أولئك الذين لا يحرزون أي تقدم يرغبون دائمًا في أن يكون الآخرون سلبيين وكسالى مثلهم، وأولئك الذين لا يمارسون الحق يشعرون بالغيرة ممن يمارسونه، ويسعَون دائمًا إلى خداع مشوَّشي الذهن والمفتقرين للتمييز. إن الأمور التي يبثها هؤلاء الناس تجعلك تنحدر وتنحط وتصبح حالتك غير عادية وتمتلئ بالظلمة؛ إذ تجعلك تبتعد عن الله وتعتني بالجسد وتُشبع رغباتك. وأولئك الذين لا يحبون الحق، ويتعاملون مع الله دائمًا بلا مبالاة ليس لديهم وعي ذاتي، وتغوي شخصية هذا النوع من الأشخاص الآخرين لارتكاب الخطايا وتحدي الله. إنهم لا يمارسون الحق ولا يسمحون للآخرين بممارسته، ويتعلقون بالخطيئة ولا يشمئزون من أنفسهم. إنهم لا يعرفون أنفسهم ويمنعون الآخرين من معرفة أنفسهم، كما يمنعون الآخرين من التوق إلى الحق. لا يمكن لأولئك الذين يخدعونهم رؤية النور، بل يسقطون في الظلمة؛ ولا يعرفون أنفسهم، ولا يتضح لهم الحق، ويزدادون بعدًا عن الله. إنهم لا يمارسون الحق ويمنعون الآخرين من ممارسته، ويجلبون كل أولئك الحمقى أمامهم. وبدلًا من القول إنهم يؤمنون بالله، من الأفضل القول إنهم يؤمنون بأجدادهم، أو إن ما يؤمنون به هو الأوثان الموجودة في قلوبهم. من الأفضل لأولئك الذين يدّعون أنهم يتبعون الله أن يفتحوا عيونهم وينظروا جيدًا ليروا بالضبط من الذي يؤمنون به: هل تؤمن حقًّا بالله أم بالشيطان؟ إن كنت تعرف أن ما تؤمن به ليس الله بل أوثانك، فإنه كان من الأفضل ألاّ تزعم بأنك مؤمن. وإن كنت لا تعلم حقًّا بمن تؤمن، فأقول مجددًا إنه كان من الأفضل ألاّ تزعم بأنك مؤمن، إذ إن قولك هذا يُعد تجديفًا! لا أحد يجبرك على أن تؤمن بالله. لا تقُولوا إنكم تؤمنون بي؛ لأنني سمعت ما يكفي من هذا الكلام، ولا أرغب في سماعه مجددًا؛ لأن ما تؤمنون به هو الأوثان التي في قلوبكم، والمتنمرون المحليون الموجودون بينكم. أولئك الذين يهزون رؤوسهم عندما يسمعون الحق، ويعبِسون عندما يسمعون حديثًا عن الموت. هم جميعًا ذُريَّة الشيطان، وهم من سيتم إقصاؤهم. هناك كثيرون في الكنيسة ليس لديهم تمييز، وحين يحدث أمر مخادع يقفون فجأة في صف الشيطان؛ حتى إنهم يستاءون عندما يُدعون أتباع الشيطان. وعلى الرغم من أن الناس قد يقولون عنهم إنهم بلا تمييز، فإنهم يقفون دومًا في الجانب الذي لا حق فيه، ولا يقفون أبدًا في جانب الحق في الأوقات الحرجة، وكذلك لا يصمدون أبدًا ويجادلون من أجل الحق. ألا يفتقرون حقًّا إلى التمييز؟ لماذا يقفون فجأة في جانب الشيطان؟ لماذا لا يقولون أبدًا كلمة واحدة عادلة ومنطقية لدعم الحق؟ هل هذا حقًا موقف ناشئ عن حيرتهم اللحظية؟ كلما قل التمييز لدى الأشخاص، قلت قدرتهم على الوقوف في جانب الحق. ماذا يوضح هذا؟ ألا يوضح هذا أن من ليس لديهم تمييز يحبون الشر؟ ألا يوضح أنهم ذرية مخلصة للشيطان؟ لماذا هم قادرون دائمًا على الوقوف في جانب الشيطان والتكلم بلغته نفسها؟ كل كلمة وكل سلوك، وتعابير وجوههم تكفي لِتُثبت بأنهم لا يحبون الحق بأي شكل من الأشكال، بل هم أناس يبغضون الحق. قدرتهم على الوقوف في جانب الشيطان تكفي لِتُثبت أن الشيطان يحب حقًّا هذه الشياطين الحقيرة التي تقضي حياتها كلها وهي تقاتل من أجله. أليست كافة هذه الحقائق شديدة الوضوح؟ إن كنت حقًّا شخصًا يحب الحق، لماذا إذن ليس لديك أي اعتبار لمن يمارسون الحق، ولماذا تتبع على الفور أولئك الذين لا يمارسون الحق في أدنى نظرة بسيطة منهم؟ ما نوع هذه المشكلة؟ لا أبالي إن كان لديك تمييز أم لا، ولا أبالي بمدى قدر الثمن الذي دفعته، ولا أبالي بمدى عظمة قواك، ولا يهمني سواءٌ أكنت متنمِّرًا محليًا أو قائدًا يحمل لواء. إن كانت قواك عظيمة فما ذلك إلا بمساعدة قوة الشيطان، وإن كانت مكانتك رفيعة، فما ذلك إلا لأن هناك الكثيرين من حولك ممن لا يمارسون الحق. إن لم تكن قد طُردت فهذا فقط لأن الوقت الآن ليس وقت عمل الطرد؛ بل هو وقت عمل الإقصاء. لا حاجة للإسراع في طردك الآن، فأنا ببساطة أنتظر حتى يأتي اليوم الذي أعاقبك فيه بعد أن يتم إقصاؤك. سيتم إقصاء كل من لا يمارس الحق!
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق