إن الشهادة لله هي في المقام الأول مسألة التحدث عن معرفتك بعمل الله، وكيف يُخضع الله الناس، وكيف يخلّصهم، وكيف يغيرهم؛ إنها مسألة التحدث عن كيفية إرشاده الناس للدخول إلى واقع الحق، مما يسمح بإخضاعه لهم وتكميلهم وخلاصهم. تقديم الشهادة يعني التحدث عن عمله وعن كل ما اختبرته. يمكن لعمله وحده تمثيله، وفقط عمله هو الذي يمكنه أن يكشفه علانية بكامله. يشهد عمله له. ويمثل عمله وأقواله الروح مباشرةً؛ فالعمل الذي يقوم به ينفِّذه الروح، والكلام الذي يقوله ينطق به الروح. جسد الله المتجسِّد وحده هو الذي يعبّر عن هذه الأشياء، ولكنها في الواقع تعبيرات الروح. يمثّل كل العمل الذي يقوم به وجميع الكلمات التي يتحدث بها جوهره. لو لم يتكلم الله أو يعمل بعد أن لبس الجسد وأتى بين البشر، ثم طلب منكم أن تعرفوا حقيقته وطبيعته وكليّة قدرته، فهل كنت لتتمكن من ذلك؟ هل كنت لتستطيع معرفة ما هو جوهر الروح؟ هل كنت لتتمكن من معرفة صفات جسده؟ إنه لا يطلب منكم أن تشهدوا له إلا بسبب أنكم قد اختبرتم كل خطوة من خطوات عمله. لو كنتم بدون هذه الخبرة، لما أصرَّ على أن تشهدوا له. وهكذا، عندما تشهد لله، فإنك لا تشهد فقط لمظهر طبيعته البشرية الخارجي، ولكن أيضًا للعمل الذي يقوم به والمسار الذي يقوده؛ عليك أن تشهد على كيفية إخضاعه لك، وما هي الجوانب التي تكمّلت فيها. هذا هو نوع الشهادة الذي يجب أن تؤديه. إذا صرخت أينما ذهبت قائلًا: "لقد جاء إلهنا للعمل، وعمله عملي حقًا! لقد ربحنا من دون أفعال خارقة، من دون أي معجزات وعجائب على الإطلاق!" سيسأل الآخرون: "ماذا تقصد عندما تقول إنه لا يعمل المعجزات والعجائب؟ كيف يمكن أن يكون قد أخضعك دون عمل المعجزات والعجائب؟" فتقول: "إنه يتكلم، وقد أخضعنا بدون إظهار أي عجائب أو معجزات. لقد أخضعنا عمله". في النهاية، إذا كنت غير قادر على قول أي شيء جوهري، إذا كنت لا تستطيع التحدث عن التفاصيل، فهل هذه شهادة حقيقية؟ عندما يُخضع الله المتجسِّد الناس، فإن كلماته الإلهية هي التي تفعل ذلك. لا تستطيع البشرية تحقيق ذلك؛ إنه ليس شيئًا يمكن أن يحققه أي إنسانٍ فانٍ، وحتى أولئك الذين يتمتعون بمقدرة عالية بين الناس العاديين غير قادرين على ذلك، لأن لاهوته أعلى من أي كائن مخلوق. هذا غير عادي للناس. فالخالق في نهاية الأمر هو أعلى من أي كائن مخلوق. لا يمكن أن تكون الكائنات المخلوقة أعلى من الخالق. لو كنت أعلى منه، لما كان يقدر على إخضاعك، ولا يمكنه إخضاعك سوى لأنه أعلى منك. الخالق هو مَن يستطيع أن يخضع البشرية جمعاء، ولا أحد غيره يمكنه القيام بهذا العمل. هذه الكلمات هي "شهادة" – هي نوع الشهادة التي يجب أن تؤديها. لقد اختبرت خطوة بخطوة التوبيخ والدينونة والتنقية والتجارب والانتكاسات والمحن، وأُخضعت، ونحَّيت جانبًا تطلعات الجسد، ودوافعك الشخصية، والمصالح الحميمية للجسد. بعبارة أخرى، أخضع كلام الله قلبك بالكامل. مع أنك لم تنم في حياتك بقدر ما يطلب، فأنت تعرف كل هذه الأشياء وأنت مقتنع تمامًا بما يفعله. وهكذا، قد تسمى هذه شهادة، شهادة حقيقية وصحيحة. يهدف العمل الذي جاء الله ليعمله، أي عمل الدينونة والتوبيخ، إلى إخضاع الإنسان، ولكنه أيضًا ينهي عمله، ويختتم العصر، ويجري عمل الخاتمة. إنه ينهي العصر بأكمله، ويخلّص البشرية جمعاء، وينجيها من الخطية إلى الأبد؛ إنه يربح البشرية التي خلقها ربحًا كاملًا. يجب أن تؤدي الشهادة لكل هذا. لقد اختبرت الكثير من عمل الله، وقد شاهدته بعينيك واختبرته شخصيًا، وعندما تصل إلى النهاية، يجب ألا تكون غير قادر على أداء الوظيفة التي تقع على عاتقك. كم سيكون هذا مؤسفًا! في المستقبل، عندما ينتشر الإنجيل، يجب أن تكون قادرًا على التحدث عن معرفتك الشخصية، وأن تشهد عن كل ما ربحته في قلبك، ولا تدَّخر جهدًا. هذا ما يجب أن يحققه الكائن المخلوق. ما هي الأهمية الفعلية لهذه المرحلة من عمل الله؟ ما هو تأثيرها؟ وكم يُنفَّذ منها في الإنسان؟ ماذا ينبغي أن يفعل الناس؟ عندما تستطيعون أن تتحدثوا بوضوح عن كل العمل الذي قام به الله المتجسِّد منذ مجيئه إلى الأرض، ستكتمل شهادتكم. عندما تستطيع أن تتحدث بوضوح عن هذه الأشياء الخمسة: أهمية عمله، ومحتواه، وجوهره، والشخصية التي يمثلها، ومبادئه، فهذا يثبت أنك قادر على الشهادة لله، وأنك تمتلك حقًا المعرفة. متطلباتي منكم ليست عالية جدًا، ويمكن لكل من يسعون حقًا أن يحققوها. إذا كنت مصممًا على أن تكون أحد شهود الله، فيجب أن تفهم ما يكرهه الله وما يحبه. لقد اختبرت الكثير من عمله، ومن خلال هذا العمل، يجب أن تعرف شخصيته وتفهم مشيئته ومتطلباته من البشر، واستخدام هذه المعرفة للشهادة له وأداء واجبك. ربما كل ما تقوله: "نحن نعرف الله. دينونته وتوبيخه شديدان للغاية، وكلماته صارمة جدًا. إنها بارة ومهيبة، ولا يستطيع أي إنسان الإساءة إليها"، لكن هل تزوّد هذه الكلمات الإنسان في النهاية؟ ما تأثيرها على الناس؟ هل تعرف حقًا أن عمل الدينونة والتوبيخ هذا هو الأكثر فائدة لك؟ دينونة الله وتوبيخه يكشفان تمردك وفسادك، أليس كذلك؟ يمكنهما تطهير تلك الأشياء القذرة والفاسدة داخلك وطردها، أليس كذلك؟ لو لم يكن هناك دينونة وتوبيخ، ماذا كان سيصير من أمرك؟ هل تدرك بالفعل حقيقة أن الشيطان قد أفسدك إلى أقصى درجة؟ اليوم، يجب أن تسلحوا أنفسكم بهذه الأشياء وأن تعرفوها جيدًا.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (7)