حتى تفلت من تأثير الظلمة، لا بد أولًا أن تكون مخلصًا لله، وراغبًا من قلبك في البحث عن الحق؛ وحينئذٍ فقط تستطيع أن تكون في حالة صحيحة. إن الحياة في حالة صحيحة هي المطلب الأساسي للإفلات من تأثير الظلمة. وعدم اقتناء حالة سليمة يعني أنك لستَ مخلصًا لله، وأنك لستَ شغوفًا في قلبك بالبحث عن الحق، ويكون الإفلات من تأثير الظلمة مسألة مُستَبعَدَة. كلامي هو أساس إفلات الإنسان من تأثيرات الظلمة، والناس الذين يتعذر عليهم التطبيق بحسب كلامي، لن يقدروا على الإفلات من قيود تأثير الظلمة. إن الحياة في حالة صحيحة تعني أن تحيا تحت توجيه كلام الله، وأن تحيا في حالة من الإخلاص لله، وأن تحيا في حالة من البحث عن الحق، وأن تحيا في واقعية بذل الشخص نفسه بإخلاص من أجل الله، وأن تحيا في حالة من المحبة الحقيقية لله. إن أولئك الذين يحيون في هذه الحالات ويحيون في هذه الواقعية سيتغيرون ببطء كلما دخلوا في أعماق الحق، وسيتغيرون كلما ازداد العمل عمقًا، وسيصبحون حتمًا في النهاية أناسًا يربحهم الله، ويحبون الله محبة صادقة. يمكن لأولئك الذين أفلتوا من تأثير الظلمة أن يتحققوا من مشيئة الله تدريجيًا، وأن يفهموها رويدًا رويدًا، إلى أن يصبحوا في النهاية من خاصة الله. فهم لا يحملون أي تصورات عن الله ولا يتمردون عليه، بل إنهم حتى يبغضون ذلك العصيان وتلك التصورات التي تملكتهم من قبل، وينشأ حب حقيقي لله في قلوبهم. أما الناس الذين يعجزون عن الإفلات من تأثير الظلمة، فهم مُنشغلون تمامًا بالجسد، ويمتلئون بالعصيان. تمتلئ قلوبهم بتصورات بشرية وبفلسفات الحياة، فضلًا عن مقاصدهم الخاصة ومناقشاتهم الشخصية. ما يطلبه الله هو محبة الإنسان له وحده منفردًا، وما يطلبه هو أن يكون الإنسان منشغلًا بكلامه وبقلب مملوء بالمحبة له. أن تحيا في كلام الله، وأن تبحث في كلامه عمَّا يجب البحث عنه، وأن تحب الله بسبب كلامه، وأن تهرب من أجل كلامه، وأن تعيش من أجل كلامه – هذه هي الأهداف التي ينبغي على الإنسان أن يكافح ليحققها. ينبغي أن يُبنى كل شيء على كلام الله، وحينئذٍ فقط، سيتمكن الإنسان من الوفاء بمتطلبات الله. إذا لم يتسلح الإنسان بكلام الله، فلن يكون أكثر من يرقة يستحوذ عليها الشيطان. قِس هذا: ما مقدار كلام الله الذي تأصل داخلك؟ في أي الأشياء تحيا بحسب كلام الله؟ وفي أي الأشياء لم تحيا بحسب كلام الله؟ إن لم يكن كلام الله قد تمكن منك بالتمام، فما الذي يشغل قلبك بالضبط؟ هل تخضع في حياتك اليومية لسيطرة الشيطان أم أنك منشغل بكلام الله؟ هل كلامه هو الأساس الذي تقوم عليه صلواتك؟ هل خرجتَ من حالتك السلبية من خلال استنارة كلام الله؟ أن تتخذ من كلام الله أساسًا لوجودك، هذا ما ينبغي على كل واحد الدخول إليه. إن لم يكن لكلامه وجود في حياتك، فأنت إذًا تعيش تحت تأثير الظلمة، وتتمرد على الله وتقاومه، وتهين اسمه. إن إيمان مثل هؤلاء الناس بالله هو محض ضرر واضطراب. كَمْ عِشتَ من حياتك بحسب كلامه؟ وكَمْ من حياتك لم تعش فيها بحسب كلامه؟ أي قدر مما طلبه كلمة الله منك قد تحقق فيك؟ وأي قدر فُقِد فيك؟ هل نظرت نظرة فاحصة إلى هذه الأمور؟
يتطلب الإفلات من تأثير الظلمة عمل الروح القدس، وكذلك التعاون المُخلِص من جانب الإنسان. لماذا أقول إن الإنسان ليس على الطريق الصحيح؟ يمكن للناس الذين على الطريق الصحيح أن يسلموا قلوبهم أولًا لله. هذه مهمة تستغرق وقتًا طويلًا جدًا للدخول إليها، لأن البشرية عاشت دائمًا تحت تأثير الظلمة، وظلت ترزح تحت قيود الشيطان لآلاف السنين. ومن ثم، لا يمكن تحقيق هذا الدخول في غضون يومٍ واحد أو يومين. أثرْتُ هذه المسألة اليوم حتى يفهم البشر حالتهم؛ فما إن يستطيع الإنسان تمييز ماهية تأثير الظلمة ومعنى الحياة في النور، فإن الدخول يصبح أسهل كثيرًا؛ وذلك لأنك ينبغي أن تعرف ماهية تأثير الشيطان قبل أن تتمكن من الإفلات منه، وبعدها فقط سيكون لديك طريقة لنبذه. أما فيما يتعلق بما تفعله بعد ذلك، فهذا شأن البشر أنفسهم. ادخل دائمًا إلى كل شيء من جانب إيجابي، ولا تنتظر متقاعسًا على الإطلاق. وبهذه الطريقة وحدها يمكنك أن يقتنيك الله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله