استرجِع المشهد الكتابي الذي أنزل فيه الله الخراب على سدوم، وفكِّر أيضًا في زوجة لوط التي تحولت إلى عمود ملح. وتذكر كيف تاب أهل نينوى عن خطاياهم في مسوح ورماد، وتذكر ما حدث بعد أن سمَّرَ اليهود يسوع على الصليب منذ ألفي عام مضت. طُرِد اليهود من إسرائيل وفرّوا إلى بلدان في كل أنحاء العالم. العديد منهم قُتلوا وخضعت الأمة اليهودية بأسرها لدمار غير مسبوق. لقد سمروا الله على الصليب – وهكذا ارتكبوا جريمة شنعاء – فاستفزوا شخصية الله. ودفعوا عاقبة ما فعلوه وتحلموا عواقب أفعالهم. لقد أدانوا الله ورفضوه، لذلك لم يكن أمامهم إلا مصير واحد: أن يعاقبهم الله. إنها العاقبة المريرة والضيقة التي جلبها حكام دولتهم وأمتهم عليهم.
اليوم، عاد الله إلى العالم ليقوم بعمله. محطته الأولى هي التجمع الضخم للحكام الديكتاتوريين: الصين، الحصن المنيع للإلحاد. لقد ربح الله أناسًا بحكمته وسلطانه. وأثناء هذه الفترة، يعاديه الحزب الحاكم في الصين بكل الوسائل ويجتاز في معاناة كبيرة، بلا موضع يسند فيه رأسه أو يتخذه مأوى. ومع هذا لا يزال الله يُكْمل العمل الذي نوى فعله: ينطق بصوته وينشر الإنجيل. لا يمكن لأحد أن يدرك عظمة قدرة الله. في الصين، الدولة التي ترى الله عدوًّا، لم يُوقِف الله أبدًا عمله، بل قبل العديدون عمله وكلمته، لأن الله يفعل كل ما بوسعه لإنقاذ كل فرد في البشرية. نحن نثق أنه لا توجد دولة ولا قوة بإمكانها الوقوف في طريق ما يريد الله تحقيقه. أولئك الذين يعرقلون عمل الله ويقاومون كلمته، ويُضعفون ويشوشون على خطة الله سيعاقبهم الله في النهاية. كل مَنْ يتحدى عمل الله سيُرسَل إلى الجحيم؛ أية دولة تتحدى عمل الله ستُدَمَر؛ وأية أمة ستنهض ضد عمل الله ستُمحى من على هذه الأرض ولن يعد لها وجود. إنني أدعو شعوب جميع الأمم والدول وحتى الصناعات أن ينصتوا إلى صوت الله، وينظروا إلى عمل الله، ويعيروا انتباهًا لمصير البشرية، ومن ثمّ يجعلوا الله الأقدس والأكرم والأعلى وهدف العبادة الوحيد بين الجنس البشري وأن يسمحوا للجنس البشري أن يحيا تحت البركة الإلهية مثلما عاش نسل إبراهيم في ظل وعد يهوه، ومثلما عاش آدم وحواء، اللذان خلقهما الله في الأصل، في جنة عدن.
إن عمل الله مثل الموجات المندفعة بقوة. لا يمكن لأحد أن يحجزه، ولا يمكن لأحد أن يوقف خطوات أقدامه. فقط أولئك الذين ينصتون بانتباه لكلماته ويسعون إليه بشوق وعطش، يمكنهم اتباع خطاه ونيل وعده. أما أولئك الذين لا يفعلون ذلك فسيتعرضون إلى ضيقة ساحقة وعقاب مُستحق.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مُلحق 2: الله هو من يوجِّه مصير البشرية