القائمة

ماذا ينبغي أن نفعل حيال وحشة الكنيسة؟

على مدار السنوات الأخيرة الماضية، صامت وصلّت لين كي مرات لا عدد لها، لإنعاش الكنيسة وتعزيز إيمان إخوتها وأخواتها، ونفسها أيضًا. ورغم كل هذا لم تستطع الشعور بحضور الله وإرشاده طوال الوقت، ولم تفهم لماذا لم يستمع الله إلى صلواتها.. أيمكن أن يكون ذلك بسبب أنها لم تكن ورعة كفاية في صومها وصلاتها؟

كانت لين كي تجلس في مقصورة على ضفاف بحيرة تحدّق في سكون في الفضاء، وهي تشعر بالحيرة تجاه مسألة الصوم والصلاة تلك، عندما صاحت عليها زميلتها بالعمل شياو جينغ مرتين قبل أن تسمعها أخيرًا.

في استجابة للقلق الذي أبدته شياو جينغ لم تتمالك لين كي نفسها من الابتسام وقالت: "في بضع السنوات الأخيرة هذه استمر الموقف في كنيستي في التدهور، وأنا نفسي ضعيفة جدًا. هذه المرة الأخيرة صُمت وصلّيت لأربعة أيام! وعلى الرغم من هذا لم يكن هناك أي تحسُّن في موقفنا، وطوال ذلك الموقت لم أكن قادرة على الشعور بحضور الله. أتساءل إن لم أكن ورعة كفاية في صومي، أو هل يختبر الله إيماني؟ قلبي حاليًا ضعيف جدًا وأنا مدينة للرب بحق!".

أجابت شياو جينغ: "لين كي، هل تساءلتِ أبدًا لماذا لا يستمع الله أبدًا رغم أننا نصوم ونصلي ونطلب منه بصدق أن ينعش الكنيسة؟ في الواقع، هناك مشيئة الله لتُطلب! نعلم جميعًا أن الله أمين، وطالما نصلي وفقًا لمشيئته ونتمم أحكامه سيستمع الله. ومع ذلك فإن الشرط الأساسي هو أننا يجب أن نصلي وفقًا لمشيئة الرب. خلاف ذلك، بغض النظر عن كيفية صومنا وصلواتنا، حتى لو كان موقفنا صادقًا جدًا، وبغض النظر عن مدى معاناتنا، فلن يستمع الله. الوحشة الحالية في الكنيسة لا تحدث في كنيسة أو اثنتين فحسب، هذا أمر شائع حقًا في العالم الديني بأسره. هذا يدل على أن مشيئة الله ضمن هذا. ما يكمن أمامنا هو السعي لربح تفسير واضح لجذور وحشة الكنيسة. ما هي مشيئة الله؟ إذا لم نُجِب على هذه الأسئلة، حتى لو لم نتوقف عن الصوم والصلاة أبدًا، فلن نتمكن من حل هذه المشكلة وسينتهي بنا الأمر بتجويع أنفسنا"!

سألتْ لين كي بِحَيرة: "كيف ينبغي أن نسعى لمشيئة الله، فيما يتعلق بوحشة الكنيسة"؟

أجابت شياو جينغ: بينما كنت أقرأ الكتاب المقدس وجدت النص التالي: "وَلِكَثْرَةِ ٱلْإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْكَثِيرِينَ" (متى 24: 12). "هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ يَهْوَه، أُرْسِلُ جُوعًا فِي ٱلْأَرْضِ، لَا جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلَا عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لِٱسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ يَهْوَه" (عاموس 8: 11). "وَأَنَا أَيْضًا أَعْطَيْتُكُمْ نَظَافَةَ ٱلْأَسْنَانِ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ، وَعَوَزَ ٱلْخُبْزِ فِي جَمِيعِ أَمَاكِنِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ يَهْوَه. وَأَنَا أَيْضًا مَنَعْتُ عَنْكُمُ ٱلْمَطَرَ إِذْ بَقِيَ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَصَادِ، وَأَمْطَرْتُ عَلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لَمْ أُمْطِرْ. أُمْطِرَ عَلَى ضَيْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَٱلضَّيْعَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا جَفَّتْ" (عاموس4: 6- 7). اليوم، تتزايد حوادث الخروج عن القانون مثل السرقة والزنا طوال الوقت. حتى القساوسة والشيوخ والوعاظ المشهورون لا يمكنهم الحفاظ على الوصايا. كل ما يفعلونه هو التبشير بالمعرفة الكتابية لتمجيد أنفسهم. إنهم يشهدون عن أنفسهم حتى يعبدهم الإخوة والأخوات، ولا يرفعون الله أو يشهدون عنه إلا قليلًا. إنهم يتظاهرون بخدمة الله، لكنهم في الواقع، يمارسون سلطتهم ببساطة على إخوتنا وأخواتنا. لقد انحرفوا عن طريق الرب منذ زمن بعيد وقد رفضهم الله. كون أمثال هؤلاء الناس يخدمون الله، كيف لا تصبح الكنيسة موحشة؟ فوق ذلك، نحن في الأيام الأخيرة. هذا هو الوقت الحرج الذي سيعود فيه الرب، ومن المحتمل أن يكون الله قد أدى عملًا جديدًا مرة أخرى، وأن عمل الروح القدس قد تحوَّل، وهذا فقط لأننا لم نتبع خطوات الله التي فقدناها في الظلام. هذا يشبه المرحلة الأخيرة من عصر الناموس، حيث لم يتبع قادة اليهودية قوانين يهوه، وكانوا يفتقرون إلى مخافة الله في قلوبهم، وكل ما فعلوه هو التشبث بما تم نقله من قِبَل الإنسان، حتى أنهم تخلوا عن وصايا الله وانحرفوا تمامًا عن طريق الله. لقد حوّلوا الهيكل إلى "مغارة لصوص" حيث اشتروا وباعوا الماشية وصرَّفوا المال. ونتيجة لذلك، أصبح الهيكل تدريجيًا مهجورًا. كان هذا هو السبب الرئيسي وراء فقدان الهيكل عمل الروح القدس. والأكثر من ذلك، جاء يسوع ليعمل عملًا جديدًا، وكان على الناس في ذلك الوقت مغادرة الهيكل وقبول عمل يسوع لاستعادة عمل الروح القدس، والتمتع بسلام وفرح وعذوبة عمل الروح القدس".

قالت لين كي في دهشة: "ما تقوليه هو إن وحشة الكنيسة الحالية تشبه ما حدث في المراحل الأخيرة من عصر الناموس. بما أن القساوسة والشيوخ انحرفوا عن طريق الرب، فقد رذلهم الله قبل فترة طويلة وفقدوا عمل الروح القدس. وهل من الممكن أن يكون الله قد عاد بالفعل للقيام بعمل جديد"؟

قالت شياو جينغ: "إممم، نعم. هذا ممكن تمامًا. نحن جميعًا ندرك جيدًا الوضع الحالي للكنيسة. تمامًا مثلما يدردش الإخوة والأخوات معًا للتسلية: عظات القس على المنبر تكون دائمًا نفس الموضوعات القديمة والمملة، ولا يتوقف المؤمنون عن النميمة، وينظر الشباب باستمرار في ساعاتهم، بينما يشخّر المسنون بينما يغفون. مواعيد الاجتماعات محددة في الساعة 7 مساءً، ومع ذلك ينتهي الأمر بالناس بالحضور الساعة 8 مساءً، وبحلول الساعة 9 مساءً، لا يزال هناك أشخاص يصِلون، وبمجرد انتهاء الاجتماع يهربون بأسرع ما يمكن. إذا كان الروح القدس لا يزال يعمل في الكنيسة، فهل يحدث مثل هذا الموقف؟ يسير القساوسة والشيوخ على طريق الفريسيّين، فهم يقودون الإخوة والأخوات على طريق مقاومة الله. في النهاية، سيتم طرحهم جانبًا واستبعادهم من قِبَل الله. إذا كان الله لا يقوم بعمله، بغض النظر عن كيف نصوم ونصلي، فسيكون كل ذلك بلا طائل"!

بعد قول هذه كله، فتحت شياو جينغ حاسوبها اللوحي وقرأت التالي: "سيحقق الله هذا الواقع: سيجلب جميع الناس من أرجاء الكون أمامه، فيعبدون الله على الأرض، وسيتوقف عمله في الأماكن الأخرى، وسيُجبر الناس على السعي وراء الطريق الحق. سيكون مثل يوسف: يأتي الجميع إليه من أجل الطعام وينحنون له، لأن لديه طعامًا يؤكل. لتجنُّب المجاعة، سيضطر الناس إلى السعي وراء الطريق الحق. سوف يعاني المجتمع الديني بأسره من مجاعة شديدة، ووحده إله اليوم هو نبع الماء الحي، ولديه نبع دائم التدفق ليصنع غبطة البشر، حيث يأتي الناس إليه ويتكلون عليه" ("المُلْك الألفي قد أتى"). من هذه الفقرة نستطيع أن نرى بوضوح أن هناك نوع من المجاعة في العالم الديني في الوقت الحالي. مشيئة الله هي أن نبادر بالسعي لكلمات الله الحالية وعمله، فمن هناك، سنجد مصدر الماء الحي، وبهذه الطريقة فقط يمكننا قبول عمل الروح القدس. نحن حاليًا في خضم الجفاف الذي تحدثت عنه النبوّات. مهمتنا العاجلة الآن هي العثور على الكنيسة التي بها عمل الروح القدس، وإلا إذا استمررنا غير فاعلين فسنذبل حقًا ونموت"!

تنهدت لين كي وقالت: "إمم، ما تقوليه يتفق مع الكتاب المقدس. هذا يذكّرني بفقرة في سفر الرؤيا تقول: "هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هَؤُلَاءِ ٱشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ ٱلنَّاسِ بَاكُورَةً لِلهِ وَلِلْخَرُوفِ" (رؤيا 14: 4). يبدو أن وحشة الكنيسة في الواقع تحوي داخلها مشيئة الله، في العالم الخارجي الأمور مضطربة وغير مستقرة. تنتشر الكوارث بشكل متزايد وهناك علامات في كل مكان ينظرها المرء. نبوءة مجيء الرب قد تحققت. إذا كان هذا هو الحال، فيجب أن تكون الأولوية في البحث والتحري بشكل استباقي عن الكنيسة التي بها عمل الروح القدس، ومع ذلك، كيف يمكننا أن نسير فحسب على خطوات الخروف"؟

أجابت شياو جينغ: "هل تتذكرين هذه الفقرة من سفر الرؤيا؟: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ ٱللهِ" (رؤيا2: 7). "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). من هذه الفقرات يمكننا رؤية أنه في النهاية عندما يعود الرب، سيتحدث إلى الكنائس ويخبرنا بكل الحقائق لكي نصل إلى الخلاص، ويساعدتنا على التحرر من الفساد. سيكشف أيضًا عن جميع الأسرار والنبوّات، وكذلك النتيجة والمقصد النهائي للجنس البشري. يجب أن نبحث عن خطوات الله ونرحّب بعودة الرب. ينبغي أن نبحث عن المكان الذي توجد فيه أحدث كلمات الروح القدس، ونواكب عمل الله في الأيام الأخيرة. عندها فقط سنستمتع بغذاء الحقائق التي يعبِّر عنها الله في الأيام الأخيرة. هكذا سيتم معالجة السبب الجذري لوحشة الكنيسة"!

قالت لين كي بسعادة: "آه! لقد كنت أقرأ الكتاب المقدس لمعظم حياتي. كيف يتأتى أنني لم أر هذا السر أبدًا؟ ويظهر أن الله أخبرنا– منذ زمن بعيد– أنه عندما يعود سيعبّر حتى عن حقائق أكثر لمساندتنا. ألا يتمم هذا النبوّة التالية المكتوبة في سفر الرؤيا؟ "لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلَا تَقَعُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّمْسُ وَلَا شَيْءٌ مِنَ ٱلْحَرِّ، لِأَنَّ ٱلْخَرُوفَ ٱلَّذِي فِي وَسَطِ ٱلْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ" (رؤيا 7: 16-17). يبدو أن وحده الماء الخارج من نهر الحياة الذي ينبع من العرش، سيعالج كليّة وحشة الكنيسة. جوعنا الروحي لا يمكن معالجته عبر الصلاة والصوم. شكرًا للرب!

وجدت لين كي أخيرًا طريقة لمعالجة مأزقها. هذه الأيام انتهت أخيرًا. أشرق الشَفَق على جسدها وأصبح كلُ شيءٍ جميلًا.

انقر فوق نبوءات الكتاب المقدس لقراءة المزيد من المقالات ذات الصلة.

اترك رد