القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدينونة في الأيام الأخيرة | اقتباس 87

218 2020-09-18

بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ بواسطة شخصيته البارّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال والدينونة واللعنة، وتكميله للإنسان يتحقَّق أساسًا من خلال الدينونة. بعض الناس لا يفهمون ويسألون لماذا لا يكون باستطاعة الله أن يُكمِّل الإنسان إلا من خلال الدينونة واللعنة. يقولون: "إذا كان على الله أن يلعن الإنسان، أفلن يموت الإنسان؟ وإذا كان على الله أن يدين الإنسان، أفلن يكون الإنسان مدانًا؟ فكيف رغم هذا يمكن جعله كاملًا؟" هذه هي كلمات الناس الذين لا يعرفون عمل الله. ما يلعنه الله هو عصيان الإنسان، وما يدينه الله هي خطايا الإنسان. ومع أنه يتكلم بصرامة، وبدون أدنى درجة من الرقة، إلا أنه يكشف كل ما بداخل الإنسان، ومن خلال هذه الكلمات الصارمة يكشف ما هو جوهري في داخل الإنسان، ولكن من خلال مثل هذه الدينونة يمنح الإنسان معرفة عميقة بحقيقة الجسد، وهكذا يستسلم الإنسان إلى الطاعة أمام الله. إن جسد الإنسان هو جسد خطية، وهو من الشيطان، وهو متمرد، وهو موضع توبيخ الله – ومن ثمَّ، فمن أجل السماح للإنسان بمعرفة نفسه، يجب أن تحلَّ كلمات دينونة الله عليه ويجب أن توظَّف كل أنواع التنقية؛ عندها فقط يمكن أن يكون عمل الله فعالًا.

من خلال الكلمات التي نطق بها الله يمكن أن نرى أنه قد أدان بالفعل جسد الإنسان. فهل هذه الكلمات إذًا كلمات لعنة؟ إن الكلمات التي نطق بها الله تكشف عن الطباع الحقيقية للإنسان، وبواسطة هذا الكشف يدان الإنسان، وعندما يرى أنه غير قادر على إرضاء مشيئة الله يشعر في داخله بالحزن والندم، ويشعر بأنه مديون للغاية لله وغير قادر على تحقيق إرادة الله. ثمة أوقات فيها يقوم الروح القدس بتأديبك من الداخل، وهذا التأديب يأتي من دينونة الله؛ توجد أوقات فيها يوبخك الله ويستر وجهه عنك، عندما لا يعيرك أي اهتمام ولا يعمل في داخلك، ويعاقبك بصمت لكي ما يُنقيك. إن عمل الله في الإنسان هو في المقام الأول من أجل إبراز تدبيره البار. فما هي الشهادة التي يحملها الإنسان في النهاية عن الله؟ يشهد أن الله إله بار وأن شخصيته شخصية تتسم بالبر والنقمة والتوبيخ والدينونة؛ يشهد الإنسان لشخصية الله البارة. ويستخدم الله دينونته لجعل الإنسان كاملًا، فقد كان دائمًا مُحبًّا للإنسان ومُخلّصًا له – ولكن ما مقدار محبته؟ هناك الدينونة والجلال والنقمة واللعنة. ومع أن الله قد لعن الإنسان في الماضي، إلا أنه لم يُلق بالإنسان تمامًا في الهاوية، بل استخدم هذه الوسيلة لتنقية إيمان الإنسان؛ لم يُمت الإنسان، لكنه عمل من أجل جعل الإنسان كاملًا. إن جوهر الجسد هو من الشيطان – كان الله محقًا تمامًا في قوله ذلك – لكن الحقائق التي أنجزها الله لم تكتمل بحسب كلماته. هو يلعنك لكي تحبه، ويكون باستطاعتك أن تعرف جوهر الجسد؛ هو يوبِّخك لكي يوقظك، لكي يسمح لك أن تعرف أوجه قصورك وأن تعرف عدم جدارة الإنسان التامة. ومن ثمَّ، فإن لعنات الله ودينونته وجلاله ونقمته – جميعها من أجل جعل الإنسان كاملًا. فكل ما يفعله الله اليوم، الشخصية البارة التي يظهرها بوضوح بينكم – هي جميعًا من أجل جعل الإنسان كاملًا، وهذه هي محبة الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله

اترك رد