إن طريق الممارسة في سعي المرء نحو إحداث تغيير في شخصية حياته أمرٌ بسيطٌ. إذا تمكنت من اتباع كلام الروح القدس الحالي واختبار عمل الله في اختبارك العملي، فسوف تتمكن من تحقيق تغيير في شخصيتك. إذا اتبعتَ كل ما يقوله الروح القدس، وبحثت عما يقوله، فأنت شخصٌ يطيعه، وسيكون هناك تغيير في شخصيتك. تتغير شخصيات الإنسان، تتغير مع الكلام الحالي للروح القدس، أما إذا كنتَ دائم التمسك باختباراتك وقواعدك السابقة القديمة، فلا يمكن أن تتغير شخصيتك. وإذا كان كلام الروح القدس اليوم يطلب من الناس جميعًا أن يدخلوا في حياة بشرية طبيعية، لكنك ظللت تركز على الأمور السطحية وارتبكت بشأن الحقيقة ولم تأخذ الموضوع بجدية، فسوف تكون شخصًا قد أخفق في مواكبة عمل الروح القدس، شخصًا لم يدخل طريق إرشاد الروح القدس. تتوقف إمكانية تغيير شخصيتك من عدمه على ما إذا كنتَ مواكبًا لكلام الروح القدس الحالي ولديك معرفة حقيقية أم لا. يختلف هذا عما فهمتموه من قَبْل؛ فما فهمته من قبل عن التغيير في شخصيتك هو أن تتوقف، أنت الذي تتسرع في إصدار الأحكام، عن الكلام دون رويّة، وذلك من خلال تأديب الله، غير أن ذلك ما هو سوى جانب واحد من التغيير، بيد أن النقطة الأهم الآن هي اتباع إرشاد الروح القدس؛ فتتبع كل ما يقوله الله، وتطيع كل أقواله. ليس في وسع الناس أن يغيروا شخصيتهم بأنفسهم، بل لا بُدَّ لهم من الخضوع للدينونة والتوبيخ والمعاناة والتنقية في كلام الله، أو أن يتم التعامل معهم وتأديبهم وتهذيبهم بواسطة كلامه. حينئذٍ فقط يستطيعون أن يبلغوا طاعة الله والإخلاص له، ولا يتعاملون معه بلا مبالاة؛ فشخصيات الناس لا تتغير إلا بتنقية كلام الله. إن أولئك الذين يتعرضون للكشف والدينونة والتأديب والتعامل معهم بواسطة كلام الله، هُم وحدهم الذين لن يجرؤوا بعدُ على التصرف باستهتار، بل يصبحون بدلًا من ذلك ثابتين وهادئين. وأهم ما في الأمر أن يكونوا قادرين على الخضوع لكلام الله الحالي ولعمله، وحتى إن تعارض ذلك مع تصوراتهم البشرية، ففي وسعهم أن ينحّوا هذه التصورات جانبًا ويخضعوا طوعًا. في الماضي، كان الحديث عن التغيرات في الشخصية يدور بصفة رئيسية حول تخلي المرء عن ذاته، وترك الجسد يعاني، وتأديب جسد المرء، والتخلص من الرغبات الجسدية؛ وهذا نوع واحد من التغيير في الشخصية. بيد أنَّ الجميع أصبحوا يعرفون اليوم أن التعبير الحقيقي عن التغيير في الشخصية هو إطاعة كلام الله الحالي ومعرفة عمله الجديد حقّ المعرفة. بهذه الطريقة يمكن التخلص من فهم الناس السابق عن الله، والذي تأثر بتصوراتهم، ويمكنهم أن يبلغوا معرفة حقيقية بالله وطاعة له، وهذا وحده ما يُعَد تعبيرًا حقيقيًا عن التغير في الشخصية.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله