لا يتم خلاص الله للإنسان مباشرةً من خلال طريقة الروح وهوية الروح، لأن روحه لا يمكن للإنسان أن يلمسه أو يراه، ولا يمكن للإنسان الاقتراب منه. إن حاول تخليص الإنسان مباشرةً من منظور الروح، لما استطاع الإنسان أن ينال خلاصه. ولو لم يتسربل الله بالشكل الخارجي لإنسان مخلوق، لما استطاع البشر أن ينالوا هذا الخلاص. لأن الإنسان لا يمكنه بأية وسيلة الاقتراب منه، بالضبط مثلما لم يستطع أحد الاقتراب من سحابة يهوه. فقط من خلال صيرورته إنسانًا مخلوقًا، أي من خلال وضْع كلمته في الجسد، يستطيع أن يعمل عمل الكلمة بصورة شخصية في كل من يتبعه. وقتها فقط يمكن للإنسان أن يسمع كلمته ويراها وينالها، ومن خلال هذا يَخلُص بالتمام. لو لم يصر الله جسدًا، لما استطاع أي إنسان ذو جسد أن ينال مثل هذا الخلاص العظيم، ولما استطاع أي شخص أن يخلُص. إن كان روح الله يعمل مباشرةً بين البشر، لطُرِح الإنسان واستحوذ عليه إبليس كأسير بالتمام لأن الإنسان غير قادر على الارتباط بالله. كان الغرض من التجسُّد الأول هو فداء الإنسان من الخطية، فدائه من خلال جسد يسوع، أي إنَّه خلّص الإنسان من الصليب، ولكن الشخصية الشيطانيَّة الفاسدة لا تزال بداخل الإنسان. لم يعد التجسّد الثاني بمثابة ذبيحة خطية بل الهدف منه هو خلاص أولئك الذين نالوا الفداء من الخطية خلاصًا كاملًا. هذا يتم حتى يمكن لمَن نالوا الغفران أن يخلصوا من خطاياهم ويصيروا أطهارًا بصورة كاملة، ومن خلال إحراز تغيير في شخصيتهم، يتحرَّرون من تأثير ظلمة الشيطان ويعودون أمام عرش الله. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يتقدس بالتمام. بعدما انتهى عصر الناموس، بدأ الله عمل الخلاص في عصر النعمة، الذي يستمر حتى الأيام الأخيرة، عندما يقوم الله، من خلال إدانة الجنس البشري وتوبيخه على تمرّده، بتطهير البشريّة تطهيرًا كاملًا. وحينئذٍ فقط سيختتم الله عمل الخلاص ويدخل إلى الراحة. لذلك، في مراحل العمل الثلاث، صار الله جسدًا مرتين فقط لينفذ عمله بين البشر بنفسه. هذا لأن هناك مرحلة واحدة من مراحل العمل الثلاث تقود البشر في حياتهم، بينما المرحلتان الأخرتان هما عمل الخلاص. لا يمكن لله أن يعيش جنبًا إلى جنب مع الإنسان، ويختبر آلام العالم، ويعيش في جسد عادي، إلا بأن يصير جسدًا. فقط من خلال هذه الطريقة يمكنه أن يمدَّ البشر خليقته بالطريق العملي الذي يحتاجون إليه. ينال الإنسان الخلاص الكامل من الله من خلال تجسُّد الله، وليس مباشرةً من خلال صلواته إلى السماء. لأن الإنسان مخلوق من جسد؛ فهو غير قادر على رؤية روح الله ولا حتى على الاقتراب منه. كل ما يمكن أن يتواصل الإنسان معه هو جسم الله المُتجسّد؛ وفقط من خلاله يمكن للإنسان أن يفهم كل الطرق وكل الحقائق، وينال خلاصًا كاملًا. التجسُّد الثاني يكفي للتخلُّص من خطايا الإنسان وتطهيره بالتمام. لذلك، سيُنهي التجسُّد الثاني كل عمل الله في الجسد ويكمل مغزى تجسُّد الله. بعد ذلك، سينتهي عمل الله في الجسد كليًّا. بعد التجسُّد الثاني لن يصير جسدًا مرةً أخرى من أجل عمله، لأن تدبيره الكلي سيكون قد انتهى. سيكون تجسده في الأيام الأخيرة قد ربح شعبه المختار بالتمام، وكل البشر في الأيام الأخيرة سينقسمون بحسب نوعهم. لن يعود يقوم بعمل الخلاص، ولن يعود في الجسد لتنفيذ أي عمل.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (4)
المقطع الأول
يأتي الله ليخلِّص البشر ليس كروحٍ أو مِنْ خلال الرُّوح، لا يمكن لأحدٍ أنْ يراه أو يلمسه أو يقترب منه. لو خلَّص الله الإنسان كروحٍ وليس كإنسانٍ من الخليقة، لما حصل أحدٌ على خلاصه. لما استطاع أحدٌ أنْ يخلص.
القرار
يصير الله إنسانًا مخلوقًا، يضع كلمته في الجسد. ولذا يمكنه أن ينقل كلمته إلى كلِّ الَّذين يتبعونه. يمكن للإنسان أنْ يسمع كلمته ويراها ويستقبلها. مِن خلال هذا يمكن للإنسان أنْ يخلص مِن خطيَّته.
المقطع الثاني
لولا تجسد اللهِ، لما استطاع إنسانٌ في جسدٍ أنْ يخلص، ولما استطاع أحدٌ أنْ ينال خلاص الله العظيم. لو عمل روحه بين البشر، لسحقهم جميعًا، أو لأسرهم الشيطان، لأنهم لا يستطيعون لمس روح الله.
القرار
يصير الله إنسانًا مخلوقًا، يضع كلمته في الجسد. ولذا يمكنه أن ينقل كلمته إلى كلِّ الَّذين يتبعونه. يمكن للإنسان أنْ يسمع كلمته ويراها ويستقبلها. مِن خلال هذا يمكن للإنسان أنْ يخلص مِن خطيَّته.
المقطع الثالث
لا ينال البشر الخلاص مِنْ خلال الصَّلاة إلى السَّماء، بل مِن الله المتجسِّد، لأنَّ جميعهم مِن جسد. لا يمكنهم رؤية روح الله أو الاقتراب مِنه. الله المتجسِّد فقط هو مَن يستطيعون التعامل معه.
ما قبل القرار
يفهمون كلَّ الحقِّ مِن خلاله وينالون كلَّ الخلاص.
القرار
يصير الله إنسانًا مخلوقًا، يضع كلمته في الجسد. ولذا يمكنه أن ينقل كلمته إلى كلِّ الَّذين يتبعونه. يمكن للإنسان أنْ يسمع كلمته ويراها ويستقبلها. مِن خلال هذا يمكن للإنسان أنْ يخلص مِن خطيَّته، أن يخلص مِن خطيَّته.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"