بعد أن استمعتْ الأخت لي، ابتسمتْ وقالت: "الشكر لله، لقد طرحتِ سؤالًا محوريًا! ما إذا كنا نستطيع أن نصبح أناسًا يفعلون مشيئة الآب، يرتبط ارتباطًا مباشرًا بنهاياتنا ووجهاتنا، والشركة حول هذا السؤال ضرورية جدًا! في الأيام الأخيرة، كشف الرب يسوع العائد– وهو الله القدير– عن الحق والأسرار المحيطة بهذا السؤال لنا. أولاً، دعينا نقرأ عدة مقاطع من كلمة الله القدير"! بعد أن تحدثت، فتحت الأخت لي كتابًا لكلمة الله وبدأت في القراءة: "خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجس وأناني ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – لا بد من أنك محظوظ للغاية! لقد فقدتَ خطوة في إيمانك بالله: أنت مجرد شخص نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلًا لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوة من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً". ("ما يتعلق بالتسميات والهوية من "الكلمة يظهر في الجسد").
"إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (من تمهيد "الكلمة يظهر في الجسد").
"ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملًا بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله". (المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق من "الكلمة يظهر في الجسد").
وقدمت الأخت لي شركة: "تنص كلمات الله القدير بوضوح تام على أننا إذا كنا نرغب في أن نصبح أشخاصًا يفعلون مشيئة الله، فيجب علينا أولًا قبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة. في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء، بحيث بعد أن آمنا بالرب، إذا أخطأنا، فعلينا فقط أن نصلي إلى الرب، وستُغفر خطايانا. ومع ذلك، ما لا يمكننا إنكاره هو أن طبيعتنا الشيطانية ما زالت متأصلة بعمق في داخلنا، وكثيرًا ما نُظهر الشخصيات الشيطانية مثل الغطرسة والاعتداد بالذات والدناءة، والمكر والأنانية والحقارة، والشر والجشع، غير قادرين على ممارسة كلمات الرب، وأننا نواصل الخطية ومقاومة الله قسرًا. بالنسبة لأشخاص مثلنا، نحن الذين نعيش في الخطية، وفي عبودية للطبيعة الشيطانية، حتى لو غُفرت خطايانا ألف أو عشرة آلاف مرة، فإننا لا نزال ننتمي إلى الشيطان، ولا يمكننا الحصول على قبول الله أو الدخول إلى ملكوت السموات. يعلم الله أن الشيطان قد أفسدنا بعمق، لذلك فقد تجسد مرة أخرى في الأيام الأخيرة، وعلى أساس عمل الفداء الذي قام به الرب يسوع، عبّر عن الحقائق للقيام بمزيد من عمل الدينونة بدءًا من بيت الله، ليطهّر ويغيّر شخصياتنا الفاسدة. عندما نختبر الدينونة في كلمات الله القدير، نرى بوضوح جوهرنا الفاسد وجِذر مقاومتنا لله، ونربح بعض المعرفة الحقيقية عن شخص الله البار والقدّوس، ورغبة الله في خلاص الناس، وما لديه وماهيته، ويصير لنا قلوبًا تخاف الله، ونكون قادرين على أن نكره أنفسنا بحق. بعد ذلك، عندما نكشف الشخصيات الفاسدة، يصبح لدينا القدرة على أن نخون أنفسنا بوعي، ونمارس وفقًا لمتطلبات الله. ونصبح تدريجيًا مطيعين لله أكثر من أي وقت مضى، ونحجّم شخصياتنا الفاسدة، ونصير أكثر قدرة على ممارسة كلمات الله. من خلال اختبارنا المستمر لدينونة الله وتوبيخه، نصبح قادرين على اكتساب طاعة حقيقية ومحبة لله، وأن ننفذ كلمة الله في كل شيء، ونسعى للحق، وبهذا نصبح أناسًا يفعلون مشيئة الله. لذلك، فقط من خلال قبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة والسعي وراء الحق، يمكننا أن نصبح أناسًا يفعلون مشيئة الله، ويرفعنا الله إلى ملكوت السموات".
شعرت أنني أكثر إشراقًا بعد سماع كلمات الله القدير، وشركة الأخت لي. هذا صحيح، إن شخص الله بار وقدوس، نحن نعيش في الخطية، ولا يزال بإمكاننا لا إراديّا أن نخطئ ونقاوم الله. نحن لسنا أناسًا ينفذون مشيئة الآب على الإطلاق، فكيف يمكن أن نكون مؤهلين لدخول ملكوت السموات؟ يبدو لي أننا بحاجة فعلًا إلى قبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، للهروب من رباطات الخطيّة، وأن نتطهر، وننال الخلاص الكامل من الله! شكرًا للرب على استنارته وإرشاده. من خلال شركة أخي وأختي في ذلك اليوم، فهمت في مرة واحدة تقريبًا السؤال الذي أربكني لفترة طويلة. تذكرت السِفر المختوم بسبعة أختام المذكور في سفر الرؤيا، والذي لا يمكن فتحه إلا من قبل الله. إذا لم يعد الرب، فمن يفسر هذه الأسرار؟ في الماضي، كنت قد صليت إلى الرب لأكون أحد العذارى الحكيمات اللواتي ينتظرن عودته متيقظات، لكنني لم أجرؤ أبدًا على تخيل أنني سأستطيع حقًا استقبال الرب العائد! كلما فكرت أكثر، كان قلبي أكثر إشراقًا. بالنسبة لي، يبدو أن كل هذا يجسد نوايا الرب الطيبة، لذلك قررت أن أبحث بجد عن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. قبل مغادرتي، أعطاني الأخ تشانغ كتاب "السفر الذي فتحه الحمل"، والذي قبلته بسعادة.
في الفترة التي تلت ذلك، من خلال مشاهدة أفلام الإنجيل لكنيسة الله القدير، وترانيم الفيديو والاستماع إلى ألبومات الترانيم الخاصة بهم، وقراءة كلمة الله، فهمت سر خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام، وجوانب الحق المتعلقة بتجسد الله، وسر اسم الله، وأمورًا أخرى جعلتني على يقين من أن الله القدير هو الرب يسوع، الذي انتظرناه لفترة طويلة. قرأت مِن كلمة الله: "لا يعرف البشر، الذين تركوا مصدر الحياة الآتي من القدير، سبب وجودهم، ومع ذلك يخشون الموت. لا توجد أية مساندة، ولا مساعدة، ولكن لا يزال البشر عازفين عن إغلاق أعينهم، يتحدون كل شيء، ويتمادون في وجود بغيض في هذا العالم في أجساد بلا وعي في النفوس. أنت تعيش بهذه الطريقة، بلا أمل. وهو موجود بهذه الطريقة، بلا هدف. ليس هناك في القائمة سوى القدوس الذي سيأتي ليُخلّص أولئك الذين ينوحون في المعاناة ويشتاقون بشدة لوصوله. لا يمكن تحقيق هذا الاعتقاد حتى الآن في الناس غير الواعين. ومع ذلك، لا يزال الناس يتوقون لذلك أيضًا. يرحم الله القدير هؤلاء الناس الذين يعانون بشدة. وفي الوقت نفسه، لقد سئم من هؤلاء الناس الذين هم بلا وعي؛ لأن عليه أن ينتظر وقتًا طويلًا للحصول على إجابة من البشر. إنه يرغب في السعي، السعي للوصول لقلبك وروحك. هو يريد أن يأتي لك بطعام وماء وأن يوقظك، حتى لا تعود عطشانَ أو جائعًا". ("تنهُد القدير" مِن "الكلمة يظهر في الجسد"). شعرت بمحبة الله للإنسانية من كلماته. كان الله مهتمًا دائمًا بنا نحن الذين نعيش في الخطية، ويأمل أن نتمكّن جميعًا من سماع صوته وقبول خلاصه. تذكرت كيف أنه في أكبر أوقات ارتباكي، دبّر الله ونظَّم بأعجوبة أن يعظني الأخ تشانغ والأخت لي بإنجيل ملكوت الله، وكذلك الشركة معي بصبر عن العديد من جوانب الحق، حتى يكون لديّ فرصة للحضور أمام الله واللحاق بعمل الله الجديد. كان هذا حقًا نعمة الله وخلاصه! خاصة عندما سمعت ترنيمة الكنيسة "محبة الله الحقيقية"، شعرت أن كل سطر من الترنيمة كان صوتي، وكذلك خبرتي الفعلية. الشكر لله على خلاصي. وأخيرًا وجدت منزلي الحقيقي!
في أحد الأيام قرأت: "عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (ب)"، التي يقدم الله فيها شركات عن تجربة أيوب، وفقط عندها فهمت أن الله يقبل الأناس مثل أيوب، الذين يتّقون الله ويحيدون عن الشر. خلال التجارب التي اختبرها، وتجريده من ثروته وموت أولاده، على الرغم من أنه كان يعاني من آلام، لم يشتكِ أبدًا من الله، وقال بدلًا من ذلك: "عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. يّهْوَهْ أَعْطَى ويّهْوَهْ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يّهْوَهْ مُبَارَكًا" (أيوب 1:21). عندما واجه أيوب التجارب مرة أخرى، وظهرت القروح في جميع أنحاء جسمه، كان لا يزال يحتفظ بإيمانه بالله، ويفضِّل أن يلعن نفسه بدلًا من الشكوى ضد الله. من هذا، أستطيع أن أرى أن تقوى أيوب وطاعته لله كانا حقيقيين. سواء أعطى الله أو أخذ، كان أيوب قادرًا على طاعة تنظيماته وترتيباته، ووجِد إيمانه قويًا عند الفحص.
قرأت فقرة أخرى من كلمة الله في المقال نفسه: "في وقت سعي الإنسان في طريق الله، لا يعامل الإنسان الله باعتباره الله. فلطالما حاول إبرام صفقاتٍ مع الله، ولم يتوقف عن تقديم مطالب له، بل حتّى الضغط عليه في كلّ خطوةٍ، محاولًا أن يأخذ الكثير بعد أن ينال القليل. وبينما يحاول الإنسان إبرام صفقاتٍ مع الله، فإنه يتجادل معه أيضًا، بل ويُوجد حتّى أشخاصٌ عندما يتعرّضون للتجارب أو يجدون أنفسهم في مواقف مُعيّنة، فغالبًا ما يصبحون ضعفاء وسلبيّين ومتراخين في أعمالهم، وممتلئين بالشكوى من الله. لأن المرء منذ أن آمن بالله اعتبره مصدرًا للوفرة ووسيلة مُتعدّدة المهام، واعتبر نفسه أكبر دائنٍ لله، كما لو كانت محاولة الحصول على البركات والوعود من الله حقّه الأصيل والمُلزِم، في حين تكمن مسؤوليّة الله في حمايته ورعايته وإعالته. هذا هو الفهم الأساسيّ لـ "الإيمان بالله" لدى جميع من يؤمنون بالله، وهو فهمهم العميق لمفهوم الإيمان بالله. من جوهر طبيعة الإنسان إلى سعيه الشخصيّ، لا يوجد شيءٌ يتعلّق باتّقاء الله. لا يمكن أن يكون هدف الإنسان في الإيمان بالله له أيّة علاقةٍ بعبادة الله. وهذا يعني أن الإنسان لم يُفكّر أو يفهم قط أن الإيمان بالله يتطلّب اتّقاء الله وعبادته. في ضوء هذه الظروف، فإن جوهر الإنسان واضح. وما هو هذا الجوهر؟ هو أن قلب الإنسان خبيثٌ، إذ يأوي الغدر والخداع، ولا يحبّ العدل والبرّ والأمور الإيجابيّة، كما أنه حقيرٌ وجشع. لا يمكن أن يكون قلب الإنسان أكثر انغلاقًا على الله؛ فهو لم يُسلّمه إلى الله قط. لم يرَ الله قلب الإنسان الحقيقيّ، كما أن الإنسان لم يعبده قط. ... فبالمقارنة مع أيُّوب، لا يستحقّ إيمانكم الذكر. أنتم أعداء الله، فأنتم لا تتّقون الله، وغير قادرين على الصمود في الشهادة لله، وغير قادرين على الانتصار في هجمات الشيطان واتّهاماته وإغوائه. ماذا يجعلكم مؤهلين لتلقّي وعود الله". ("عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته" (ب) من "الكلمة يظهر في الجسد"). شعرت بالخجل الشديد بعد رؤية تجربة أيوب والإعلانات في كلمة الله، فبينما كنت أؤمن بالله، على الرغم من أنني أنفقت وسددت ثمنًا، إلا أن ملوثاتي الفردية ملأت أعمالي. ما سعيت إليه كان ربح البركات والنعمة لنفسي، وجوهر ما فعلته هو مساومة الله. عندما منحني الله النعمة والبركة، ونمت أعمالي، بشرت بالإنجيل وأنفقت بحماس. لكن عندما واجهت شركتي إفلاسًا وكنت غارقة في الديون، اشتكيت من الله لعدم حمايتي، وفقدت بعد ذلك إيماني به، ولم يعد لدي الدافع للإنفاق من أجله. الآن رأيت أخيرًا بوضوح؛ أن الله لا يوافق على الإنفاق وسداد الثمن بهذه الطريقة، وبغض النظر عن مقدار ما فعلته ظاهريًا، لقد فعلت كل شيء لمصالحي الشخصية، لربح بركات الله. لم أفعل ذلك لإرضاء الله على الإطلاق، ناهيك عن إمكانية أن أُدعى شخصًا يفعل مشيئة الله. عندما أدركت هذه الأمور، شعرت أنني مدينة لله أكثر مما ينبغي، لذلك صليت بسرعة إلى الله: "يا الله! في الماضي، كنت أؤمن بك فقط لأنني سعيت لملء بطني بالخبز. كنت أحاول انتزاع النعمة والبركة منك، وحتى عندما كنت أعمل وأنفق، كنت أساومك. الآن، من كلامك، أرى أن وجهات نظري بشأن الإيمان خاطئة. أود أن أتوب إليك، وأطلب إرشادك على الطريق إلى الأمام، حتى أصبح شخصًا يتقيك ويطيعك بصدق".
لم يمض وقت طويل بعد، حتى منيت بتجربة كذلك. أولًا، فقدت عملي، وبعد ذلك توقفت عين زوجي عن الرؤية فجأة. كان يحتاج لجراحة على الفور. في البداية، كنت مرتبكة بشأن سبب حدوث هذه الأشياء لي فجأة. فكرت: "كيف يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور غير السارة بالنسبة لي بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة؟ ما الذي يحدث"؟ كان ذهني فارغًا في تلك اللحظة، ولم يكن بإمكاني فعل شيء سوى الصلاة لله والتوسل إليه لحماية زوجي. لكن بعد الصلاة، تذكرت مقطعًا من كلمة الله: "إذا أراد جميع من يتبعون الله أن يخلصوا وأن يربحهم الله بالكامل، فإنه يتعيّن عليهم أن يواجهوا إغواء الشيطان وهجماته سواء كانت كبيرة أو صغيرة. أولئك الذين يخرجون من هذا الإغواء وهذه الهجمات ويتمكّنون من هزيمة الشيطان بالكامل هم من ينالون الخلاص من الله". ("عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته" (ب) من "الكلمة يظهر في الجسد"). عندها أدركت أن هذه الظروف لم تكن مصادفة على الإطلاق. كانت هذه معركة روحية، وفي اللحظة التي طلب فيها الله الشهادة. مثلما حدث أثناء تجارب أيوب، عندما ظهر ظاهريًا أن قُطّاع الطرق سرقوا ثروته، وأن كارثة أودت بحياة أولاده، وكان وراء ذلك رهانًا بين الله والشيطان. استخدم الشيطان هذه الأشياء لإغواء أيوب ومهاجمته، على أمل تدمير إيمان أيوب بالله. أراد الله أيضًا أن يستخدم إغواءات الشيطان لفحص إيمان أيوب، ومعرفة ما إذا كان يستطيع أن يواصل مسيرة تقوى الله والحيدان عن الشر. في تلك اللحظة، فهمت أن الشيطان كان يستخدم فقدان وظيفتي وحالة زوجي لإزعاجي وإغوائي، لإلقاء اللوم على الله وإساءة فهمه بشان هذه الأشياء، أو حتى إنكار الله، لكن الله كان يستخدم هذه الأشياء أيضًا لفحصي ورؤية كيف سأختار في منتصف التجربة. كما أنني فكرت في موقف أيوب تجاه تجاربه. بغض النظر عن ظروفه، لم ينكر الله أبدًا. مع ذلك، فقد بارك اسم الله، وأخيرًا، وقف بثبات وشهد لله، وحظى بقبول الله. عندما فكرت في هذا الأمر، كنت أهدأ كثيرًا، وكان لدي سبيل للممارسة. لذلك صليت إلى الله: "يا الله القدير! شكرًا لك على الاستنارة والإرشاد. الآن، أنا أفهم مشيئتك، وأوكل جراحة زوجي لك تمامًا. بغض النظر عما إذا نجحت أم لا، فسأطيع تنظيماتك وترتيباتك". لقد فوجئت جدًا برؤية عملية زوجي تنجح. قال الطبيب إنه بعد شهر من الراحة، سيستعيد رؤيته. عندما سمعت الخبر، قدمت الشكر والتسبيح لله في صمت.
بعد ذلك، واجهتنا صعوبة أخرى: لم يكن لديّ عمل، ولم يكن باستطاعة زوجي العمل بينما كان يتعافى، لذلك بدون مصدر دعم اقتصادي، كيف يمكننا أن نوفر الإيجار والنفقات اليومية؟ ومتى سنكون قادرين على سداد ديوننا السابقة؟ كانت هذه الأفكار بشكل خاص مزعجة بالنسبة لي. ولكن بعد ذلك، تذكرت أن نوايا الله الطيبة تكمن في كل ما يحدث لنا كل يوم. على الرغم من أنني لم أفهم مشيئة الله، ولم أكن أعرف متى سيتم حل الصعوبات التي واجهناها، إلا أنني لم أكن ألوم الله. لقد فوجئت بعد أن صليت إلى الله مباشرة للتعبير عن رغبتي في إطاعة تنظيمات الله وترتيباته، بوصول شيك مدفوعات من مكتب الامتياز الرئيسي. لقد خططنا في الأصل لشطب هذه الدفعة كخسارة، وقد فوجئت جدًا بتلقي المبلغ المستحق لنا. لم أتمكن من إخفاء حماسي بعد استلام الأموال، وكنت أعرف أن هذا كان بمثابة تنظيم معجزي من الله في العمل. في أكثر حالات اليأس لدينا، كان الله يستخدم الناس والأحداث والأمور من حولنا لمساعدتنا في حل مشكلاتنا. ورأيت أيضًا أن الله استخدم هذه التجربة للتخلص من الملوثات بداخلي، وتغيير النوايا الخاطئة في إيماني لمساومته، والسماح لي أن أكون مخلصة وصادقة معه. هذه التجربة سمحت لي أن أفهم أنه فقط من خلال البحث عن الحق، والتفكير في فسادنا وتلوثنا، وطاعة جميع تنظيمات الله وترتيباته في الظروف التي أعدها لنا، يمكننا أن نقبل رحمه الله ونعمته أو نرى أفعال الله.
إن الكلمات التي عبّر عنها الله في الأيام الأخيرة تكشف كليّة الحقائق والأسرار المتعلقة بمشيئة الله، وشخص الله، ونوع الأشخاص الذين يحبهم الله ويكرههم، وكل نوع من نهايات الشخص ومقصده، والسبيل إلى الخلاص الكامل، والمزيد. من خلال هذه الكلمات فقط عرفت أن آرائي الخاطئة الماضية، أن الإيمان بالرب هو مجرد طلب البركة والنعمة، لا تتفق مع مشيئة الله على الإطلاق. في إيماننا بالله، مشيئة الله ومتطلباته هي أن نتقي الله ونطيعه. كانت الكلمات التي عبّر عنها الله في الأيام الأخيرة هي التي أوضحت لي وجهات النظر الصحيحة حول الإيمان بالله، وأنهت أخيرًا إيماني الباهت! الشكر لله!