كلما عظُمت تنقية الله، زادت قدرة قلوب الناس على محبته. فالعذاب الذي في قلوبهم ذو منفعة لحياتهم، إذ يكونون قادرين أكثر على الوجود في سلامٍ أمام الله، وتصير علاقتهم به أقرب، ويمكنهم رؤية محبة الله الفائقة وخلاصه الفائق بطريقة أفضل. اختبر بطرس التنقية مئات المرات، واجتاز أيوب في تجارب متعددة. إن كنتم ترغبون في أن يكمّلكم الله، يجب أن تجتازوا أنتم أيضًا في التنقية مئات المرات؛ ولن تستطيعوا إرضاء مشيئة الله، ولا أن تنالوا الكمال منه إلا لو اجتزتم في هذه العملية، واعتمدتم على هذه الخطوة. إن التنقية هي أفضل وسيلة يكمّل بها الله الناس؛ وليس إلا التنقية والتجارب المرّة هي التي تُظهر المحبة الحقيقية التي لله في قلوب الناس. بدون ضيقات، يفتقر الناس إلى محبة الله الحقيقية؛ لو لم يُختبر الناس من الداخل، ولو لم يخضعوا بحق للتنقية، ستظل قلوبهم دائمًا تائهة في الخارج. بعد أن تصل تنقيتك إلى نقطة محددة، سترى ضعفك وصعوباتك، وسترى مقدار ما ينقصك، وأنك غير قادر على التغلب على المشاكل العديدة التي تواجهها، وسترى مدى جسامة عصيانك. لا يقدر الناس على معرفة حالاتهم الحقيقية حقًّا إلا أثناء التجارب؛ فالتجارب تعطي الناس إمكانية أفضل لنيل الكمال.
اختبر بطرس التنقية مئات المرات في حياته واجتاز في العديد من المِحن المؤلمة. صارت هذه التنقية أساسًا لمحبته لله، وصارت أهم خبرة في حياته كلها. يمكن القول إن قدرته على امتلاك محبة فائقة لله كانت بسبب تصميمه على محبة الله؛ لكن الأهم أنها كانت بسبب التنقية والمعاناة التي اجتاز فيهما. صارت هذه المعاناة دليله في طريق محبة الله، وصارت الأمر الأجدر بأن يتذكره. لو لم يجتز الناس في ألم التجربة عندما يحبون الله، فستمتلأ محبتهم بنجاسات وبتفضيلاتهم الشخصية؛ محبة مثل هذه هي محبة مملوءة بأفكار الشيطان، وعاجزة ببساطة عن إرضاء مشيئة الله. إن امتلاك العزم على محبة الله ليس مثل محبة الله بحق. مع أن كل ما يفكر فيه الناس في قلوبهم هو من أجل محبة الله، وإرضائه، كما لو كانت معتقداتهم بلا أية أفكار بشرية، وكما لو كانت كلها من أجل الله، إلا أنه عندما تأتي معتقداتهم أمام الله، لا يمدحها أو يباركها. وحتى عندما يفهم الناس كل الحقائق فهمًا كاملاً، أي عندما يعرفونها جميعًا، فلا يمكن أن يُقال إن هذا علامة على محبة الله، ولا يمكن أن يُقال إن هؤلاء الناس يحبون الله فعلاً. ومع أن الناس قد فهموا العديد من الحقائق دون الاجتياز في تنقية، إلا أنهم عاجزون عن ممارسة هذه الحقائق؛ لا يمكن للناس فهم المعنى الحقيقي لهذه الحقائق إلا أثناء التنقية، ووقتها فقط يمكن للناس تقدير المعنى الداخلي لها بصدق. في ذلك الوقت، عندما يحاولون ثانيةً، يستطيعون ممارسة الحقائق ممارسةً سليمة، ووفقًا لمشيئة الله. في ذلك الوقت، تنحصر أفكارهم البشرية، ويتقلص فسادهم الإنساني، وتضعف مشاعرهم الإنسانية؛ وفي هذا الوقت فقط تكون ممارستهم تعبيرًا حقيقيًّا عن محبة الله. لا يتحقق تأثير حق محبة الله من خلال المعرفة المنطوقة أو الرغبة العقلية، ولا يمكن تحقيقه ببساطة من خلال فهمه؛ بل إنه يتطلب أن يدفع الناس ثمنًا، وأن يجتازوا في الكثير من المرارة أثناء التنقية، وحينئذٍ فقط تصير محبتهم نقية، وبحسب قلب الله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يمكن للإنسان أن يتمتع بمحبة حقيقية إلا من خلال اختبار التنقية
1
كلما عَظُمَتْ تنقية الله، أحبَّتْ قلوب الناس الله أكثر. يُفِيدهم في الحياة أن يكون هناك عذاب في قلوبهم. سيكونون في سلام أمام الله، ويصبحون أقرب إليه. يمكنهم رؤية حُبِّ الله وخلاصه الأعظمين. التنقية هي أفضل طريقةٍ لتكميل الإنسان. التجارب والتنقية فقط تجعلان الناس يحبون الله حقا.
2
خضع بطرس للتنقية. حدث ذلك مئات المرات. خضع أيوب لِعِدَّةِ تجارب. وأنت أيضا يجب أن تتم تنقيتك. عليك المرور بمئات التجارب، والاعتماد على هذه الخطوة، لتتمكن من إرضاء الله، وسيجعلك الله كاملا. التنقية هي أفضل طريقةٍ لتكميل الإنسان. التجارب والتنقية فقط تجعلان الناس يحبون الله حقا. أجل، يحبون الله حقا.
3
عند تنقيتك إلى مستوى مُعيّنٍ، سترى ضعفك ومتاعبك. سترى مقدار ما تفتقر إليه، وأنك غير قادر على التغلُّبِ على مشاكلك. وسترى عصيانك. ستريك التجارب حالتك الحقيقية، وستجعلك أكثر قُدرةً على نيل الكمال. التنقية هي أفضل طريقةٍ لتكميل الإنسان. التجارب والتنقية فقط تجعلان الناس يحبون الله حقا.
4
إن عاش الناس بلا مَشقَّةٍ، سينقصهم الحب الحقيقي لله. إن لم يُختَبَرُوا من الداخل، ولم يخضعوا للتنقية ستتوه قلوبهم دائما بعيدا في العالم الخارجي. التنقية هي أفضل طريقةٍ لتكميل الإنسان. التجارب والتنقية فقط تجعلان الناس يحبون الله حقا.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"