جميع الذين يأتون إلى هذا العالم عليهم أن يواجهوا الحياة والموت، وغالبيتهم قد اختبروا دورة الموت والعودة إلى الحياة. أولئك الذين يعيشون سوف يموتون قريبًا، والموتى سوف يعودون قريبًا. كل هذا هو مسار الحياة التي رتبها الله لكل كائن حي. ومع ذلك، هذا المسار وهذه الدورة هما الحقيقة التي يرغب الله في أن يراها الإنسان: أن الحياة التي منحها الله للإنسان هي لا نهائية وغير مقيدة بالجسد أو الوقت أو المكان. هذا هو سر الحياة التي منحها الله للإنسان، ودليل على أن الحياة جاءت منه. ومع أن الكثيرين قد لا يعتقدون أن الحياة قد جاءت من الله، فحتمًا يتمتع البشر بكل ما يأتي من الله، سواء كانوا يؤمنون بوجوده أو ينكرونه. إذا حدث وتغيَّر قلب الله تغيرًا فجائيًا ورغب في استعادة كل ما هو موجود في العالم، واستعادة الحياة التي أعطاها، فعندها لن يبقى أي شيء فيما بعد. يستخدم الله حياته ليرعى جميع المخلوقات الحية والجامدة على حد سواء، وبذلك يضع كل شيء في نظام حسن بحكم قدرته وسلطانه. هذه حقيقة لا يمكن لأحد تصورها أو فهمها بسهولة، وهذه الحقائق غير المفهومة هي استعلان واضح وشهادة لقوة حياة الله. الآن اسمح لي أن أقول لك سرًا: لا يمكن لأي مخلوق استيعاب عظمة وقوة حياة الله. فهكذا هي الآن، كما كانت في الماضي، وهكذا ستكون في المستقبل. والسر الثاني الذي سأخبر به هو: يأتي مصدر الحياة من الله لكل المخلوقات، مهما اختلف شكلها أو بنيتها. وأيًا كان شكل الحياة التي تعيشها، فلا يمكنك أن تتحرك ضد مسار الحياة الذي حدَّده الله. في كل الأحوال، كل ما أتمناه هو أن يفهم الإنسان أنه من دون رعاية الله وحفظه وعطيته، لا يستطيع الإنسان أن يتلقى كل ما كان من المفترض أن يتلقاه، مهما كان ما يبذله من جهد أو كفاح. من دون عطية الحياة من الله، يفقد الإنسان معنى القيمة في الحياة ويفقد معنى الهدف في الحياة. كيف يمكن أن يسمح الله للإنسان الذي يُضيّع قيمة حياته بطيش بأن يكون بكل راحة البال هذه؟ وكما سبق أن قلت، لا تنسَ أن الله هو مصدر حياتك. إذا فشل الإنسان في أن يقدّر كل ما أعطاه الله، فلن يسترد الله كل ما أعطاه في البداية فحسب، بل سيتعيَّن على الإنسان دفع ثمنٍ مضاعفٍ لتعويض كل ما أنفقه الله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله مصدر حياة الإنسان