عليكم أن تعرفوا كيفية تمييز عمل الله عن عمل الإنسان. ما الذي يمكنك أن تراه من عمل الإنسان؟ هناك الكثير من عناصر الخبرة البشرية في عمل الإنسان؛ ما يعبر عنه الإنسان هو ما هو عليه. عمل الله الشخصي يعبر أيضًا عما هو عليه، ولكن ما هو عليه يختلف عما هو الإنسان عليه. ما هو الإنسان عليه يمثل خبرة وحياة الإنسان (ما يختبره الإنسان ويواجهه في حياته أو الفلسفات الحياتية التي لديه)، والناس التي تعيش في بيئات مختلفة تعبر عن كيانات مختلفة. سواء كانت لديك خبرات اجتماعية أم لا وكيف تعيش فعليًّا وتختبر في أسرتك، جميعها يمكن رؤيتها فيما تعبر عنه، بينما لا يمكنك أن ترى من عمل الله المتجسد إن كانت لديه خبرات اجتماعية أم لا. إنه على دراية بجوهر الإنسان جيدًا، يمكنه أن يكشف كل أنواع الممارسات المتعلقة بكل أنواع الناس. إنه حتى أفضل في كشف الشخصية الإنسانية الفاسدة والسلوك العاصي. لا يعيش بين الناس الأرضيين، لكنه يدري بطبيعة الفانين وكل فساد البشر الفانيين. هذا هو ما هو عليه. على الرغم من أنه لا يتعامل مع العالم، إلا أنه يعرف قواعد التعامل مع العالم، لأنه يفهم بالتمام الطبيعة البشرية. إنه يعرف عمل الروح الذي لا يمكن لعيون الإنسان أن تراه ولا يمكن لآذان الإنسان أن تسمعه، في الحاضر والماضي. يتضمن هذا حكمة ليست فلسفة حياتية أو عجبًا يجده الناس صعب الفهم. هذا هو ما هو عليه، لقد صار مُعلَنًا للناس وأيضًا صار خفيًا عنهم. ما يعبر عنه ليس شخصًا استثنائيًا، بل السمات الأصيلة وكيان الروح. هو لا يسافر حول العالم ولكنه يعرف كل جزء فيه. إنه يتواصل مع "أشباه الإنسان" الذين ليس لديهم أية معرفة أو بصيرة، لكنه يعبر بكلمات أعلى من المعرفة وأعلى من الرجال العظماء. يعيش بين جماعة متبلدة وفاقدة الحس ليس لديها طبيعة بشرية ولا تفهم الأعراف والحياة البشرية، لكنه يستطيع أن يطلب من البشرية أن تعيش حياة بشرية عادية، وفي الوقت ذاته يكشف أساس البشرية وطبيعتها البشرية المتدنية. كل هذا هو ما هو عليه، أسمى من أي شخص من لحم ودم. بالنسبة إليه، من غير الضروري أن يختبر حياة اجتماعية معقدة ومربكة ودنيئة لكي يقوم بالعمل الذي يحتاج أن يقوم به وأن يكشف بصورة شاملة جوهر البشرية الفاسدة. إن الحياة الاجتماعية الدنيئة لا تهذب جسده. عمله وكلماته يكشفان فقط عصيان الإنسان ولا يقدمان للإنسان خبرة أو دروسًا من أجل التعامل مع العالم. إنه لا يحتاج أن يتحرى عن المجتمع أو أسرة الشخص عندما يمد الإنسان بالحياة. إن كشف الإنسان ودينونته ليست تعبيرًا عن خبرات جسده؛ بل هي لكشف إثم الإنسان بعد معرفة طويلة لعصيان الإنسان وكراهية فساد البشرية. العمل الذي يقوم به كله لكشف شخصيته الإنسان والتعبير عن كيانه. وحده هو من يمكنه أن يقوم بهذا العمل، وهو شيء لا يمكن للشخص الذي من لحم ودم تحقيقه.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وعمل الإنسان
المسيح يُعبِّر عن ماهيَّة الرُّوح
1 الله المتجسّد يعرف جوهر الإنسان، ويكشف كلّ ما يفعله النّاس، وبالأكثر، شخصيّة الإنسان الفاسدة وسلوكه المتمرّد أيضًا. هو لا يعيش مع الدّنيويّين، لكنّه يعرف طبيعتهم وفسادهم. هذه هي ماهيّته. مع أنّه لا يتعامل مع العالم، لكنّه يعرف قواعد التفاعل معه. لأنّه يفهم الجِنس البشرِيّ، ويفهم طبيعته تمامًا.
2 هو يعرف عن عمل الرّوح في الحاضر والماضي أيضًا، ما لا يمكن لعينيّ الإنسان رؤيته، ولا لأذنيّ الإنسان سماعه. هذا يُظهِر عجائب لا يفهمها الإنسان. إنها ليست فلسفة، بل هي حكمة. هذه هي ماهيّته، مخفيّة ومكشوفة للإنسان، تعبيره ليس مِن إنسان استثنائي، بل مِن الماهيّة المتأصّلة وصفات الرّوح.
3 هو لا يسافر حول العالم، لكنّه يعرف كلّ شيء عنه. يلتقي بِمَن لا يملكون معرفةً أو بصيرةً، لكنّ كلامه يعلو على الرّجال العظماء. يعيش بين المغفّلين واللامبالين، الذين لا يعرفون طرق البشر، وكيف يعيشون. لكن يمكنه أن يطلُب منهم أن يحيوا حياةً حقيقيةً، ويكشف لهم كم هم متدنّون وسيّئون. هذه هي ماهيّته، أعلى ممّن لديهم لحم ودَم. دينونته وكشفه للإنسان ليسا بسبب خبرته. بمعرفته وكرهه لعصيان الإنسان، يكشف إثمه. ما يقوم به يهدف للكشف عن شخصيّته وماهيّته للإنسان. لا جسد يمكنه القيام بهذا العمل، سوى المسيح.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"