان وتأتي من شر الإنسان وشخصيته الفاسدة. وبما أنه توجد غواية، فإن هذا يتضمن التمسك بالشهادة؛ والتمسك بالشهادة هو أيضًا مسؤوليتك وواجبك. يقول بعض الناس: "إنه أمر صغير؛ هل من الضروري حقًّا إعطاؤه أكبر من حجمه؟" نعم من الضروري! لأنه لكي نسير في طريق الله، لا يمكننا أن نترك أي شيء له علاقة بأنفسنا أو أي شيء يحدث حولنا يمرّ دون فحصه بجدية، حتى الأمور الصغيرة. لا يهم إن كنا نفكر أنه ينبغي لنا أن نعير انتباهًا إليه أم لا، ما دام يوجد أي أمر يواجهنا فعلينا ألا نتركه. يجب أن ننظر إلى الأمر بجملته على أنه تجربة من الله لنا. ما هو نوع هذا التوجّه؟ إن كان لديك هذا النوع من المواقف، فهذا يؤكد على حقيقة واحدة: قلبك يتقي الله، ويرغب في الحيدان عن الشر. إن كانت لديك هذه الرغبة في إرضاء الله، فإن ما تمارسه ليس بعيدًا عن اتقاء الله والحيدان الشر.
يوجد دائمًا أولئك الذين يؤمنون أن هذه الأمور – التي لا يهتم بها الناس كثيرًا، والتي لا تُذكر في العادة – هي مجرد تفاهات صغيرة، وليس لها أية علاقة بممارسة الحق. عندما يواجه هؤلاء الناس أمرًا كهذا، لا يفكرون فيه كثيرًا، ويدعونه يمرّ. ولكن في الواقع، هذا الأمر هو درس ينبغي لك تعلُّمه؛ إنه درس عن كيف تتقي الله وتحيد عن الشر، بالإضافة إلى أن ما ينبغي لك الاهتمام به أكثر هو معرفة ما يفعله الله عندما يظهر هذا الأمر لمواجهتك. الله إلى جانبك، يلاحظ كل كلمة من كلامك وفعل من أفعالك، ويلاحظ أعمالك، وتغيراتك الفكرية؛ هذا هو عمل الله. يقول بعض الناس: "فلماذا لا أشعر به إذًا؟" لمْ تَشعرْ به لأن طريق مخافة الله والحيدان عن الشر لم يكن بالنسبة إليك أهم طريق تلتزم به. لذلك لا يمكنك أن تشعر بعمل الله البارع في الإنسان، والذي يظهر وفقًا لمعتقدات وأعمال الناس المختلفة. إنما أنت غافل! ما هو الأمر الكبير؟ ما هو الأمر الصغير؟ كل الأمور التي تتضمن السير في طريق الله لا تنقسم إلى أمور صغيرة أو كبيرة. هل يمكنكم قبول ذلك؟ (يمكننا قبول ذلك). من حيث الأمور اليومية، توجد بعض الأمور التي يراها الناس كبيرة ومهمة للغاية، وتوجد بعض الأمور الأخرى التي تُرى على أنها تفاهات صغيرة. غالبًا ما ينظر الناس إلى هذه الأمور الكبيرة على أنها هي الأمور المهمة للغاية، ويعتبرونها مُرسلة من الله. لكن أثناء عمل هذه الأمور الكبيرة، وبسبب قامة الإنسان غير الناضجة ومقدرته الضعيفة، غالبًا ما لا يرتقي إلى مقاصد الله ولا يمكنه الحصول على أية رؤى، أو معرفة فعلية ذات قيمة. بقدر ما يتعلق الأمر بالأمور الصغيرة، يتغاضى الإنسان ببساطة عن هذه، ويتركها تمر رويدًا رويدًا. وهكذا يفقد الناس فرصًا عديدة في أن يُفحصوا أمام الله ويُختبروا منه. إن تغاضيت دائمًا عن الناس والأشياء والأمور والظروف التي رتبها الله لك، فماذا سيعني هذا؟ يعني أنك في كل يوم، وكل لحظة، تتنصل من تكميل وقيادة الله لك. وريثما يرتب الله ظرفًا لك، فإنه يراقب في الخفاء، وينظر إلى قلبك، وإلى أفكارك واعتباراتك، ينظر إلى كيف تفكر وكيف ستتصرف. إن كنت شخصًا مُهْمِلاً – شخصًا لم يكن جادًّا قط بشأن طريق الله أو كلمته أو الحق – فأنت لن تنتبه ولن تبالي بما يريد الله إتمامه وما يطلبه منك، عندما يرتب ظروفًا لك. لن تعرف أيضًا كيف تتعلق الناس والأمور والأشياء التي تواجهها بالحق أو بمقاصد الله. بعد أن تواجه ظروفًا وتجارب متكررة مثل هذا، وعندما لا يرى الله أي إنجازات تضاف إلى اسمك، كيف سيمضي الله قُدمًا؟ بعد تكرار مواجهتك للتجارب، ها أنت لا تُمجّد الله في قلبك، ولا تتعامل مع الظروف التي يرتبها الله من أجلك كما هي – سواء كانت تجارب أو اختبارات من الله. بل ترفض الفرص التي يمنحها لك الله واحدةً تلو الأخرى وتدعها تفلت من يدك مرةً بعد مرةً، أوليس هذا عصيانًا كبيرًا من الإنسان؟ (نعم إنه كذلك). هل سيحزن الله بسبب هذا؟ (نعم سيحزن). لن يحزن الله! سماعكم إيايَ وأنا أتحدث بهذه الطريقة قد صدمكم مرةً أخرى. على أية حال، ألم نقل سابقًا إن الله يحزن دائمًا؟ ألن يحزن الله؟ متى سيحزن الله إذًا؟ على أية حال، لن يحزن الله من هذا الموقف. ما هو موقف الله إذًا تجاه هذا النوع من السلوك الموضح أعلاه؟ عندما يرفض الناس التجارب والاختبارات التي يرسلها لهم الله، وعندما يتهرّبون منها فإنه يوجد موقف واحد يتّخذه الله تجاه هؤلاء الناس. ما هو هذا الموقف؟ يرفض الله هذا النوع من الأشخاص من عمق قلبه. يوجد شقان لمعنى فعل "يرفض". كيف سأشرحهما؟ يحمل هذا الفعل في عمقه دلالة ضمنية على الاشمئزاز والكراهية. وما هو الشق الثاني من المعنى؟ إنه الجزء الذي يعني ضمنيًّا التخلي عن شيء ما. جميعكم تعرفون معنى "التخلي"، أليس كذلك؟ باختصار، يرفض تعني رد فعل الله النهائي وموقفه تجاه أولئك الناس الذين يتصرفون بهذه الطريقة. إنها كراهية مفرطة تجاههم واشمئزاز، ويتبع ذلك قرار هجرانهم. هذا هو قرار الله النهائي تجاه الشخص الذي لم يسر مطلقًا في طريقه ولم يتَّقِهِ ويحد عن الشر قط. هل يمكنكم جميعًا الآن رؤية أهمية هذا القول الذي قلته؟
هل تفهمون الآن الوسيلة التي يستخدمها الله لتأسيس عاقبة الإنسان؟ (ترتيب ظروف مختلفة يوميًّا). ترتيب ظروف مختلفة يوميًّا؛ هذا هو ما يمكن للناس أن يشعروا به ويلمسوه. ما هو دافع الله وراء هذا إذًا؟ الدافع هو أن الله يريد أن يعطي كل الأشخاص تجارب بطرق مختلفة، وأوقات مختلفة، وفي أماكن مختلفة. ما الجوانب التي تُختبر في الإنسان في تجربة ما؟ يختبر الله ما إذا كنت ذلك النوع من الأشخاص الذي يتقي الله ويحيد عن الشر في كل أمر تواجهه أو تسمع عنه أو تراه أو تختبره شخصيًّا. سيواجه كل شخص هذا النوع من التجربة؛ لأن الله عادل تجاه جميع الناس. يقول بعض الناس: "آمنت بالله لسنين عديدة، فكيف لم أواجه تجربة؟" أنت تشعر أنك لم تواجه تجربة لأنه عندما رتب الله ظروفًا من أجلك، لم تأخذها على محمل الجدية ولم ترد السير في طريق الله. لذلك ليس لديك أي إحساس بتجارب الله. يقول بعض الناس: "واجهت تجارب قليلة، لكني لا أعرف طريق الممارسة السليم. ومع أنني مارست، لا زالت لا أعرف إن كنت قد صمدت أثناء التجارب أم لا". من المؤكد أن الناس الذين يتبنون هذا النوع من المواقف ليسوا أقلية بلا شك. إذًا ما هو المعيار الذي يقيس الله به الناس؟ إنه مثلما قلت منذ لحظات: كل ما تفعله، وكل ما تفكر فيه، كل ما تعبر عنه، هل فيه مخافة الله والحيدان عن الشر؟ هكذا تُحدّد ما إذا كنت شخصًا يخاف الله ويحيد عن الشر أم لا. هل هذا مفهوم بسيط؟ من السهل أن نقوله ولكن هل من السهل ممارسته؟ (ليس سهلاً). لماذا ليس بهذه السهولة؟ (لأن الناس لا يعرفون الله ولا يعرفون كيف يُكمِّل الله الإنسان، ولذلك عندما يواجهون أمورًا لا يعرفون كيف يسعون وراء الحق لحل مشكلتهم. يجب على الناس اجتياز تجارب وتنقيات وتوبيخات ودينونات متنوعة، قبل أن تكون لديهم حقيقة مخافة الله). أنت تقولها بهذه الكيفية، ولكن بقدر اهتمامك ومخافتك لله وحيدانك عن الشر، يبدو الأمر سهل التحقيق الآن. لماذا أقول هذا؟ لأنكم استمعتم للعديد من العظات وتلقيتم قدرًا ليس بقليل من الارتواء من واقعية الحق. لقد مكّنكم هذا من فهم كيفية اتقاء الله والحيدان عن الشر من حيث النظرية والتفكير. فيما يتعلق بممارستكم لاتقاء الله والحيدان الشر، كان الأمر بجملته مفيدًا وجعلكم تشعرون كما لو أنه أمر يسهل تحقيقه. فلماذا إذًا لا يستطيع الناس أبدًا تحقيقه على أرض الواقع؟ هذا لأن جوهر طبيعة الإنسان لا يتقي الله، ويحب الشر. هذا هو السبب الحقيقي.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله