عندما يظهر البرق من الشرق – والتي هي بالتحديد أيضًا اللحظة التي أبدأ فيها بالحديث – في اللحظة التي يظهر فيها البرق، فإن السماء بأكملها تُضاء، وتبدأ كل النجوم في التغير. يبدو كما لو أن الجنس البشري بأكمله يُخضع لعمليتي تطهير وفرز ملائمتين. تحت توهج هذا الشعاع من الضوء الذي يأتي من الشرق، يظهر كل الجنس البشري في صورته الأصلية، وتنبهر العيون، وتتحير في ارتباك؛ ويبقون بالحري غير قادرين على إخفاء صفاتهم القبيحة. مرة أخرى، هم يشبهون الحيوانات التي تفر من نوري طلبًا لملجأ في كهوف الجبال؛ لكن ولا واحد منهم يستطيع أن يتوارى من داخل نوري. يصاب كل البشر بالذهول؛ الجميع ينتظرون، الجميع يراقبون؛ ومع مجيء نوري، يبتهج الجميع لليوم الذي ولدوا فيه، وبالمثل يلعن الجميع اليوم الذي ولدوا فيه. إنها مشاعر متضاربة من المستحيل التعبير عنها بوضوح؛ تسيل دموع توبيخ الذات أنهارًا، وتنتقل بعيدًا مع السيل الجارف، وتذهب دون أثر في غمضة عين. مرة ثانية، يقترب يومي بالمجيء على الجنس البشري، موقظًا مرة أخرى الجنس البشري، ومعطيًا للبشرية نقطة تبدأ منها بداية جديدة. قلبي ينبض، ومع إيقاع نبضات قلبي، تطفر الجبال فرحًا، وتتراقص المياه ابتهاجًا، والأمواج، بحسب الإيقاع، تضرب سلاسل الصخور. يَصعُب التعبير عمّا في قلبي. أنا أريد أن تحترق كل الأشياء النجسة وتتحول إلى رماد تحت نظري، وأريد من كل أبناء المعصية أن يختفوا من أمام عينيّ، وألا يبقوا بعد ذلك في الوجود. أنا لم أقم فقط ببداية جديدة في مسكن التنين العظيم الأحمر، لكني شرعت أيضًا في عمل جديد في الكون. ستصبح ممالك العالم قريبًا هي مملكتي؛ وقريبًا سوف تتوقف ممالك الأرض عن الوجود إلى الأبد بسبب ملكوتي، لأنني قد حققت النصر بالفعل، ولأني عدت منتصرًا. لقد استنفد التنين العظيم الأحمر كل وسيلة ممكنة لتعطيل خطتي، على أمل محو عملي من على الأرض، لكن هل يمكن أن أصاب بخيبة أمل بسبب حيله المخادعة؟ هل يمكن أن أخاف بحيث أفقد الثقة بسبب تهديداته؟ لم يوجد على الإطلاق مخلوق واحد في السماء ولا على الأرض لا أمسكه في راحة يدي؛ فكم ينطبق هذا بالأكثر على التنين العظيم الأحمر، هذه الأداة التي تعمل كمنافس لي؟ أليس هذا أيضًا كائن أتلاعب به بيدي؟
في وقت تجسُّدي في العالم البشري، وصل البشر عن غير قصد إلى هذا اليوم بمعونة يدي المرشدة، وأصبحوا يعرفونني من غير قصد. لكن فيما يتعلق بكيف يسلكون الطريق الممتد أمامهم، ليس لدى أي إنسان أية فكرة، ولا أحد يعي ذلك، كما لا يوجد لدى أي إنسان فكرة عن الاتجاه الذي سيقوده إليه هذا الطريق. لا يتمكن أي إنسان من السير في الطريق حتى النهاية إلا برعاية القدير وحمايته؛ ولن يتمكن أي إنسان من عبور العتبة التي تقود إلى مملكتي إلا بقيادة البرق الذي في الشرق. لا يوجد أي إنسان قط من بين البشر قد رأى وجهي ولا أي إنسان رأى البرق الذي في الشرق؛ وهكذا بالحري لم يوجد أي إنسان سمع الصوت الصادر من عرشي؟ في الواقع، منذ أيام القدم، لم يتواصل قط أي إنسان مباشرة مع شخصي؛ واليوم فقط، عندما آتي إلى العالم، تكون لدى الناس الفرصة لرؤيتي. لكن حتى الآن، لا يزال الناس لا يعرفونني، تمامًا كما ينظرون فقط إلى وجهي ويسمعون فقط صوتي، لكن بدون فهم لما أقصد. جميع البشر هكذا. لكونكم من ضمن شعبي، ألا تشعرون بفخر عظيم عندما ترون وجهي؟ ألا تشعرون بالعار المدقع لأنكم لا تعرفونني؟ أنا أسير بين البشر، وأعيش وسط الناس؛ لأنني صرت جسدًا وجئت إلى عالم البشر. إن هدفي ليس مجرد تمكين البشر من النظر إلى جسدي؛ لكن الأهم هو أن أمكِّن البشرية من معرفتي. الأكثر من ذلك، سوف أدين البشرية على خطاياها من خلال جسدي المُتجسِّد؛ ومن خلال جسدي المتجسِّد، سوف أقهر التنين العظيم الأحمر وأقضي على معقله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الثاني عشر