كثيرًا ما يتحدث الناس عن السماح لله بأن يكون هو حياتهم، لكنهم لم يصلوا بعد في اختبارهم إلى هذه النقطة. إنك تقول فقط إن الله هو حياتك، وإنه يرشدك كل يوم، وإنك تأكل كلامه كل يوم وتشربه، وإنك تصلّي إليه كل يوم، وهكذا أصبح هو حياتك. إن معرفة أولئك الذين يقولون هذا هي معرفة سطحية جدًا. لا يوجد أساس في كثير من الناس؛ لقد زُرع كلام الله داخلهم، لكنه لم ينبت بعد، فكم بالأحرى أن يأتي بأي ثمر. واليوم، إلى أي مدى قد وصل اختبارك؟ الآن فقط، بعد أن أجبرك الله على الوصول إلى هذا الحد، هل تشعر بأنك لا تستطيع أن تترك الله؟ يومًا ما، عندما تكون قد وصلت إلى نقطة معينة في اختبارك، لو كان الله ليجعلك ترحل، فلن تكون قادرًا على ذلك. ستشعر دائمًا بأنك لا تستطيع أن تكون بدون الله في داخلك؛ يمكنك أن تكون بدون زوج أو زوجة أو أطفال، أو بدون أسرة، أو بدون أم أو أب، أو بدون مُتع الجسد، لكن لا يمكنك أن تكون بدون الله. أن تكون بدون الله سيكون مثل خسارة حياتك، فلن تكون قادرًا على العيش بدون الله. عندما تكون قد وصلت إلى هذه النقطة في اختبارك، سوف تكون قد حققت نجاحًا في إيمانك بالله، وبهذه الطريقة سيكون الله قد أصبح حياتك، وأصبح أساس وجودك، ولن تتمكن من ترك الله مرة أخرى. عندما تكون قد وصلت إلى هذا المدى في اختبارك، ستكون قد تمتعت حقًا بمحبة الله، وستكون علاقتك مع الله قريبة جدًا، وسيكون الله هو حياتك وحبك، وفي ذلك الوقت سوف تصلي إلى الله وتقول: "يا الله! لا أستطيع أن أتركك، فأنت حياتي؛ أستطيع أن أتخلى عن أي شيء آخر، لكن بدونك لا يمكنني الاستمرار في العيش. هذه هي القامة الحقيقية للناس، وهي الحياة الحقيقية". قد أُجبر بعض الناس على الوصول إلى الدرجة التي وصلوا إليها اليوم: عليهم أن يواصلوا مسيرتهم سواء أكانوا يريدون ذلك أم لا، ويشعرون دائمًا بأنهم بين المطرقة والسندان. يجب عليك أن تختبر هكذا أن الله هو حياتك، وأنه لو انتُزع الله منك فسوف يكون الأمر أشبه بخسارة حياتك. يجب أن يكون الله هو حياتك، ويجب أن تكون غير قادر على تركه. بهذه الطريقة، ستكون قد اختبرت الله بالفعل، وفي هذا الوقت، عندما تحب الله مجددًا، ستحب الله حقًا، وسيكون حبًا فريدًا ونقيًا. ويومًا ما عندما تصل اختباراتك وكأن حياتك قد وصلت إلى نقطة معينة، سوف تصلي إلى الله، وتأكل كلام الله وتشربه، ولن تكون قادرًا على ترك الله من داخلك، وحتى لو أردت ذلك، لن تكون قادرًا على نسيانه. سوف يصبح الله حياتك؛ فيمكنك أن تنسى العالم، وتنسى زوجتك وأولادك، ولكنك ستواجه مشكلة في نسيان الله – فهذا مستحيل، هذه هي حياتك الحقيقية، ومحبتك الحقيقية لله. عندما تصل محبة الناس لله إلى نقطة معينة، فلا تتساوى محبتهم لأي شيء مع محبتهم لله، إنه حبهم الأول، وبهذه الطريقة يستطيعون التخلي عن كل شيء آخر، وعلى استعداد لقبول كل تعامل وتهذيب من الله. عندما تصل إلى حب لله يفوق كل شيء آخر، ستعيش في الحقيقة وفي محبة الله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يحبون الله سوف يعيشون إلى الأبد في نوره