القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 7

41 2020-06-09

هناك العديد من الآراء حول المعيار الذي يحدد الله به عاقبة الإنسان

بما أن كل شخص مهتم بعاقبته، هل تعرفون كيف يحدد الله تلك العاقبة؟ كيف يحدد الله عاقبة شخص ما؟ وما نوع المعيار الذي يستخدمه لتحديد عاقبة شخص ما؟ ومتى تُحدّد عاقبة الإنسان، وما الذي يفعله الله ليعلن عن هذه العاقبة؟ هل هناك أي شخص يعرف هذا؟ كما قلت، هناك بعض الناس الذين قد بحثوا بالفعل في كلمة الله لمدة طويلة. يبحث هؤلاء الأشخاص عن أدلة عن عاقبة البشرية، وعن فئات هذه العاقبة، والعواقب المختلفة التي تنتظر أنواع الناس المختلفة. يريدون أيضًا معرفة كيف تحدد كلمة الله عاقبة الإنسان، ونوع المعيار الذي يستخدمه الله، وكذلك كيفية تحديده لعاقبة الإنسان. ولكن في النهاية لا يتمكن هؤلاء الناس أبدًا من إيجاد أي شيء. في الواقع، هناك قليل من الكلمات الثمينة عن المسألة في كلمة الله. لماذا؟ ما دامت عاقبة الإنسان لم تُعلن بعد، لا يريد الله أن يخبر أي شخص بما سيحدث في النهاية، ولا يريد أن يُعلِم أي شخص بوجهته النهائية قبل الأوان. والسبب هو أن الله لو فعل هذا لن يأتي ذلك بأية منفعة على الإنسان. أريد الآن أن أخبركم فقط عن كيفية تحديد الله لعاقبة الإنسان، وعن المبادئ التي يستخدمها في عمله لتحديد عاقبة الإنسان، وإظهار هذه العاقبة وأيضًا المعيار الذي يستخدمه لتقرير ما إذا كان سينجو الإنسان أم لا. أليس هذا هو أكثر الأمور التي تهتمون بها؟ كيف إذًا يتصور الناس الطريقة التي يحدد بها الله عاقبة الإنسان؟ تكلمتم قليلاً للتو عن هذا الأمر. قال البعض منكم إنها تتعلق بالقيام بواجبهم بأمانة، والبذل من أجل الله، وقال البعض إنها طاعة الله وإرضاؤه، وقال البعض أن تكون خاضعًا لترتيبات الله، ‎‎وقال البعض أن تحيا حياة غير معلنة. عندما تمارسون هذه الحقائق، وعندما تمارسون مبادئ تخيلكم، هل تعرفون ما يفكر به الله؟ هل فكرتم إن كان الاستمرار بهذه الطريقة يرضي مقاصد الله أم لا؟ هل يلبي هذا معيار الله؟ هل يلبي هذا مطالب الله؟ أؤمن أن معظم الناس لا يفكرون حقًّا في هذا الأمر. بل يطبقون تطبيقًا آليًا جزءًا من كلمة الله، أو جزءًا من العظات، أو معايير أشخاص روحيين معينين يحبونهم مجبرين ذواتهم على فعل هذا وذاك. يؤمنون أن هذا هو الطريق الصحيح، وهكذا يظلون ملتزمين به وسائرين فيه، بغض النظر عما يحدث في النهاية. يفكر بعض الناس قائلين: "لقد آمنت منذ عدة سنوات؛ لقد كنت دائمًا أمارس بهذه الطريقة؛ أشعر أني حقًّا أرضيت الله، وأشعر أيضًا أنني استفدت كثيرًا منها. ذلك لأنني فهمت العديد من الحقائق أثناء هذه الفترة، وفهمت العديد من الأمور التي لم أكن أفهمها في السابق، وبالأخص تغيرت العديد من أفكاري وآرائي، وتغيرت قيمي الحياتية كثيرًا، وصار لدي فهم جيد للغاية عن هذا العالم". يؤمن مثل هؤلاء الناس بأن هذا هو الحصاد والنتيجة النهائية لعمل الله للإنسان. في رأيكم، هل تُرضون مقاصد الله من خلال هذه المعايير وكل الممارسات التي تفعلونها معًا؟ سيقول بعض الناس بكل يقين: "بالطبع! نحن نمارس وفقًا لكلمة الله، نحن نمارس وفقًا لما وعظ به المذكورون أعلاه، نحن نؤدي واجبنا دائمًا ودائمًا نتبع الله ولم نتركه أبدًا. لذلك يمكننا أن نقول بثقة كاملة إننا نرضي الله. لا يهم كم الفهم الذي لدينا عن مقاصده، ولا يهم القدر الذي نفهمه من كلمته، لقد كنا دائمًا على مسار السعي وراء التوافق مع الله. إن تصرفنا بصورة صحيحة ومارسنا بصورة صحيحة، فالنتيجة ستكون صحيحة". ماذا تعتقدون بشأن هذا المنظور؟ هل هو صائب؟ ربما يوجد مَن يقولون: "لم أفكر أبدًا بشأن هذه الأمور من قبل. أفكر فقط إن كنت سأستمر في أداء واجبي والتصرف وفقًا لمتطلبات كلمة الله، فسأنجو. لم أفكر أبدًا بشأن إن كان بإمكاني إرضاء قلب الله، أو إن كنت أحقق المعيار الذي يتطلبه. بما أن الله لم يخبرني أبدًا، ولم يمدني بأية تعليمات واضحة، أؤمن أنه ما دمت أمضي قدمًا، سيرضى الله ولن يكون لديه متطلبات إضافية ليطلبها مني". هل هذه المعتقدات صحيحة؟ بالنسبة إليّ، هذه الطريقة من الممارسة، وهذه الطريقة من التفكير، وهذه الآراء، تأتي جميعها بالأوهام والقليل من العمى. عندما أقول هذا، ربما سيشعر البعض بالقليل من خيبة الأمل قائلين: "العمى؟ إن كان "عمى" فرجاء خلاصنا، ورجاء بقائنا ضعيف جدًّا وغير مؤكد، أليس كذلك؟ ألا تشبه صياغتك للأمر بهذه الطريقة محاولة تثبيط همتنا؟" لا يهم ما تؤمنون به، الأمور التي أقولها وأفعلها ليس القصد منها أن تجعلكم تشعرون كما لو أن أحدًا يثبّط همتكم. بل، المقصد منها هو تحسين فهمكم عن مقاصد الله وإدراككم لما يفكر فيه، وما يريد إنجازه، ونوع الأشخاص الذين يحبهم، وما يشمئز منه، وما يزدريه، ونوع الشخص الذي يريد أن يربحه ونوع الشخص الذي يرفضه. المقصود منه هو التوضيح ومساعدتكم على أن تعرفوا بوضوح مدى ضلال أفعال ومعتقدات كل واحد منكم عن المعيار الذي يطلبه الله. هل من الضروري مناقشة هذه المواضيع؟ لأني أعرف أنكم تؤمنون منذ مدة طويلة جدًا، وقد استمعتم للكثير من الوعظ، ولكن هذه الأمور بالتحديد هي التي تحتاجون إليها بشدة. لقد سجلتم كل حقيقة في كشكولكم، وسجلتم أيضاً ما تؤمنون بصورة شخصية أنه مهم في عقولكم وقلوبكم، وأنتم تخططون لتستخدموه لإرضاء الله عندما تمارسون؛ أو تستخدموه عندما تشعرون أنكم بحاجة إليه؛ أو تستخدموه لاجتياز الأوقات العسيرة التي تقع نصب أعينكم؛ أو تدعوا هذه الحقائق ببساطة تصطحبكم بينما تعيشون حياتكم. ولكن بالنسبة إليّ، إن كنتم تمارسون فقط، فطريقة ممارستكم ليست مهمة. ما هو الشيء الشديد الأهمية إذًا؟ أهم شيء هو أنك عندما تمارس، فإن قلبك يعرف بكل يقين إن كان كل شيء تفعله وكل تصرف تقوم به هو ما يريده الله أم لا؛ إن كان كل شيء تفعله، وكل شيء تفكر فيه، والنتيجة والهدف الموجودان في قلبك يرضيان مقاصد الله ويلبيان متطلباته، وإن كان الله يؤيدهما أم لا، هذه هي الأمور المهمة.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله

اترك رد