القائمة

شهادة مسيحية تبلغ من العمر 68 عامًا تتعافى بأعجوبة من شلل ناتج عن إصابتها بسكتة دماغية

أنا مسيحية، وأبلغ من العمر 70 عامًا. أُصبتُ بالشلل في أحد الأيام بسبب مرضي، وأصبحتُ تقريبًا ميتة دماغيًا. خلال تلك الفترة، فقدتُ أي أمل في البقاء على قيد الحياة، ولكن في منعطف حرج، منحني كلام الله إيمانًا وسمح لي باستعادة حياتي بأعجوبة. لو لم ينقذني الله، لكنت قد فارقت هذا العالم منذ زمن طويل.

شهادة مسيحية تبلغ من العمر 68 عامًا تتعافى بأعجوبة من شلل ناتج عن إصابتها بسكتة دماغية

الإغماء فجأة والإصابة بالشلل

في 19 أبريل 2017، بعد أن نهضت من الفراش، عانيت من صداع حاد، وفجأة تعثرت وسقطت على السرير. لم يتمكن نصف جسدي من التحرُّك، وفقدت الوعي تدريجيًا.

في وقت لاحق، نقلني أقاربي إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى، حيث خضعت لفحص بالأشعة المقطعية. قال الطبيب إن النزيف في جذع الدماغ ناجم عن تمزق الجدار الشرياني، وإذا لم نتمكن من إيقاف الدم، فستكون حياتي في خطر. عندما سمعتْ ابنتي ذلك، صرختْ وانفطر قلبها حزنًا. لم يجرؤ الطبيب على تأخير العلاج، وأشار على طاقم التمريض أن يصحبني إلى وحدة الإنقاذ بقسم الطوارئ.

هناك، قال الطبيب لطاقم التمريض: "اعتنوا بالمرأة العجوز؛ فهي على وشك أن تفقد قدرتها على التنفس. انزعوا عنها أقراطها وخواتمها وقلادتها وادفعوا بها إلى أسرتها، حتى يستعدوا ذهنيًا ويبدأوا في تحضير شؤونها النهائية". ومع أنني لم أتمكن من فتح عيني ولم أستطع التحرك على الإطلاق، إلا أنني كنت واعية تمامًا. عندما سمعتُ أنني على وشك الموت، شعرت بالخوف والحزن. ومع أنني كنت أعلم أن الجميع يموتون، إلا أنني لم أتوقع أن أموت فجأة وبهذه السرعة. لم يكن لدي وقت لأقول وداعًا للمحيطين بي، ولم ألقِ بعد نظرة أخيرة على هذا العالم، ومع أنني كنت مؤمنة بالله، إلا أنني لم أكن أدرك حقيقة الله أو فهمه... في هذا الوقت، شعرت أن حياتي كانت قصيرة جدًا. إن التفكير في أن عليَّ أن أغادر هذا العالم فجأة، مع ترك الكثير من الأشياء بلا رجعة، جعل قلبي مثقلاً بالحزن والأسى.

لكن في تلك اللحظة، تذكرت كلمات الله، "إن غاية الإنسان في يديّ الخالق، فكيف يمكن للإنسان أن يتحكم في نفسه؟". منحتني كلمات الله قسطًا من الراحة. مع أن الطبيب قد يأس من محاولته لإنقاذي، فقد كان عليَّ الاتكال على الله، لذلك لم يكن هناك ما أخشاه. إن حياة الإنسان وموته بين يدي الله، لذلك ليس بمقدورنا التحكم في مصيرنا. فسواء بقيتُ على قيد الحياة أو فارقتها، فإن الأمر لم يكن متروكًا للطبيب أو لنفسي. فلله وحده الأمر في هذا. توجهت إلى الله بالصلاة بصمت في قلبي، قائلة مرارًا وتكرارًا: "يا الله! يا الله! إن حياتي وموتي بين يديك، وبغض النظر عمَّا إذا كنت سأحيا أو سأموت، فسأطيع ترتيباتك". بعد الصلاة، شعرتُ بأمان أكبر.

في خضم اليأس، يمنحني كلام الله الثقة والأمل

بقيتُ في وحدة الإنقاذ بقسم الطوارئ لمدة سبعة أيام، وأنا أستعيد الوعي وأفقده. وفي اللحظة التي كنت أستيقظ فيها، كنتُ أصرخ إلى الله. في اليوم السابع، نقلني الطبيب من وحدة الإنقاذ بقسم الطوارئ إلى وحدة العناية المركزة. في هذه المرحلة، كنت مستلقية على الفراش في حالة شلل مثل أحد الموتى الأحياء، وسقطت في السلبية والضعف، وفكرت: لقد عانى زوجي من مرحلة متقدمة من السرطان، وأصبحتُ الآن مشلولة. لم نتمكن من الاعتناء بأنفسنا أو التحرك بحرية، وكان لابنتنا شؤونها الخاصة، فكيف يمكنها أن تعتني بشخصين شبه ميتين؟ كانت الدموع تنهمر من زوايا عيني إلى أذني، ولم أتمكن من مسحها بيدي. ماذا كان الهدف من الحياة؟ اعتقدت أنني سأكون أفضل حالاً إن مُتُّ، ولكن الشعور بأنني أفضّل الموت على العيش كان مريراً للغاية. الله! كيف يمكنني أن أعاني من هذا المرض الخطير؟ يا الله! ما إرادتك في هذا؟

بعد أن شعرت بالتعاسة لفترة من الوقت، أدركت فجأة أن حالتي كانت غير صحيحة، وسرعان ما صليت إلى لله قائلة: "يا الله! أشعر الآن بسلبية وضعف، وفقدت الثقة والشجاعة للبقاء. يا الله، امنحني استنارة لأفهم إرادتك".

بعد انتهائي من الصلاة، تذكرت بعض كلمات الله، "أثناء اجتياز التجارب، من الطبيعي أن يكون الناس ضعفاءَ، أو أن تتملَّكهم السلبيَّة في داخلهم، أو أن يفتقروا إلى فهم إرادة الله أو طريقهم للممارسة فهمًا واضحًا. ولكن على أية حال، يجب أن يكون لك إيمان بعمل الله مثل أيوب، وألَّا تنكره. فمع أنَّ أيوب كان ضعيفًا ولعن يوم ولادته، فإنَّه لم يُنكِر أنَّ كل ما في الحياة الإنسانية قد منحه إياه يهوه، وأنَّ يهوه هو أيضًا الوحيد الذي يأخذ كل شيء. وبغضّ النظر عن الكيفية التي امتُحنَ بها، فقد احتفظ بهذا الإيمان. ... فإن ما يطلبه الله من البشر، باختصار، هو أن يؤمنوا به ويحبّوه. ما يكمّلُه بالعمل بهذه الطريقة هو إيمانُ الناس ومحبَّتُهم وتطلُّعاتهم. يقوم الله بعمل منح الكمال للناس وهم لا يمكنهم رؤيته أو الإحساس به، وفي ظل هذه الظروف يكون إيمانك مطلوبًا". هدأت كلمات الله من روعي إلى حدٍ كبير، وجعلتني أفهم أن الله يريدنا أن نؤمن به، في السراء والضراء، دون أن نشتكي أو ننكر الله، وأن نكون قادرين على التمسك بخوفنا من الله وطاعة ترتيبات الله. تمامًا مثل أيوب، الذي سرق اللصوص قطعانه الكبيرة من الماشية والأغنام، ولقي أطفاله حتفهم إثر انهيار المنزل، وكان جسده مغطى بالدمامل. وفي خضم هذه التجربة، وعلى الرغم من معاناة أيوب الشديدة، إلا أن فمه لم يخطئ بإلقاء اللوم على الله، ولم يفقد إيمانه بالله قط، واستسلم لما أعطاه الله وما أخذه منه، ومجَّد اسم الله القدوس. شعرت بخزي شديد عندما أدركت أن حالتي أوصلتني إلى حالة من الضعف وخيبة الأمل والتدمير الذاتي، حتى أنني أريد الموت لتخفيف ألمي. كان هذا عندما رأيت أنه من المهم للغاية أن يكون لدي إيمان مثل أيوب إذا كنت أرغب في مواصلة المعاناة من هذا المرض. ولكن كيف يمكن أن يكون لدي نفس يقين أيوب؟

بفضل توجيهات الله، تذكرت كلمات الله: "لم يكن أيُّوب يتحدّث بلغة المال مع الله، ولم يُقدّم أيّة طلباتٍ إلى الله أو طلب مطالب منه. كان تسبيحه اسم الله يرجع لقوّة الله وسلطانه العظيم في حكم كلّ شيءٍ...كان ما يُطالِب به نفسه هو أن ينتظر جميع الترتيبات التي جاءت من الله ويقبلها ويرضاها ويطيعها؛ آمن أيُّوب أن هذه هي مهمّته، وكانت هي بالضبط ما أراده الله". فهمت أن إيمان أيوب كان مبنيًا على حقيقة أنه يعرف سيادة الله وسلطانه. وهذا يعني أنه يمكن أن يقف ويدلي بشهادته في خضم التجارب ويؤمن بالله بسبب تفهمه لسيادة الله، وكان يعلم أن أولاده وممتلكاته وحتى حياته كلها يملك عليها الله ويحكمها، لذلك عندما فقد ممتلكاته وأولاده، وعندما غطّت الدمامل المؤلمة جميع أنحاء جسمه، كان بمقدوره أن يقبل ترتيبات الله ويطيعها دون أن يطلب أي مطالب من الله. في هذه الأثناء، لم يكن فهمي لسيادة الله إلا قبولًا سطحيًا، بدلاً من الإصرار بحزم ودون أدنى شك على أن حياتي كانت بين يدي الله. ولهذا السبب، لم أستطع خلال هذا المرض أن أعطي حياتي بالكامل لله، وكنت غير قادرة على معايشة البيئة متخذة موقف الانتظار أو الطاعة. وأخيرًا، فهمت كيفية مواجهة هذا المرض. يجب عليّ أن أعطي حياتي بالكامل لله، وألا أدمر ذاتي وأتخلى عن حياتي، وألا أطلب من الله أن يحفظ حياتي، وخصوصًا ألا ألوم الله على هذه البيئة. بدلاً من ذلك، يجب أن أنتظر بصبر وأختبر ما كان سيأتي بيقين. بغض النظر عن النتيجة، يجب أن أطيع سيادة الله وترتيباته، حتى أتمكن من الإيمان الصادق بالله والثبات بحزم والشهادة لله.

بعد أن أدركت ذلك، اختفت سلبيتي وضعفي ومطالبي غير المعقولة من الله، وبدلاً من ذلك اكتسبت طاعة وثقة بالله. توجهت إلى الله بالصلاة في قلبي قائلة: "يا الله! في هذه البيئة التي خلقتها، رأيت أنه عندما تأتي الظروف التي لا تتناسب مع مفاهيمي، لا أستطيع أن أطيع، وما زلت أطلب مطالب منك. أنا حقًا بلا ضمير أو عقل. الآن، أود التوبة والتغيير ومتابعة فهمك وإرضائك، حتى أتمكن من الصمود والشهادة لك في هذه البيئة المؤلمة. بغض النظر عمَّا إذا كنت أتعافى من مرضي أم لا، فسوف أكون مطيعة". بعد أن صليت، شعرت بالكثير من الهدوء...

معجزة وتعافٍ تام

على نحوِ غير متوقع، بعد بضعة أيام، كان بإمكاني تحريك يدي وقدمي قليلاً. عندما رأى مدير إعادة التأهيل أن يدي وقدمي يمكنهما التحرك، قال لي: "هناك احتمال أنكِ قد تكوني قادرة على التعافي، وربما حتى المشي". عندما سمعت هذا، كنت متحمسة للغاية، وشكرتُ الله مرارًا وتكرارًا. عندما جئت إلى المستشفى لأول مرة، قال الطبيب إنني سأتوقف عن التنفس قريبًا، وأنه لا أمل لي. الآن، لم أكن غير ميتة فحسب، بل كنت أيضًا في كامل وعيَّ، وكان بإمكاني تناول الطعام كالمعتاد، وبدت عليَّ علامات الشفاء. كنت أعلم أنه لو لم يكن ذلك بسبب عمل الله المعجز، لما استطاع أحد أن ينقذني بسلام من مرضي. لقد جربت حقًا سلطان الله، وكنت قادرةً على معايشة ما أعقب ذلك بيقين أكبر.

بعد أربعة أو خمسة أيام من ذلك، تم نقلي إلى قسم إعادة التأهيل. بعد أن انتقلت إلى غرفتي، رأيت امرأة ملقاة على السرير أمامي، تبلغ من العمر نحو 50 عامًا، وقد أصيبت بشلل أيضًا بسبب سكتة دماغية. لم تتمكن حتى من التعرف على أسرتها، وسرت الأنابيب في كل مكان من جسدها. عندما رأيت هذا، ذرفت مني الدموع امتنانًا لله. كان مرضها هو نفس مرضي، وكان عمري 70 عامًا، لكنني استطعت الجلوس على سريري ولا يزال عقلي يعمل. في سن الخمسين فقط، كانت ميتة دماغيًا وفي غيبوبة. قدمت مرة أخرى الشكر والحمد لله في قلبي.

بعدها، خضعت لخطة العلاج التي وضعها الطبيب في قسم إعادة التأهيل. كنت أمارس إعادة التأهيل عن طريق الوقوف مستندة على أحد الأبواب. لكن كنت دائمًا أشعر بعد الوقوف لمدة أربعين دقيقة بألم لا يوصف، ولم أكن أثق حقًا في مواصلة تدريباتي. قال طاقم التمريض: "استمري في ممارسة التمرين. هذه مرحلة حاسمة في إعادة تأهيلك، وإذا فاتتك هذه الفرصة، فلن تتعافي أبدًا". بعدها، دعوت إلى الله أن يمنحني القوة والثقة، وتمكنت من المثابرة. مارستُ أيضًا العديد من التمارين الأخرى، مثل رفع القدم لمدة عشرين دقيقة، ثم حركات الرسغ لمدة عشرين دقيقة، ثم نصف ساعة من التدليك من قبل الطبيب. مهما كانت التمارين التي رتبها الطبيب، فقد اعتمدت على الله لمواصلة القيام بها.

بعد بضعة أيام، تمكنت من التحرك. رآني الأطباء وقالوا وهم مندهشون: "إن شفاءكِ معجزة. لا يستطيع بعض الناس الذين في مثل حالتك أن يتحدثوا أو يمشوا، ويصبح بعضهم نباتيًا. من المدهش حقًا أنكِ تماثلتِ للشفاء جيدًا". نظر المرضى الآخرون إليَّ بعيون يملؤها الحسد. عندما رأيت كل هذا، كنت أعلم بوضوح في قلبي أن هذه لم تكن لياقتي البدنية الخاصة، بل عمل الله المعجزي وبركته.

لم يمضِ وقت طويل قبل خروجي من المستشفى. عندما وصلت إلى المنزل، كان بإمكاني الاعتناء باحتياجاتي الخاصة في الحياة، ولم أكن بحاجة إلى أي مساعدة لغسل الملابس أو الطهي.

بعد هذا المرض، أصبح لديّ فهم عملي أكبر لقدرة الله وسيادته، ورأيت أن الله كان يهتم بي ويرعاني خلال مرضي. عندما كنتُ ضعيفة وسلبية، كانت كلمات الله هي التي أنارتني ومنحتني اليقين والقوة. عندما أصبتُ بالشلل، كانت حماية الله هي التي سمحت لي، شيئًا فشيئًا، باستعادة صحتي. عندما افتقرت إلى المثابرة على مواصلة ممارسة التمارين، منحني الله اليقين والقوة للاستمرار. رأيت نوايا الله الحسنة تنقذني، ورأيت سلطان الله وقوته، مما زاد إيماني بالله. أود قضاء بقية عمري في هذه الحياة لطلب الحقيقة والوفاء بواجب المخلوق لرد الدَين على محبة الله! كل المجد لله!

اترك رد