القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 166

144 2020-12-04

هل تفهمون النقطة الرئيسية حول معرفة شخصية الله البارة؟ يوجد الكثير ليُقال من واقع الخبرة في هذا الصدد، لكن توجد بضع نقاط رئيسية ينبغي أن أخبركم عنها. لفهم شخصية الله البارة، لا بُد أولًا من فهم مشاعر الله: ما يكره، وما يبغض، وما يحب، ومَن يسامح، ومَن يرحم، وما نوع الشخص الذي يحظى بتلك الرحمة. وهذه نقطة رئيسية. لا بُد من أن يفهم المرء أنه مهما كان الله مُحبًّا، ومهما يكن مقدار ما لديه من رحمة وحب للناس، فإنه لا يتسامح مع أي شخص يسيء إلى مكانته ومركزه، كما لا يتسامح مع أي أحد يمس جلاله. ومع أن الله يحب البشر، فإنه لا يشبع رغباتهم، بل يهبهم محبته ورحمته وتسامحه، لكنه لم يدللهم مطلقًا؛ فالله لديه مبادؤه وحدوده. بغض النظر عن مقدار شعورك بمحبة الله نحوك، وبغض النظر أيضًا عن مدى عمق تلك المحبة، يجب ألا تتعامل مع الله كما تتعامل مع شخص آخر. وعلى الرغم من صحة القول إن الله يعامل الناس بمودة شديدة، إن كان شخص ينظر إلى الله على أنه مجرد شخص آخر، وكما لو أنه مجرد مخلوق آخر، أو كصديق أو كمعبود، فسوف يخفي الله وجهه عنه وينبذه. هذه هي شخصيته، ويجب على الناس ألا يتعاملوا بلا مبالاة مع هذه القضية. ولذلك كثيرًا ما نرى كلامًا مثل هذا ينطقه الله عن شخصيته: مهما كان عدد الطرق التي سافرت فيها، والأعمال التي قمت بها، أو مدى ما تحملته من معاناة، بمجرد أن تسيء إلى شخصية الله، فسوف يجازي كلَ واحد منكم بناء على ما فعل. ما يعنيه هذا هو أن الله يعامل الناس بمودة شديدة، ولكن يتعين على الناس ألا يتعاملوا مع الله على أنه صديق أو قريب. لا تَدْعُ الله "صاحبك". فمهما كان نصيبك من محبة الله لك، ومهما وهبك من تسامح، عليك ألا تعامل الله على أنه مجرد صديق لك. هذه هي شخصية الله البارة. هل تفهمون هذا؟ هل أنا بحاجة إلى قول المزيد عن ذلك؟ هل لديكم فهم مسبق لهذا الأمر؟ بصورة عامة، هذا أسهل خطأ يرتكبه الناس، بغض النظر عما إذا كانوا يفهمون التعاليم، أو ما إذا كانوا قد تأملوا هذه القضية من قبل. عندما يسيء الناس إلى الله، قد لا يكون ذلك بسبب حدث ما أو شيء واحد قالوه، بل بالأحرى بسبب موقف يتخذونه أو حالة هم فيها. هذا أمر مفزع جدًا. يعتقد بعض الناس أنهم يفهمون الله، وأنهم يعرفونه بعض المعرفة، حتى إنهم قد يفعلون بعض الأمور التي ترضي الله. إنهم يبدؤون بالشعور أنهم مساوون لله وأنهم بخداعهم دخلوا في صداقة مع الله. وهذا النوع من المشاعر خطأ كبير. إن كنت لا تملك فهمًا عميقًا لهذا، وكنت لا تفهم هذا بوضوح، فعندئذ ستسيء إلى الله وإلى شخصيته البارّة بسهولة. أنت تفهم هذا الآن، صحيح؟ أليست شخصية الله البارة فريدة؟ هل هي مماثلة لشخصية إنسان أو موقفه الأخلاقي؟ كلا، مطلقًا. لذا يجب ألا تنسى أنه كيفما كانت معاملة الله للناس، أو كيفما كانت فكرته عن الناس، فإن مركز الله وسلطانه ومكانته لا تتغير أبدًا؛ فهو دومًا في نظر البشر رب جميع الأشياء والخالق.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ز)

اترك رد