الكثير من الناس يتمنون أن يحبوني حقًا، لكن لأن قلوبهم ليست ملكًا لهم، لا يسيطرون على أنفسهم، والكثير من الناس يحبونني حقًا في وسط التجارب التي أرسلها عليهم، لكنهم غير قادرين على أن يفهموا أني كائن بالفعل، وهم لا يحبونني إلا وسط الفراغ، وليس بسبب وجودي الفعلي. والكثير من الناس لا يلتفتون إلى قلوبهم بعد أن يضعوها أمامي؛ لذلك يضلل الشيطان قلوبهم عندما تتاح له الفرصة، وبعدها يتركونني. كثير من الناس يحبونني بصدق عندما أقدم كلماتي، لكنهم لا يحفظون كلماتي في أرواحهم، بل يستخدمونها بشكل عارض مثل الملكية العامة، ويلقونها بعيدًا من حيث جاءت عندما يشعرون بذلك. الإنسان يبحث عني في وسط الألم، ويتطلع إليَّ وسط التجارب. إنه يستمتع بي في أوقات السلام، وينكرني وقت الخطر، وينساني عندما يكون مشغولاً، ويتحرك بلا مبالاة لأجلي عندما يكون كسولاً، لكن لم يحبني أحد قط طوال حياته. أتمنى أن يكون الإنسان جادًا أمامي، فلا أطلب أن يقدم لي أي شيء، لكن أن يتعامل جميع البشر معي بجدية. وبدلاً من أن يضللوني، يسمحوا لي أن أعيد الإخلاص الذي كان لدى الإنسان. تسري استنارتي ونوري وتكلفة جهودي بين كل الناس، ومع ذلك فإن حقيقة أفعال الإنسان تسري أيضًا بين كل الناس، بل وتسري حتى في خداعهم لي. إن الأمر يبدو كما لو أن مقومات خداع الإنسان قد كانت معه منذ أن كان في الرحم، وكما لو كان يمتلك هذه المهارات الخاصة في الخداع منذ الولادة. بل ما هو أكثر من هذا إنه لم يتخلّ عن هذه اللعبة أبدًا، ولم يعرف أحد قط مصدر هذه المهارات الخادعة. والنتيجة أن الإنسان يعيش وسط الخداع دون أن يدرك ذلك، كما لو أنه يسامح نفسه، وكما لو كانت هذه ترتيبات الله، لا خداعه المتعمد لي. أليس هذا مصدر خداع الإنسان لي؟ أليس هذا مُخطّطه الماكر؟ لم انخدع أبدًا بمكر وتشدُق الإنسان؛ لأني عرفت جوهره منذ القديم. مَنْ يعرف مقدار عدم النقاء الذي في دمه، ومقدار سُمّ الشيطان داخل نخاعه؟ بمرور الأيام، يعتاد الإنسان أكثر عليها، بحيث لا يملّ من مضايقة الشيطان، ولهذا لا يهتم باكتشاف "فن الوجود الصحي".
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الحادي والعشرون