القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: معرفة عمل الله | اقتباس 174

21 2020-12-01

يمثل عمل الإنسان خبرته وطبيعته البشرية. إن ما يقدمه الإنسان والعمل الذي يقوم به يمثلانه. رؤية الإنسان ومنطقه وعقلانيته وخياله الغني جميعها مُتَضَمنة في عمل الإنسان. وعلى وجه الخصوص خبرة الإنسان قادرة أكثر على تمثيل عمله، وما قد اختبره الشخص سيكون هو مكونات عمله. يمكن أن يعبر عمل الإنسان عن خبرته. عندما يختبر بعض الناس في حالة سلبية، تتكون معظم شركتهم من عناصر سلبية. وإن كانت خبرتهم إيجابية وكان لديهم منافذ على الجانب الإيجابي، فإن شركتهم تكون مشجعة للغاية، وسيكون الناس قادرين على الحصول على دعم إيجابي منهم. إن صار العامل سلبيًّا في هذا الوقت، عادةً ما ستحمل شركته عناصر سلبية. هذا النوع من الشركة مُحبط، وسيُحبَط الآخرون الذين يتبعون شركته بلا وعي. تتغير حالة الأتباع على حسب حالة القائد. ما بداخل العامل هو ما يعبر عنه، وعمل الروح القدس غالبًا ما يتغير مع حالة الإنسان. إنه يعمل وفقًا لخبرة الإنسان ولا يجبر الإنسان بل يضع مطالب عليه وفقًا لمسار خبرته العادي. أي أن شركة الإنسان تختلف عن كلمة الله. ما يقدمه الإنسان في الشركة ينقل خبرته ورؤيته الفردية، ويعبر عما يراه ويختبره على أساس عمل الله. مسؤوليته هي اكتشاف ما ينبغي عليه ممارسته أو الدخول فيه، بعد أن يعمل الله أو يتكلم، ثم نقله إلى الأتباع. لذلك يمثل عمل الإنسان دخوله وممارسته. بالطبع هذا العمل مختلط بدروس وخبرة بشرية أو بعض الأفكار البشرية. لا يهم كيف يعمل الروح القدس، سواء كان يعمل على الإنسان أو في الله المتجسد، دائمًا يعبر العاملون عما هم عليه. على الرغم من أن الروح القدس هو من يعمل، إلا أن العمل يتأسس على ماهية الإنسان المتأصلة، لأن الروح القدس لا يعمل بلا أساس. بمعنى آخر، لا يتم العمل من لا شيء، بل دائمًا يتم وفقًا لظروف فعلية وأحوال حقيقية. بهذه الطريقة فقط يمكن أن تتغير شخصية الإنسان، ويمكن أن تتغير مفاهيمه وأفكاره القديمة. ما يعبر عنه الإنسان هو ما يراه ويختبره ويمكنه أن يتخيله. حتى لو كانت العقائد أو المفاهيم، فهي جميعها يمكن أن يصل إليها تفكير الإنسان. بغض النظر عن حجم عمل الإنسان، لا يمكنه أن يتجاوز نطاق خبراته، وما يراه، وما يمكنه تخيله أو تصوره. ما يعبر عنه الله هو ماهيته، وهذا بعيد عن منال الإنسان، أي بعيد عما يمكن أن يصله بتفكيره. يُعبِّر الله عن عمله لقيادة البشرية جمعاء، وهذا لا يتعلق بتفاصيل خبرة بشرية بل يُعنى بتدبيره الشخصي. يعبر الإنسان عن خبرته بينما يعبر الله عن كيانه – وهذا الكيان هو شخصيته المتأصلة وهو بعيد عن منال الإنسان. خبرة الإنسان هي رؤيته ومعرفته التي حصل عليها بناءً على تعبير الله عن كيانه. هذه الرؤية والمعرفة يُطلق عليها كيان الإنسان. يتم التعبير عنها على أساس شخصية الإنسان المتأصلة وإمكانياته الفعلية؛ وهكذا يُطلق أيضًا عليها كيان الإنسان. الإنسان قادر على الشركة فيما يتعلق بما يختبره ويراه. ما لم يختبره أو يراه أو لا يستطيع ذهنه الوصول له، أي الأشياء غير الموجودة بداخله، فهو غير قادر على أن يكون له شركة بشأنها. إن كان ما يعبر الإنسان عنه ليس خبرته، فهو إذًا خياله أو عقيدته. باختصار، ليست هناك أية واقعية في كلماته. إن لم تتواصل أبدًا مع أشياء في المجتمع، لن تكون قادرًا على أن تقدم مشاركته بوضوح بشأن العلاقات المُركَّبة في المجتمع. إن لم تكن لديك أسرة بينما أناس آخرون يتكلمون عن قضايا الأسرة، لن تفهم أغلبية ما يقولونه. لذلك، ما يقدمه الإنسان في الشركة والعمل الذي يقوم به يمثلان كيانه الداخلي. لو أن أحدًا يقدم شركة عن فهمه للتوبيخ والدينونة، ولكنك ليس لديك خبرة في هذا الأمر، لن تجرؤ على إنكار معرفته، فضلاً عن أنك لن تكون متأكدًا بشأنها مئة بالمئة. هذا لأن ما يتشارك بشأنه هو شيء لم تختبره أنت أبدًا، شيء لم تعرفه أبدًا، ولا يمكن لعقلك أن يتخيله. يمكنك فقط أن تأخذ من معرفته طريقًا مستقبليًّا يتعلق بالتوبيخ والدينونة. لكن هذا الطريق يمكن أن يكون فقط بمثابة فهم مبني على عقيدة ولا يمكن أن يحل محل فهمك أو شخصيتك. ربما تظن أن ما يقوله صحيح للغاية، لكن عندما تختبره تجده غير عملي في أمور كثيرة. ربما تشعر أن بعض المعرفة التي تسمعها غير عملية بالكامل؛ وتخفي بداخلك مفاهيم عنها في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنك تقبلها، إلا أنك تقبلها فقط على مضض. ولكن عندما تختبر، فإن المعرفة التي تعطيك مفاهيم تصير طريقك للممارسة. وكلما مارست، فهمت القيمة الحقيقية والمعنى الحقيقي لكلماته. بعد أن تكون قد نلت خبرة، يمكنك بعدها التكلم عن المعرفة التي ينبغي أن تكون لديك عن الأمور التي قد اختبرتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك التمييز بين أولئك الذين لديهم معرفة حقيقية وعملية وبين أولئك الذين لديهم معرفة مبنية على عقيدة وعديمة القيمة. لذلك، سواء كانت المعرفة التي تتكلم عنها وفقًا للحق أم لا فهذا يعتمد بصورة كبيرة على إذا كانت لديك خبرة عملية أم لا. حينما يكون هناك حق في خبرتك، فستكون معرفتك عملية وذات قيمة. من خلال خبرتك، يمكنك أيضًا الحصول على تمييز وبصيرة، وتعميق معرفتك، وزيادة حكمتك ومنطقك السليم في ضبط نفسك. المعرفة التي يتحدث عنها الناس الذين لا يملكون الحق هي عقيدة، بغض النظر عن مدى سموها. قد يكون هذا النوع من الأشخاص ذكيًّا للغاية حين يتعلق الأمر بأمور الجسد، ولكنه لا يمكنه التمييز عندما يتعلق الأمر بالأمور الروحية. وهذا لأن هؤلاء الناس ليس لديهم خبرة على الإطلاق في الأمور الروحية. هؤلاء هم الناس الذين لم يستنيروا في الأمور الروحية ولا يفهمون الروح. بغض النظر عن جانب المعرفة الذي تتحدث عنه، طالما أنه كيانك، فهي خبرتك الشخصية، ومعرفتك الحقيقية. ما يقوله أولئك الناس الذين يتحدثون فقط عن العقيدة، أي، أولئك الذين لا يملكون الحق أو الواقع، يمكن أن يُطلق عليه كيانهم، لأن عقيدتهم جاءت فقط من التأمل العميق وهي نتيجة تفكيرهم العميق، ولكنها مجرد عقيدة، وليست أكثر من خيال!

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وعمل الإنسان

اترك رد