القائمة

ما هي العذارى الحكيمات؟ كيف يرحب العذارى الحكيمات بعودة الرب؟

قال الرب يسوع: "حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ ٱلْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلَاتٍ. أَمَّا ٱلْجَاهِلَاتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، وَأَمَّا ٱلْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ" (متى 25: 1-4). نستطيع أن نرى مِن الكتاب المقدس أن العذارى الحكيمات هنّ اللاتي ينتظرن مجيء الرب متيقظات، ويجهّزن زيتًا مسبقًا لمصابيحهن، وفي النهاية يرحبن بعودة الرب ويحضُرن وليمة ملكوت السماوات. يقرأ كثير من الإخوة والأخوات هذه الفقرة ويفهمونها كالتالي: طالما كنا نقرأ الكتاب المقدس باستمرار ونصلّي بيقظة، ونتمسَّك بطريق الرب، ونخصّص أنفسنا لعمل الرب وننشر الإنجيل، فهذا معناه الاستعداد بالزيت. هؤلاء الذين يفعلون كل هذه الأمور هم العذارى الحكيمات، وعندما يعود الرب سيحضرن بالتأكيد الوليمة معه. لكن هل ما يشير إليه الرب كعذارى حكيمات هو حقًا هكذا؟ دعونا نلقي نظرة على الفرّيسيين في الماضي، كانوا يأملون باستمرار في مجيء المسيّا، ومن أجل الترحيب به، لم يكونوا على دراية بالكتاب المقدس أو تمسكوا بالناموس والوصايا فحسب، ولكنهم كثيرًا ما فسرّوا الكتاب المقدس أيضًا للمؤمنين، وصلّوا مِن أجلهم، بل ونشروا إنجيل يهوه الله إلى أقاصي الأرض. لذا بناءً على هذا النوع من الفهم، كان ينبغي أن تُحسب تصرفات الفرّيسيين كعذارى حكيمات مستعدات بالزيت، وبالتأكيد كان لا بُدّ أنهم يستطيعون الترحيب بالمسيّا، ورِبح خلاص الله. ولكن هل كانت هذه هي الحال بالفعل؟ عندما صار الرب يسوع جسدًا ليعمل ويتحدث، كان الفرّيسيون يفتقرون تمامًا إلى قلوب تحمل مخافة الله، ومع أنهم رأوا أن كلامه وعمله يحملان القوّة والسلطان، ومصدرهما هو الله، لم يكتفوا بعدم السعي إليها أو التحقُّق منها بعقلٍ منفتح فحسب، بل تشبّثوا أيضًا بعناد بمفاهيمهم وتصوراتهم، معتقدين أن أي شخص لم يكن يدعى المسيّا ليس هو الرب. لقد حدّوا كذلك عمل الله وكلامه داخل حدود الكتاب المقدس في ذلك الوقت، وأدانوا عمل الرب وكلامه بحجة أنه خارج حدود العهد القديم، ومن ثمَّ رفضوه. كما أنهم اختلقوا الشائعات بجنون، وافتروا وجدفوا على الرب يسوع، وفي النهاية سمّروه على الصليب. وهكذا جنوا لعنة الله وعقابه. يمكننا أن نرى من وقائع مقاومة الفريسيين لله أن مجرد قراءة الكتاب المقدس، واليقظة في الصلاة، والتمسك بطريق الرب، والعمل من أجل الرب، لا يؤهل الإنسان ليكون عذراء حكيمة.

ذكاء العذارى الحكيمات

كيف تكون إذًا العذراء الحكيمة حقًا؟ دعونا نلقي نظرة على آية من الكتاب المقدس، حيث قال الرب يسوع: "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ"! (متى 25: 6). يُظهر لنا الرب أن العذارى الحكيمات لديهن قلبًا يحمل مخافة الله، وفي مسألة الترحيب بمجيء الرب يركزن على الاستماع لصوت الرب. إن سمع العذارى الحكيمات أن أحدهم يشهد أن الرب قد عاد، وأنه يعمل وينطق كلامًا، فلا يصدرن حكمًا أعمى، بل يسعين ويتحققن من هذا بنشاط، ويتفكرن فيه بجدية، ومن هنا يمكنهن التعرّف على صوت الرب، والترحيب بعودته، والاختطاف إلى عرش الله، وحضور وليمة ملكوت السماوات. إنه تمامًا مثل قصة المرأة السامرية في الكتاب المقدس، عندما سمعت الرب يسوع يقول لها: "لِأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَٱلَّذِي لَكِ ٱلْآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِٱلصِّدْقِ" (يوحنا 4: 18). لقد أدْرَكَتْ من كلامه أن الرب يسوع كان المسيح. هذا لأنها عرفت أن الله وحده قادر على رؤية كل الأشياء، ويمكنه التعبير عن الأسرار التي يخفيها الناس؛ لقد تحدث عن كل ما فعلته، ووحده الله يملك هذا النوع من السلطان والقوة. هكذا أدرَكتْ أن الرب يسوع هو المسيح، وأنه كان المسيّا المنتظر. تمامًا كما قالت المرأة السامرية للجموع كما هو مكتوب في الكتاب المقدس: "هَلُمُّوا ٱنْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ" (يوحنا 4: 29). يمكننا أن نرى من هذا أن حكمة المرأة السامرية تكمن في قدرتها على تمييز صوت الله. عندما سمعت أن هذا كان صوت الله، كانت قادرة على قبول ذلك، ومن ثمَّ قبلت خلاص الرب يسوع. يُظهر لنا الكتاب المقدس أن بطرس ونثنائيل وآخرين تمكّنوا أيضًا من التعرُّف على صوت الله من خلال ما قاله الرب يسوع، وقرروا أنه كان الله نفسه. هذا هو السبب في أنهم تخلّوا عن كل ما كان لهم لاتباع الرب، هذا النوع من الأشخاص هم عذارى حكيمات. ومع ذلك، فإن أولئك المتكبرين مثل الفرّيسيين، الذين لا يستطيعون سماع صوت الله، الذين يسمعون صوت الله ولكن لا يسعون إليه أو يقبلونه، أو حتى أولئك الذين يكرهون الحق ويرفضونه، جميعهم عذارى جاهلات، مقدّر لهم أن يُطرَحوا خارجًا، وأن يستبعدهم الرب.

العذارى الحكيمات

نفهم الآن من هذه الحقائق أن أكثر النقاط الحاسمة لنكون عذارى حكيمات هي قدرتنا على سماع صوت الله، فهذا ما يجعلهن أذكياء. في الإصحاحين الثاني والثالث من سفر الرؤيا، ترد الآية "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" عدة مرّات، ومكتوب في رؤيا 3: 20: "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي". يمكننا أن نرى من هذه النبوّات أنه في عودة الرب في الأيام الأخيرة سينطق كلمات أكثر، ويجعل الاهتمام بالاستماع إلى كلام الرب، والقدرة على التعرف على صوته، في غاية الأهمية. ويتعلق هذا أيضًا بالسؤال المهم للغاية والمتعلق بما إذا كنا سنقدر على الترحيب بالرب والاختطاف أمام عرشه أم لا.

كيف يمكن ان نميز صوت الله

كيف يمكننا إذًا التعرف على صوت الله؟ دعونا نقدم شركة عن عدة مبادئ حول كيفية تمييز صوت الله.

كل ما ينطق به الله هو الحق، ويمكنه أن يمنح الناس المعونة التي يطلبونها، ويزودهم بطريق الممارسة.

قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي" (يوحنا 14: 6). وفي إنجيل يوحنا 1: 1-2 مكتوب: "فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ ٱللهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ. هَذَا كَانَ فِي ٱلْبَدْءِ عِنْدَ ٱللهِ". وبالإضافة إلى ذلك، هناك يوحنا 1: 4 حيث نقرأ: "فِيهِ كَانَتِ ٱلْحَيَاةُ، وَٱلْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ ٱلنَّاسِ". الله نفسه هو الطريق والحق والحياة، وكل الكلمات التي عبّر عنها هي الحق، ويمكنها أن تزود البشرية بالمعونة بحسب ما يحتاجون إليه، وتمنحهم طريق الممارسة. بالنظر إلى عصر الناموس، لم يفهم البشر ماهية الحياة، ولم يعرفوا كيف يعبدون الله. لهذا أعطى الله الوصايا من خلال موسى، حتى يتمكّن الناس من التمسك الوصايا، مما يرشدهم في حياتهم، ويسمح لهم بتعلم كيفية عبادة الله. كما يقول في الوصايا العشر: "أَنَا هُوَ يَهْوَهْ إِلَهُكَ ٱلَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ. لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي... لَا تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلَا تَعْبُدْهُنَّ، لِأَنِّي أَنَا يَهْوَهْ إِلَهُكَ إِلَهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ ٱلْآبَاءِ فِي ٱلْأَبْنَاءِ وَفِي ٱلْجِيلِ ٱلثَّالِثِ وَٱلرَّابِعِ مِنَ ٱلَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ" (تثنية 5: 6-7، 9-10). "لَا تَقْتُلْ، وَلَا تَزْنِ... وَلَا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ، وَلَا تَشْتَهِ ٱمْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ وَلَا حَقْلَهُ وَلَا عَبْدَهُ وَلَا أَمَتَهُ وَلَا ثَوْرَهُ وَلَا حِمَارَهُ وَلَا كُلَّ مَا لِقَرِيبِكَ" (تثنية 5: 17-18، 20-21). أظهرت الشرائع والوصايا للناس أنهم مخلوقات الله وعليهم أن يعبدوه، وتعلموا أيضًا أن مخالفة الشرائع والوصايا يعد خطيّة. كما أخبر الله الناس كيف يقدمون الذبائح إذا أخطأوا، وإلا ينبغي عليهم تلقي عقوبة ما. تلقى الناس في ذلك الوقت معونة الحق، وهكذا كان لديهم مسار معين للممارسة، فأصبحت حياة الناس وسلوكياتهم أكثر تنظيمًا وبدأوا يحظون بحياة إنسانية مناسبة. عندما بدأ الرب يسوع العمل في عصر النعمة، تحدَّث كثيرًا عن احتياجات الناس في ذلك الزمان، حيث علمهم أن يعترفوا ويتوبوا، وأن عليهم أن يغفروا للآخرين ويسامحوهم، وأن يحبوا الآخرين كأنفسهم، وأن يكونوا نورًا وملحًا. وبمجرد أن فهم الناس الحق صار لديهم مسارات جديدة للممارسة عندما واجهوا مشكلات، وهذا أعطاهم معونة في حياتهم، التي لم تعد فيما بعد مقيّدة بموجب الناموس. على سبيل المثال، سأل بطرس الرب يسوع: "يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ"؟ (متى 18: 21). أجاب يسوع بطرس: "لَا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ" (متى 18: 22). يمكننا أن نرى هنا أن الكلمات التي عبّر عنها الرب يسوع كانت كلها الطريق والحق والحياة، وزودت الناس بما يحتاجونه من معونة، ومنحتهم مسارًا للممارسة. هذه سمة من سمات كلام الله.

جميع كلمات الله تحمل قوّة وسلطانًا، وتعبّر عن شخصية الله

نعلم جميعًا أن الله استخدم في البدء الكلام لخلق السماوات والأرض وكل الأشياء. في اللحظة التي نطق فيها شيئًا ما ليكون فقد كان، كما ورد في مزمور 33: 9: "لِأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ". وفي عصر العهد القديم، وعد الله بأن يكون أحفاد إبراهيم مثل نجوم السماء وكرمل البحر، وقد حدث كل شيء كما وعد الله. وحتى الآن، يوجد نسل إبراهيم في كل ركن من أركان المسكونة، وكل شيء قاله الله قد تمّ واحدًا تلو الآخر. في عصر النعمة، كان يمكن للرياح والبحر أن يهدآ بقول واحد من الرب يسوع، وعندما نطق قائلاً: "لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا" (يوحنا 11: 43)، خرج لعازر الذي كان قد مات منذ أربعة أيام ماشيًا من قبره. كل هذا بسبب سلطان وقدرة كلام الله. قال الرب يسوع أيضًا: "وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (يوحنا 4: 14). "أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ" (يوحنا 11: 25-26). "ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِٱلِٱبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ ٱللهِ" (يوحنا 3: 36). "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ ٱلْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ، وَٱلتَّجَادِيفَ ٱلَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً" (مرقس 3: 28-29). تمتلك كلمات الرب يسوع القوة والسلطان، إنها قادرة على إقناع قلوب الناس وعقولهم تمامًا، ويمكننا سماع صوت الله فيها. إن كلمات الله لا توجّه وتحكم كل الأشياء فحسب، ولكنها أيضًا قادرة على منحنا الحياة والحق. يمكنها أيضًا أن تعدنا ببركات، ويمكنها أن تلعن كل أولئك الذين يتمردون على الله ويقاومونه. تُظهر لنا كلمات الله أنه يعامل كل مَنْ يؤمنون به ويحبونه بالرحمة والمحبّة، بينما يرى أولئك المتمردون والمعارضون جلاله وغضبه. يمكننا أن نرى شخصية الله البارّة التي لا تهان، فكل كلمات الله هي تعبير عن شخصيته، وما لديه وماهيته. أكثر من ذلك، فهي تحمل السلطان الفريد للخالق. لهذا، عند محاولة تحديد ما إذا كان شيء ما هو صوت الله، يجب أن نرى ما إذا كانت هذه الكلمات تحمل القوة والسلطان، وما إذا كانت تعبّر عن شخصية الله، وكذلك ما لديه وماهيته.

يمكن للكلمات التي يعبّر عنها الله أن تكشف الأسرار وراء عمل تدبير الله

قال الرب يسوع: "هَكَذَا يَكُونُ فِي ٱنْقِضَاءِ هَذَا ٱلْعَالَمِ: يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلْإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ ٱلْأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ" (متى 13: 40-43). "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى7: 21). أخبرنا الرب يسوع أنه في نهاية العالم سيرسل الله ملائكته، ليفصل الأخيار عن الأشرار، وسيُفرَز جميع الناس بحسب نوعهم: الحنطة مِن الزوان، الخدام الصالحون مِن العبيد الأشرار، والعذارى الحكيمات مِن العذارى الجاهلات. ولن يدخل ملكوت السماوات إلا أولئك الذين يتبعون توجيهات الآب السماوي. بالإضافة إلى ذلك، تنبأ الرب يسوع بأنه سيعود قطعًا، وأن ابن الإنسان سيعمل في الأيام الأخيرة عمل الدينونة ويصنع جماعة من الغالبين قبل الكارثة، وأن خيمة الله هي بين البشر، وأن ملكوت المسيح سيظهر. كل هذه الأسرار كانت أمورًا لم يعرفها أي منَّا نحن البشر، ولم يكن أي منا قادرًا على شرحها، فلماذا يقول الرب يسوع هذه الأمور؟ ذلك لأن الرب يسوع هو الله ذاته، فهو رب السماوات، ووحده الله هو الذي يعرف نوعية الناس الذين يستطيعون دخول ملكوت السماوات، وكيف يعمل الله في الأيام الأخيرة، وما هي مقصد البشرية وعاقبتها. أقوال الله وحدها هب التي يمكنها أن تكشف أسرار عمل تدبير الله. قال الرب يسوع ذات مرة: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). من الواضح أنه عندما يعود الرب سوف ينطق بكل الحقائق التي نطلبها نحن البشر، ويكشف علانية عن أسرار خطة تدبير الله لخلاص البشرية بأكملها. لدى العذارى الحكيمات قلبٌ وروحٌ، وعندما يسمعون كلمات الله، سيتعرفون قطعًا على صوته من هذه الكلمات.

تضع كلمات الله فساد الإنسان وأفكاره الداخلية في النور

خلق اللهُ الإنسانَ، والله يعرف أعمق أعماق قلوب البشر. وهو يسبر غور أفكارنا، ويمكن لكلمات الله وحدها أن تكشف حقيقة إفساد الشيطان لنا، وأن تفضح كل الفساد الذي يكمن في أعماق قلوبنا. هذا شيء لا يمكن لأي إنسان فعله. كما قال الرب يسوع: "إِنَّ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. لِأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ ٱلْأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنًى، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ" (مرقس 7: 20-23). بعد أن أفسدنا الشيطان، بدأنا نعتمد على تكبرنا واعوجاجنا وخداعنا وأنانيتنا وخستنا وشرنا وجشعنا، والشخصيات الشيطانية الأخرى في كلماتنا وأفعالنا وتفاعلاتنا مع الآخرين. عندما يبدو أن كلمات أو تصرفات شخص آخر تؤثر على مظهرنا أو مكانتنا أو مصالحنا الشخصية، فإننا نشارك في دسيسة، أو نشعر بالغيرة والتنافسية، أو حتى نصبح قادرين على كره هذا الشخص. إن تنازلنا عن أشياء وبذلنا أنفسنا من أجل الرب وعملنا بجد من أجله لفترة طويلة، نبدأ بالشعور بأننا بنينا بعض النفوذ، ونبدأ في المطالبة بمكافآت وبركات من الله، ونشعر أنه أمر نستحقه بحق. عندما يحدث شيء لا يتماشى مع مفاهيمنا (مثل الأزمات المالية في المنزل، أو المِحَن في الحياة، أو الكوارث أو المصائب)، فإننا لا نزال نسيء فهم الله ونلومه، وأحيانًا حتى ننكره أو نعارضه. إذا لم يكشف الله عن نقاط الفساد والتمرد هذه، فلن نتمكّن من معرفة أنفسنا تمامًا، وسنظل نعيش خلال مفاهيمنا وتصوراتنا، معتقدين أن أفعالنا تتفق مع مشيئة الله. ألن يكون ذلك خداعًا لنا وللآخرين وتضليل لأنفسنا؟ كشف الرب يسوع عن كل فسادنا، وهي الطريقة الوحيدة التي ربحنا بها فهمًا حقيقيًا لشخصياتنا الشيطانية، ورأينا حقيقة كيف أفسدنا الشيطان. من خلال هذا فقط تمكّنا من طرح شخصياتنا الفاسدة عنا بطريقة أفضل.

إضافة إلى ذلك، كلام الله هو النور. كل ما هو مظلم وشرير سيكشفه نور كلام الله، كما أن حيّل الشيطان كلها مكشوفة من خلال كلام الله. تمامًا مثل الفرّيسيين الذين بدوا أنهم أناسًا يخدمون الله بورع في أعين المؤمنين اليهود، لكن الرب يسوع استطاع أن يفحص طبيعة محبتهم وجوهرها، إذ كانت محبتهم غير بارة وتكره الحق. لقد كشفهم قائلاً أشياءً مثل: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ" (متى 23: 27). "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 15). لا يمكننا إدراك ذلك كبشر إلا من خلال كلمات الرب يسوع الكاشفة، لكن الله يمكنه أن يفحص أعماق قلوبنا. يستطيع أن يرى طبيعتنا وجوهرنا، ويستطيع أن يرى مَنْ لديه إيمان حقيقي، ومَنْ يسعى للشبع فحسب، ومَنْ يكره الحق. الله يدرك كل هذا. من خلال ما يكشفه كلام الله، يمكننا أن نربح تمييزًا حقيقيًا عن طبيعة الفرّيسيين وجوهر كونهم منافقين وأعداء لله.

كلام الله هو أقوال الخالق للبشرية جمعاء. إنه تعبير عن الطريق والحق والحياة، ويمكنه أن يزودنا بكل ما نحتاج إليه. يمكنه معالجة جميع الصعوبات والمشكلات لدينا، وكشف مسار الممارسة لنا. يمتلك كلام الله القوة والسلطان ويكشف كل الأسرار. يكشف فساد الإنسان، ويدين عدم بِرّه ويخلّصنا من الشر. هذه كلها خصائص فريدة لا يمتلكها إلا كلام الله. بمجرد فهمنا لمبادئ تمييز صوت الله، عندما نسمع أقوال الله، سنكون قادرين على الشعور بها داخل روحنا. سنكون قادرين على رؤية أن كلام الله هو أمور لا يمكن لأي إنسان أن يقولها، وأن هناك أسرارًا فيها لا يستطيع الناس فهمها بأنفسهم. عندما يكون لدينا هذا النوع من الشعور، يجب أن نتعامل مع كلمة الله بعناية، وأن نسعى ونتحقّق منه بجدية. وبمجرد أن نقرر أنه صوت الله، وأنه تعبير عن الحق، يجب أن نقبله ونخضع له. هذه هي الطريقة الوحيدة لنكون "عذراء حكيمة"، وهي الطريقة الوحيدة التي سنتمكن بها من الترحيب بعودة الرب.

آمل أن تكون هذه الشركة مفيدة لك، وآمل أن نتمكن جميعًا من أن نكون عذارى حكيمات، يسعين بعناية شديدة ويستمعن لصوت الرب العائد. بهذه الطريقة يمكننا الترحيب بالرب في أقرب وقت ممكن وحضور الوليمة معه!

هل تريد معرفة المزيد من الحقيقة والغموض حول كيفية ترحيب العذارى الحكيمات بعودة الرب؟ يرجى النقر فوق العذارى الحكيمات أو قراءة المحتوى الموصى به.

موصى به لك
إلهام من قصة المرأة السامرية في الكتاب المقدس
كيف يمكننا حضور عشاء عُرس الخروف؟
الدروب الثلاثة لاستقبال عودة الرب يسوع

اترك رد