القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 490

144 2020-12-29

يوجد الآن كثيرون في خِضَم التجارب، وهم لا يفهمون عمل الله. لكن أقول لك إنك إن لم تفهمه، فالأفضل إذًا ألا تُصدر أحكامًا حوله. ربما يأتي اليوم الذي يتكشف فيه الحق بأكمله، وحينئذٍ ستفهم. إن عدم إصدار أحكام يصبّ في مصلحتك، لكن لا يمكنك الانتظار مكتوف الأيدي، بل ينبغي عليك أن تدخل بنشاط؛ وعندها فقط ستكون من يدخل بشكل حقيقي. إن الناس بسبب عصيانهم يكوّنون دائمًا تصورات عن الإله العملي. وهذا يجعل من الضروري على جميع الناس أن يتعلموا كيف يكونون مذعنين؛ لأن الله العملي عبارة عن تجربة كبرى للبشرية. إن لم تستطع الصمود، فسوف ينتهي كل شيء. إن لم تفهم الجانب العملي للإله العملي، فلن تتمكن من أن يُكمِّلك الله. يعدّ فهم الناس للجانب العملي لله خطوةً حاسمةً في تحديد ما إذا كان من الممكن تكميلهم أم لا. إن الجانب العملي لله المتجسد الذي أتى إلى الأرض إنما هو تجربة لكل شخص. وإذا تمكنت من الصمود في هذا الجانب، فأنت إذًا شخص يعرف الله ويحبه محبة صادقة. أما إذا لم تتمكن من الصمود في هذا الجانب، وإذا كنتَ تؤمن بالروح القدس فقط لكنك غير قادر على الإيمان بالجانب العملي لله، فمهما يكُنْ إيمانك بالله عظيمًا، فسوف يكون عديم الفائدة. إن لم تستطع أن تؤمن بالله المرئي، فهل تستطيع إذًا أن تؤمن بروح الله؟ ألستَ بذلك تحاول أن تخدع الله؟ أنت غير مذعن أمام الإله المرئي والمحسوس، فهل بوسعك الخضوع أمام الروح؟ الروح غير مرئي وغير محسوس، أفلا يكون كلامك بلا معنى عندما تقول إنك تخضع لروح الله؟ أهم شيء لحفظ الوصايا هو فهم الله العملي. وبمجرد أن تفهم الإله العملي، سوف تتمكن من حفظ الوصايا. ثمّةَ عنصران لحفظها: الأول، هو التمسك بجوهر روحه، والقدرة على قبول اختبار الروح أمامه، والثاني، هو القدرة على فهم حقيقي للتجسد وتحقيق خضوع حقيقي. ينبغي للمرء أن يضمر دائمًا الخضوع والخشية لله، سواء أكان ذلك أمام الجسد أم أمام الروح. ومثل هذا النوع من الأشخاص وحده مؤهل لنيل الكمال. إن كان لديك فهم للجانب العملي من الإله العملي، أي إن كنتَ ثابتًا في هذه التجربة، فلن يصعب عليك شيء.

يقول البعض إن "حفظ الوصايا سهل؛ ولستَ في حاجة إلّا إلى أن تتكلم بصراحة وورع عندما تكون أمام الله، وألا تبدو منك أية إيماءات، وهذا ما يعنيه حفظ الوصايا". هل هذا صحيح؟ وهكذا إن فعلتَ أشياءَ وراء ظهر الله في مقاومة له، فهل يُعَدُّ ذلك حفظًا للوصايا؟ يجب أن يكون لديك فهم كامل لما ينطوي عليه حفظ الوصايا، فهو مرتبط بما إذا كان أو لم يكن لديك فهم حقيقي للجانب العملي من الله. إذا كنتَ تفهم جانب الله العملي ولا تتعثر أو تسقط أثناء هذه التجربة، فيمكن اعتبارك مالكًا لشهادة قوية. إن تقديم شهادة قوية لله يرتبط أساسًا بما إذا كنتَ تفهم الإله العملي أم لا، وبما إذا كان بوسعك أن تخضع أمام هذا الشخص الذي ليس فقط عاديًا، بل طبيعيًا، وأن تخضع حتى الموت. إذا كنتَ حقًا تقدم شهادة لله من خلال هذه الطاعة، فهذا يعني أنك قد اقتُنيتَ من الله. إن كان بوسعك الخضوع حتى الموت وعدم الشكوى أمام الله وعدم إصدار الأحكام أو الافتراء وعدم وجود أي تصورات أو نوايا سيئة؛ فبهذه الطريقة إذًا يُمجَّد الله. القدرة على الطاعة أمام شخص عادي يستهين به الناس والقدرة على الطاعة حتى الموت دون أي تصورات، هذه شهادة حقيقية. تتمثل الحقيقة التي يطلب الله من الناس أن يدخلوا فيها في أن تكون قادرًا على إطاعة كلامه وممارسته، وأن تكون قادرًا على أن تنحني أمام الإله العملي، وأن تعرف فسادك الشخصي وتفتح قلبك أمامه، وأن تُقتنى منه في النهاية من خلال كلامه هذا. إن الله يَتَمجَّد عندما تُخضِعكَ هذه الأقوال وتجعلك مطيعًا له طاعة تامة؛ فإنه من خلال هذا يُخزي الشيطان ويتمّ عمله. عندما لا تكون لديك أي تصورات عن الجانب العملي لله المتجسد، أي عندما تصمد في هذه التجربة، تكون حينئذٍ قد قدّمتَ هذه الشهادة بشكل حسن. إن جاء يوم تفهم فيه الإله العملي فهمًا تامًا وتستطيع فيه أن تخضع حتى الموت مثلما فعل بطرس، فسوف يقتنيك الله ويكمّلك، وأيُّ شيء يفعله الله لا يتماشى مع تصوراتك ما هو إلا تجربة لك. فلو كان عمل الله متماشيًا مع تصوراتك، لما استلزم منك أن تعاني أو أن تُنَقَّى. لم يكن عمله ليتطلب منك أن تتخلى عن مثل هذه التصورات إلا لأنه عملي جدًا وغير متماشٍ مع تصوراتك؛ ولهذا، فهو بمثابة تجربة لك. إن الجانب العملي لله هو السبب الذي جعل جميع الناس في خِضَم التجارب؛ فعمله واقعيٌّ وليس فائقًا للطبيعة. إنه سوف يقتنيك من خلال فهم كلامه العملي فهمًا تامًا، واستيعاب أقواله العملية دون أي تصورات، والقدرة على محبتِه محبةً حقيقية بشكل أكبر كلما أصبح عمله أكثر واقعيّةً. جماعة الناس الذين سيقتنيهم الله هُم الذين يعرفونه، أي أنهم أولئك الذين يعرفون جانبه العملي، بل والأكثر من ذلك أنهم أولئك القادرون على إطاعة عمل الله الفعلي.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يحبون الله حقًا هم أولئك الذين يمكنهم الخضوع تمامًا لجانبه العملي

اترك رد