القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 141

115 2020-08-16

خلق الله الإنسان وقاد حياة البشر منذ ذلك الحين. سواء في منح البشر البركات، أو إعطائهم النواميس ووصاياه، أو وضع القواعد المُتنوّعة للحياة، هل تعرفون هدف الله المنشود من عمل هذه الأشياء؟ أوّلاً، هل يمكنكم القول بكلّ تأكيدٍ إن كلّ ما يفعله الله لخير البشر؟ (نعم، يمكننا ذلك). قد تعتقدون أن هذه الجملة عامّةٌ وجوفاء نسبيًّا، ولكن على وجه التحديد، كلّ ما يفعله الله يهدف لقيادة الإنسان وإرشاده ليعيش حياةً طبيعيّة. سواء كان الهدف أن يحفظ الإنسان قواعد الله أو يحفظ نواميسه، فإن هدف الله هو ألّا يعبد الإنسان الشيطان، وألّا يتضرّر من الشيطان؛ هذا هو الأهمّ وهذا ما تم عمله في البداية. ففي البداية، عندما لم يكن الإنسان يفهم مشيئة الله، أخذ الله بعض القوانين والقواعد البسيطة وصاغ أحكامًا تشمل كلّ جانبٍ يمكن تصوّره. هذه الأحكام بسيطةٌ للغاية، ولكنها تحتوي في داخلها على مشيئة الله. الله يُقدّر البشر ويعتزّ بهم ويُحبّهم محبّةً صادقة. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). ولذلك هل يمكن أن نقول إن قلبه قُدّوسٌ؟ هل يمكن أن نقول إن قلبه طاهرٌ؟ (نعم). هل الله لديه أيّة نوايا خفيّة؟ (كلا). هل ينبع هذا الهدف إذًا من حقّه وإيجابيّته؟ (نعم). بغضّ النظر عن الأحكام التي وضعها الله، فإن لها جميعًا في سياق أعماله آثارٌ إيجابيّة على الإنسان، كما أنها تقود الطريق. هل توجد إذًا أيّة أفكارٍ في عقل الله لخدمة المصالح الذّاتيّة؟ هل الله لديه أيّة أهدافٍ إضافيّة تخصّ الإنسان أو يريد أن يستخدم الإنسان بطريقةٍ ما؟ (كلا). كلا على الإطلاق. الله يفعل ما يقوله، كما أنه يُفكِّر بهذه الطريقة في قلبه. لا يوجد غرضٌ مختلط ولا أفكار لخدمة المصالح الذّاتيّة. إنه لا يفعل أيّ شيءٍ لنفسه، ولكنه يفعل كلّ شيءٍ بالفعل من أجل الإنسان دون أيّة أهدافٍ شخصيّة. ومع أن لديه خططٌ ومقاصد للإنسان، إلّا أنه لا يفعل أيّ شيءٍ لنفسه. كلّ شيءٍ يعمله يكون بمعنى الكلمة لمصلحة البشر ولحماية البشر وللحفاظ على البشر من الضلال. أليس هذا القلب ثمينٌ إذًا؟ (بلى). هل يمكن أن ترى حتّى أصغر إشارةٍ لهذا القلب الثمين في الشيطان؟ هل يمكن أن تراها؟ (كلا). لا يمكنك رؤية إشارة واحدة لهذا في الشيطان. كلّ شيءٍ يفعله الله ينكشف بطريقةٍ طبيعيّة. بالنظر إلى الطريقة التي يعمل بها الله، كيف يعمل؟ هل يأخذ الله هذه النواميس وكلماته ويربطها بإحكامٍ على رأس كلّ شخصٍ مثل تعويذة الطوق الذهبيّ، ويفرضها على كلّ إنسانٍ؟ هل يعمل بهذه الطريقة؟ (كلا). بأيّة طريقةٍ إذًا يعمل الله؟ (إنه يُرشِدنا). (إنه ينصح ويُشجّع). هل يُهدِّد؟ هل يتحدّث إليكم في دوائر مفرغة؟ (كلا). عندما لا تفهم الحقّ، كيف يُرشِدك الله؟ (ينير لك نورًا). ينير لك ويُخبِرك بوضوحٍ أن هذا لا يتماشى مع الحقّ، وما يجب عليك فعله. من هذه الطرق التي يعمل بها الله، ما نوع العلاقة التي تشعر بها مع الله؟ هل تجعلك تشعر بأن الله بعيدٌ عنك؟ (كلا). كيف تجعلك تشعر إذًا؟ تُشعرك بأن الله قريبٌ على نحو خاص منك ولا توجد مسافةٌ بينكما. عندما يُرشِدك الله، وعندما يعولك، وعندما يساعدك ويدعمك، فأنت تشعر بلطف الله وبوجوب احترامه، وتشعر بمدى جماله وقربه. ولكن عندما يُوبِّخك الله على فسادك، أو عندما يدينك ويُؤدِّبك بسبب تمرّدك عليه، ما الطريقة التي يستخدمها الله؟ هل يُؤدِّبك بالكلمات؟ هل يُؤدِّبك من خلال بيئتك ومن خلال الناس والأحوال والأشياء؟ (نعم). ما المستوى الذي يصل إليه هذا التأديب؟ (إلى المستوى الذي يمكن للإنسان تحمّله). هل يصل مستوى تأديب الله إلى النقطة نفسها التي يضرّ بها الشيطان الإنسان؟ (كلا). يعمل الله بطريقةٍ لطيفة مملوءة بالحب والرقة والعناية، أي بطريقةٍ معتدلة وملائمة على نحو خاصّ. لا تجعلك طريقته تشعر بمشاعر حادة مثل أن تقول: "ينبغي أن يسمح لي الله بعمل هذا" أو "ينبغي أن يسمح لي الله بعمل ذلك". لا يعطيك الله أبدًا مثل هذا النوع من العقليّة الحادّة أو المشاعر الحادّة التي تجعل الأشياء لا تُطاق. أليس هذا صحيحًا؟ حتّى عندما تقبل كلمات دينونة الله وتوبيخه، كيف تشعر بعد ذلك؟ عندما تشعر بسلطان الله وبقوّته، كيف تشعر بعد ذلك؟ هل تشعر أن الله كائنٌ سماويّ لا يمكن انتهاك خصوصيّته؟ (نعم). هل تشعر بأنك بعيدٌ عن الله في هذه الأوقات؟ هل تشعر بالذعر من الله؟ (كلا). كلا، ولكنك بدلاً من ذلك تشعر بالمخافة الخاشعة من الله. هل يشعر الناس بجميع هذه الأشياء فقط بسبب عمل الله؟ (نعم). هل ستكون لديهم إذًا هذه المشاعر إذا عمل الشيطان في الإنسان؟ (كلا). يستخدم الله كلماته وحقّه وحياته من أجل إعالة الإنسان ودعمه باستمرارٍ. عندما يكون الإنسان ضعيفًا، وعندما يشعر الإنسان بالإحباط، فإن الله بالتأكيد لا يتحدّث بخشونةٍ قائلاً: "لا تشعر بالإحباط. ما سبب إحباطك؟ ما سبب ضعفك؟ لماذا أنت ضعيفٌ؟ أنت ضعيفٌ جدًّا ومُحبطٌ دائمًا. ما الهدف من العيش؟ مُتْ وحسب!" هل يعمل الله بهذه الطريقة؟ (كلا). هل يملك الله السلطان للعمل بهذه الطريقة؟ (نعم). ولكن هل يتصرّف الله بهذه الطريقة؟ (كلا). يرجع السبب في عدم تصرّف الله بهذه الطريقة إلى جوهره، أي جوهر قداسة الله. فمحبّته وتقديره للإنسان واعتزازه به لا يمكن التعبير عنها بوضوحٍ في جملةٍ واحدة أو جملتين فقط. فهذا ليس شيئًا ناتجًا عن تفاخر الإنسان، ولكنه شيءٌ يُحدِثه الله في ممارسةٍ فعليّة؛ وهو إعلان جوهر الله. هل يمكن لجميع هذه الطرق التي يعمل بها الله أن تسمح للإنسان برؤية قداسة الله؟ في جميع هذه الطرق التي يعمل بها الله، بما في ذلك مقاصد الله الصالحة، وبما في ذلك الآثار التي يرغب الله في تحقيقها في الإنسان، وبما في ذلك الطرق المختلفة التي يستخدمها الله للعمل على الإنسان، ونوع العمل الذي يعمله، وما يريده من الإنسان أن يفهمه – هل رأيت أيّ شرٍّ أو مكرٍ في نوايا الله الطيّبة؟ (كلا). إذًا في كلّ شيءٍ يفعله الله، وكلّ شيءٍ يقوله الله، وكلّ ما يُفكِّر به في قلبه، وكذلك جوهر الله الذي يكشف عنه، هل يمكننا أن ندعو الله قُدّوسًا؟ (نعم). هل رأى أيّ إنسانٍ هذه القداسة في العالم أو في نفسه؟ باستثناء الله، هل سبق ورأيتها في أيّ إنسانٍ أو في الشيطان؟ (كلا). هل يمكننا من ما تحدّثنا عنه حتّى الآن أن نصف الله بأنه الله الفريد القدّوس نفسه؟ (نعم). فكلّ ما يمنحه الله للإنسان، بما في ذلك كلام الله، والطرق المختلفة التي يعمل بها الله في الإنسان، وما يقوله الله للإنسان، وما يُذكِّر الله الإنسان به، وما ينصحه به ويُشجّعه عليه، فإن هذا كلّه ينشأ من جوهرٍ واحد: ينبع هذا كلّه من قداسة الله. إذا لم يكن يوجد مثل هذا الإله القُدّوس، فلا يمكن لأيّ إنسانٍ أن يأخذ مكانه لأداء العمل الذي يعمله. وإذا أخذ الله هؤلاء الناس وسلّمهم بالكامل إلى الشيطان، فهل سبق وفكّرتم في الحالة التي ستكونون عليها اليوم؟ هل ستكونون جالسين جميعًا هنا، في حالة اكتمالٍ وابتعادٍ عن الأذى؟ (كلا). كيف سيكون حالكم إذًا؟ هل ستقولون أيضًا: "مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا". هل ستتعجرفون وتتفاخرون وتتباهون دون خجلٍ أمام الله، وتتبخترون مُتحدّثين بهذه الطريقة؟ (نعم). سوف تفعلون هذا بالتأكيد! سوف تفعلون هذا حتمًا! يسمح موقف الشيطان تجاه الإنسان بأن يرى أن طبيعة الشيطان تختلف تمامًا عن الله. وجوهره يختلف تمامًا عن الله. ما جوهر الشيطان الذي هو عكس قداسة الله؟ (شرّه). طبيعة الشيطان الشرّيرة عكس قداسة الله. والسبب في أن غالبية الناس لا يُميِّزون هذا التعبير عن الله وجوهر قداسة الله هذا هو أنهم يعيشون تحت مُلك الشيطان وضمن فساد الشيطان وداخل قفص الشيطان. إنهم لا يعرفون معنى القداسة ولا يعرفون كيفيّة تعريف القداسة. وحتّى عندما تُدرِك قداسة الله، فأنت لا تزال غير قادرٍ على تعريفها على أنها قداسة الله بأيّ قدرٍ من التأكيد. وهذا تفاوتٌ في معرفة الإنسان لقداسة الله.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (د)

اترك رد