القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 440

43 2020-12-25

عندما تعانون من قليل من القيود أو المصاعب، فهي نافعة لكم، أما لو كنتم قد مُنحتم وقتًا سهلاً، لكنتم قد تضررتم، وعندها كيف كنتم ستتمتعون بالحماية؟ إنكم اليوم تُمنحون الحماية لأنكم تُوبَّخون وتُدانون وتلعنون، وتنالون الحماية لأنكم قاسيتم الكثير، ولولا هذا، لكنتم قد سقطتم في الفساد منذ أمدٍ بعيد. هذا لا يعني تصعيب الأمور عليكم عن عمد؛ فطبيعة الإنسان يصعب تغييرها، ولا بد من أن يكون الأمر هكذا حتى تتغير شخصيته. إنكم اليوم لا تمتلكون حتى الضمير والرشد الذين تمتع بولس بهما، وليس لديكم حتى الوعي الذاتي الذي كان لديه. لا بد أن توجدوا دائمًا تحت ضغطٍ، وأن تُوبَّخوا وتُدانوا دائمًا حتى تستفيق أرواحكم. ليس هناك أفضل لحياتكم من التوبيخ والإدانة، ولا بد أن يكون هناك أيضًا – عند الضرورة – توبيخ مجيء الحقائق عليكم، حينئذٍ فقط تخضعون بالكلية. إن طبائعكم هي أنكم من دون توبيخ ولعنة سوف ترفضون أن تحنوا رؤوسكم وتخضعوا. من دون الحقائق الموجودة أمام أعينكم، لن يكون ثمة تأثير. أنتم أصحاب شخصيات وضيعة وعديمة القيمة! ومن دون توبيخ ودينونة، سوف يكون من الصعب إخضاعكم والغلب على إثمكم وعصيانكم. طبيعتكم القديمة متأصلة بعمق. هَب أنكم وُضِعتم على العرش، فلن تكون لديكم أدنى فكرة عن علو السماء وعمق الأرض، ناهيك عن أين تتجهون. إنكم حتى لا تعرفون من أين أتيتم، فكيف لكم أن تعرفوا رب الخليقة؟ لولا توبيخ اليوم ولعناته التي تأتي في حينها، لكانت أيامكم الأخيرة قد حلت منذ زمنٍ بعيد. هذا، ناهيكم عن مصيركم، أليس هذا في خطر وشيك؟ من دون التوبيخ والدينونة التي تأتي في حينها، مَنْ يدري كم كنتم ستصبحون متعجرفين، أو كم كنتم ستصبحون فاسقين؟ لقد أوصلكم هذا التوبيخ وهذه الدينونة إلى اليوم، وحَافَظَا على وجودكم. لو أنكم مازلتم "تُعلَّمون" بنفس طرق "آبائكم"، فمَن يدري أي عالم كنتم ستدخلونه. ليست لديكم قطعًا أي قدرة لتتحكموا في أنفسكم وتتأملوا فيها، لأنه لأناس مثلكم مجرد أن تتبعوا وتطيعوا دون أن تتسببوا في أي تدخل أو تشويش، فسوف تتحقق مقاصدي. أما ينبغي أن تبلوا بلاءً أفضل في قبول توبيخ اليوم ودينونته؟ أي خيار آخر لكم؟

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (6)

اترك رد