يجب أن تتذكر أن هذا الكلام قد قيل الآن: بعد ذلك، سوف تمر بضيقة أعظم وألم أكبر! أن تُكمَّل ليس بالأمر البسيط أو السهل، بل ينبغي أن يكون لديك على الأقل إيمان أيوب، أو ربما إيمان أعظم من إيمانه. يجب أن تعرف أن التجارب في المستقبل سوف تكون أعظم من تجارب أيوب، وأنك لا بد مع ذلك أن تخضع لتوبيخ طويل الأمد. هل هذا أمر بسيط؟ إذا لم يكن ممكنًا تحسين قدراتك، وكنتَ تفتقر إلى القدرة على الفهم، ولا تعرف إلا القليل جدًا، فلن تكون لديك في ذلك الوقت أي شهادة، بل ستصبح بدلًا من ذلك أضحوكة وألعوبة للشيطان. إن لم تستطع أن تتمسك بالرؤى الآن، فليس لديك أساس على الإطلاق، وسوف تُنبَذ في المستقبل. لن تكون أي مرحلة في الطريق سهلة المسلك، فلا تستهن بالأمر، بل قيِّم الأمر بعناية الآن، واتخذ الاستعدادات حتى تتمكن من أن تمشي المرحلة الأخيرة من هذا الطريق بطريقة سليمة. هذا هو الطريق الذي ينبغي أن يُسلَك في المستقبل، الطريق الذي يتعين على كل الناس أن يسلكوه. يجب ألّا تدع هذه المعرفة تفوت انتباهك، وإياك أن تعتقد أن ما أقوله لك مجرد هباء. سوف يأتي اليوم الذي تستفيد منه حق الاستفادة؛ فكلامي لا يُقال عبثًا. هذا هو الوقت لكي تجهز نفسك، ولكي تُمهِّد الطريق للمستقبل. يجب أن تُعدّ الطريق الذي سوف تمشي فيه لاحقًا؛ فتهتم وتقلق بشأن الطريقة التي ستُمكنك من الصمود في المستقبل، وتستعد جيدًا لطريقك المستقبلي. لا تكن شرهًا ولا كسولاً! ينبغي أن تقوم بكل ما في وسعك تمامًا كي تحقق أقصى استفادة من وقتك في الحصول على كل ما تحتاجه. أنا أعطيك كل شيء حتى تتمكن من أن تفهم. لقد رأيتم بأم أعينكم أنني في أقل من ثلاث سنوات قلتُ أشياءَ عديدة وصنعتُ عملاً كثيرًا. من أسباب عملي بهذه الطريقة أن الناس يفتقرون إلى الكثير، وثمّةَ سبب آخر هو أن الوقت قصير للغاية ولا يحتمل مزيدًا من التأخير. أنت تتصور أنه يجب على الناس أولاً أن يحققوا وضوحًا داخليًا كاملاً قبل أن يقدموا شهادة ويكون بالإمكان استخدامهم – ولكن ألن يكون ذلك بطيئًا جدًا؟ إذًا، إلى متى سأضطر إلى مرافقتك؟ إن كنت تريدني أن أرافقك إلى أن أكبر وأشيخ، فسيكون هذا مستحيلًا! سيتحقق الفهم الحقيقي داخل الناس كلهم عن طريق المرور بضيقة أعظم. هذه هي خطوات العمل. بمجرد أن تفهم الرؤى التي نتناولها في الشركة اليوم فهمًا تامًا وتصبح لديك قامة حقيقية، فإن الصعوبات التي تمر بها في المستقبل لن تغلبك مهما كانت، بل ستتمكن من الصمود أمامها. عندما أكون قد أكملتُ هذه الخطوة الأخيرة من العمل، وانتهيت من النطق بالكلمات الأخيرة، سوف يتحتم على الناس في المستقبل أن يسلك كل واحد طريقه، وهذا سوف يحقق الكلام الذي قيل من قبل: لدى الروح القدس إرسالية لكل شخص وعمل ليعمله في كل شخص. في المستقبل، سوف يسلك كل واحد الطريق الذي ينبغي أن يسلكه مَسوقًا من الروح القدس. مَنْ سيكون قادرًا على أن يهتم بغيره عند المرور بضيقة؟ لكل واحد معاناته، ولكل واحد قامته. لا توجد قامة لأحدٍ مثل قامة أي واحد آخر. لن يكون الأزواج قادرين على الاهتمام بأمر زوجاتهم، ولن يهتم الآباء بأمر أبنائهم؛ ولن يكون أحدٌ قادرًا على أن يهتم بغيره. لن يكون الأمر كما هو عليه الآن، حيث لا يزال ممكنًا تبادل الرعاية والدعم، لكنه سيكون وقتًا تُكشف فيه نوعية كل شخص. وهذا يعني أنه عندما يضرب الله الرعاة، تتبدد خراف الرعية، ولن يكون لديكم في ذلك الوقت أي قائد مخْلص. سوف ينقسم الناس، فالوضع لن يكون كما هو الآن، حيث يمكنكم الاجتماع كجماعة مصلين، بل سيَكشف في المستقبل أولئك الذين ليس لديهم عمل الروح القدس عن طباعهم الحقيقية. سوف يتخلى الأزواج عن زوجاتهم، وتتخلى الزوجات عن أزواجهن، وسوف يتخلى الأبناء عن آبائهم، ويضطهد الآباء أبناءهم. لا يمكن فهم قلب البشر! كل ما يمكن عمله هو أن يتمسك المرء بما عنده، وأن يمشي المرحلة الأخيرة من الطريق بشكل صحيح. أنتم لا ترون هذا بوضوح الآن، وجميعكم نظره قصير. إن اجتياز هذه الخطوة من العمل بنجاح ليس بالأمر الهيّن.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف ينبغي أن تسلك المرحلة الأخيرة من الطريق