كيف يمكن للناس أن يتعاونوا مع الله أثناء هذه المرحلة من عمله؟ إن الله يختبر الناس في الوقت الحالي. هو لا ينطق بكلمة واحدة، ولكنه يحجب نفسه ولا يتواصل مع الناس بصورة مباشرة. في الظاهر، يبدو أنه لا يقوم بأي عمل، ولكن الحقيقة أنه لا يزال يعمل داخل الإنسان، وأي شخص يسعى وراء الدخول في الحياة لديه رؤية عن سعي حياته وليس لديه شكوك في هذا، حتى لو لم يفهم عمل الله بصورة كاملة. أثناء التعرض للتجارب، وحتى عندما لا تعرف ماذا يريد الله أن يفعل وما العمل الذي يريد تحقيقه، ينبغي عليك أن تعرف أن مقاصد الله من أجل البشرية صالحة دائمًا. إن كنت تسعى إليه بقلب صادق، فلن يتركك أبدًا وفي النهاية سيكمِّلك بالتأكيد، ويوصل الناس إلى الغاية المناسبة. بغض النظر عن كيفية اختبار الله للناس حاليًا، سيأتي يوم حين يقدم فيه للناس نتيجة ملائمة ويعطيهم جزاءً مناسبًا على ما قاموا به. لن يقود الله الناس إلى نقطة معينة ثم بعد ذلك يتركهم ويتجاهلهم؛ هذا لأنه إله جدير بالثقة. في هذه المرحلة، يقوم الروح القدس بعمل التنقية. إنه ينقّي كل شخص. في خطوات العمل التي تكونت منها تجربة الموت وتجربة التوبيخ، كانت التنقية في ذلك الوقت تتم كلها من خلال الكلمات، ولكي يختبر الناسُ عملَ الله، يجب عليهم أولاً أن يفهموا عمله الحالي وكيف ينبغي على البشرية أن تتعاون. بالفعل هذا شيء ينبغي على كل شخص فهمه. لا يهم ماذا يفعل الله، سواء أكان تنقية أم حتى إمساكًا عن الكلام، فلا تتماشى خطوة من خطوات عمل الله مع تصورات البشرية. وتحطم كل خطوة من خطوات عمله تصورات الناس وتخترقها. هذا هو عمله. ولكن عليك أن تؤمن أنه ما دام عمل الله قد بلغ مرحلة معينة، فلن يُميت اللهُ البشريةَ جمعاء، مهما يكن من أمر. إنه يعطي وعودًا وبركات للبشرية، وكل الذين يسعون إليه سيَقدرون على نيل بركاته، بينما مَنْ لا يفعلون سيتخلَّى الله عنهم. هذا يعتمد على سعيك. وبغض النظر عن أي شيء آخر، يجب أن تؤمن أنه حين يُختتم عمل الله، سيكون لكل شخص غاية مناسبة. لقد زود الله البشرية بتطلعات جميلة، ولكن لن تنالها البشرية إذا لم تسعَ إليها. ينبغي أن تكون قادرًا على رؤية هذا الآن؛ إن تنقية الله وتوبيخه للناس هما عمله، ولكن يجب على الناس، من جانبهم، أن يسعوا لإحداث تغيير في شخصيتهم في كل الأوقات. في خبرتك العملية، يجب أولاً أن تعرف كيف تأكل وتشرب كلمات الله، وعليك أن تجد ضمن كلامه ما يجب عليك الدخول فيه وكذلك عيوبك، وأن تسعى للدخول في خبرتك العملية، وتأخذ الجزء الذي يحتاج إلى الممارسة من كلام الله وتحاول أن تمارِسه. يمثّل أكل كلمات الله وشربها جانبًا واحدًا، ويجب، علاوة على ذلك، الحفاظ على الحياة الكنسية، ويجب أن تكون لك حياة روحية عادية، وأن تكون قادرًا على تسليم كل حالاتك الراهنة لله. ومهما تغير عمله، فينبغي أن تظل حياتك الروحية طبيعية؛ إذْ بإمكان الحياة الروحية أن تحافظ على دخولك السليم. وبغض النظر عما يقوم به الله، ينبغي أن تكون قادرًا على الاستمرار في حياتك الروحية بلا تعطيل، وعلى أداء واجبك. هذا ما ينبغي على الناس فعله. هذا كله عمل الروح القدس، ولكن في الوقت الذي يعتبر فيه هذا كمالًا بالنسبة لأولئك الذين لديهم حالة طبيعية، فإنه يعدّ تجربةً بالنسبة إلى أولئك الذين لهم حالة غير طبيعية. في المرحلة الحالية من عمل تنقية الروح القدس، يقول بعض الناس إن عمل الله عظيم للغاية وإن الناس في أمس الحاجة إلى التنقية، وإلا فستكون قامتهم صغيرة للغاية ولن يكون لديهم سبيل للوصول لمشيئة الله. أما بالنسبة إلى ذوي الحالة السيئة، يصبح الأمر سببًا في عدم السعي إلى الله، ومبررًا لعدم حضور التجمعات أو أكل كلمة الله وشربها. في عمل الله، لا يهم ما يفعله أو ما يجريه من تغيرات، يجب على الناس الحفاظ على منطلَق لحياة روحية عادية. ربما لم تكن رخوًا في هذه المرحلة من حياتك الروحية، ولكنك لم تحصل على الكثير بعد؛ ولم تجنِ حصادًا كبيرًا. في ظل هذه الأنواع من الظروف ينبغي أن تستمر في اتباع القواعد؛ وأن تحافظ على هذه القواعد حتى لا تتكبد الخسائر في حياتك وحتى ترضي مشيئة الله. إن كانت حياتك الروحية غير طبيعية، فلا يمكنك فهم عمل الله الحالي؛ بل تشعر دائمًا أنه لا يتوافق تمامًا مع مفاهيمك، وعلى الرغم من أنك ترغب في اتباعه، ينقصك الدافع الداخلي. لذلك بغض النظر عما يفعله الله حاليًا، يجب على الناس أن يتعاونوا. إن لم يتعاون الناس فلن يمكن للروح القدس القيام بعمله، وإن لم يكن لديهم قلب للتعاون، فبالكاد يستطيعون الحصول على عمل الروح القدس. إن كنت تريد أن تحصل على عمل الروح القدس داخلك، وتريد أن تكسب استحسان الله، فعليك بالحفاظ على تعبدك الأصلي أمام وجه الله. الآن، ليس من الضروري أن يكون لديك فهم أعمق أو نظرية أعلى أو أمور أخرى كهذه، كل ما هو مطلوب منك أن تؤيد كلمة الله على أساسها الأصلي. إن لم يتعاون الناس مع الله ولم يسعوا لدخول أعمق، فسيأخذ الله الأشياء التي كانت لهم في الأصل. عادة ما يرغب الناس من الداخل في الراحة، ويفضلون التمتع بما هو متاح بالفعل. إنهم يريدون الحصول على وعود الله دون دفع أي ثمن على الإطلاق. هذه أفكار مسرفة يحملها البشر. الحصول على الحياة نفسها دون دفع ثمن: هل كان هناك شيء أبدًا بهذه السهولة؟ عندما يؤمن شخص بالله ويسعى للدخول إلى الحياة ويسعى لإحداث تغيير في شخصيته، يجب عليه أن يدفع ثمنًا، ويبلغ حالة يتبع فيها الله دومًا بغض النظر عما يفعله. هذا شيء يجب على الناس أن يقوموا به. حتى لو اتبعت هذا كله من حيث المبدأ، فعليك أن تلتزم به، مهما كانت فداحة التجارب، لا يمكنك أن تتخلى عن علاقتك الطبيعية مع الله. يجب أن تكون قادرًا على الصلاة والحفاظ على حياتك الكنسية، وألا تترك الإخوة والأخوات. وعندما يجربك الله، يجب أن تظل ساعيًا وراء الحق. هذا هو أدنى متطلبات الحياة الروحية. امتلِك دائمًا رغبة في السعي، وسعيًا للتعاون، واستخدم كل ما لديك من طاقة، هل يمكن فعل هذا؟ إذا ما أخذ الناس هذا أساسًا، فسيكونون قادرين على التمييز والدخول إلى الواقع. من السهل قبول كلمة الله عندما تكون حالتك طبيعية، ولن تبدو ممارسة الحق أمرًا صعبًا في هذه الظروف، وستشعر أن عمل الله عظيم. ولكن إن كانت حالتك سيئة، مهما كانت عظمة عمل الله أو مدى الجمال الذي يتحدث به شخص ما، فلن تهتم. عندما تكون حالة الشخص غير طبيعية، لا يمكن لله أن يعمل فيه، ولا يمكن للشخص تحقيق أي تغيير في شخصيته.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب عليك أن تحافظ على عبادتك لله