بقي يسوع على الأرض ثلاثة وثلاثين عامًا ونصف العام، أتى ليقوم بعمل الصليب، ومن خلال عمل الصلب حصل الله على جزء من المجد. عندما جاء الله في الجسد، كان قادرًا على التواضع والاستتار، واستطاع تحمل عذابٍ هائلٍ. ومع أنه كان الله نفسه، فقد تحمل كل إهانة وكل مسبة، وتحمل عظيم الألم في الصلب على الصليب لكي يكمل عمل الفداء. بعد اختتام هذه المرحلة من العمل، ومع أن الناس قد رأوا أن الله حصل على مجد عظيم، لم يكن هذا مجمل مجده، بل كان مجرد جزء منه، وقد حصل على هذا الجزء من يسوع. ومع أن يسوع كان قادرًا على تحمُّل كل مشقة، وعلى أن يتواضع ويستتر، ويُصلب من أجل الله، فقد حصل الله على جزء واحد فقط من مجده، وتم الحصول على مجده في إسرائيل. لا يزال لدى الله جزء آخر من مجده: المجيء للأرض للقيام بالعمل بصورة فعلية وتكميل جماعة من الناس. أثناء مرحلة عمل يسوع، قام ببعض الأمور الفائقة للطبيعة، ولكن تلك المرحلة من العمل لم يكن الهدف منها بشكل من الأشكال أداء الآيات والمعجزات فحسب، بل كان الهدف منها بصورة رئيسية إظهار أن يسوع قادر على أن يتألم ويُصلب من أجل الله ويقاسي ألمًا هائلاً؛ لأنه أحب الله، وعلى الرغم من أن الله تخلى عنه، كان لا يزال راغبًا في التضحية بحياته من أجل مشيئة الله. وبعدما أكمل الله عمله في إسرائيل وصُلب يسوع على الصليب، تمجد الله، وحمل الله شهادةً أمام إبليس. أنتم لا تعرفون ولم تروا كيف صار الله جسدًا في الصين، فكيف يمكنكم أن تروا أن الله قد تمجد؟ عندما يقوم الله بالكثير من عمل الإخضاع فيكم، وأنت تثبتون على موقفكم، وقتها يكون عمل الله هذا ناجحًا، وهذا جزء من مجد الله. أنتم ترون هذا فقط، ولم يكملكم الله بعد، ولم تقدموا قلوبكم بالكامل له. لم تروا هذا المجد بالكامل، أنتم ترون فقط أن الله قد أخضع قلبكم بالفعل، وأنكم لا يمكنكم أن تتركوه أبدًا، وستتبعونه حتى النهاية ولن يتغير قلبكم. هذا هو مجد الله. ما الذي ترون مجد الله فيه؟ في آثار عمله في الناس. يرى الناس أن الله حنون للغاية، ويسكن الله قلوبهم، وهم لا يرغبون في تركه، وهذا هو مجد الله. حين تنهض قوة الإخوة والأخوات بالكنيسة، ويمكنهم أن يحبوا الله من قلوبهم، ويروا العظمة السامية للعمل الذي يقوم به الله، وعظمة كلماته التي لا يُقارن معها شيء، وعندما يرون سلطانًا في كلماته وأن بإمكانه مباشرة عمله في مدينة الأشباح ببر الصين الرئيسي، وعندما تسجد قلوبهم أمام الله، على الرغم من ضعفهم، ويرغبون في قبول كلمات الله، ومع أنهم ضعفاء وغير مؤهلين يستطيعون أن يروا أن كلمات الله قريبة جدًّا من قلوبهم، وجديرة باعتزازهم، فهذا هو مجد الله. حين يأتي اليوم الذي يكمل فيه الله الناس، ويصيرون قادرين على الخضوع أمامه وطاعته بالكامل، وترك آمالهم وقدرهم في يدي الله، فسيكون الجزء الثاني من مجد الله قد تم الحصول عليه كليًّا. أي أنه عندما يكتمل عمل الله العملي بالكامل، سينتهي عمله في بر الصين الرئيسي؛ بمعنى آخر، عندما يتم تكميل أولئك الذين سبق قدر الله فعينهم واختارهم سيتمجد الله. قال الله إنه قد جاء بالجزء الثاني من مجده إلى الشرق، ومع ذلك فإن هذا غير مرئي للعين المجردة. لقد جاء الله بالجزء الثاني من عمله إلى الشرق: لقد أتى بالفعل إلى الشرق، وهذا هو مجد الله. اليوم، على الرغم من أن عمله لم يكتمل بعد؛ لأن الله قرر أن يعمل، فإن عمله بالتأكيد سيتم. لقد قرر الله أنه سيكمل هذا العمل في الصين، وعزم على جعلكم كاملين، ولذلك لم يقدم لكم مخرجًا، لقد أخضع بالفعل قلوبكم، ويجب عليك المضي قدمًا شئت أم أبيت، وعندما يكسبك الله، فإنه يتمجد. لم يتمجد الله بالكامل اليوم؛ لأنك لم تُكَمَّل بعد، وعلى الرغم من أن قلوبكم قد عادت إلى الله، فهناك العديد من نقاط الضعف في جسدكم، وأنتم غير قادرين على إرضائه، وغير قادرين على المبالاة بمشيئته، وفيكم العديد من الأمور السلبية التي يجب تخليصكم منها.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حديث مختصر عن \"المُلْك الألفي قد أتى\"