أولئك الذين بدون فهم عن الله لن يمكنهم أن يطيعوا الله طاعة كاملة أبدًا. أناس مثل هؤلاء هم أبناء المعصية. إنهم مفرطون في الطموح، ويوجد الكثير من التمرد بداخلهم، لذلك ينأون بأنفسهم بعيدًا عن الله ولا يرغبون في قبول تمحيصه. أناس مثل هؤلاء لا يمكن أن يُكمَّلوا بسهولة. بعض الناس انتقائيون في كيفية أكلهم وشربهم لكلام الله وفي قبولهم إياه. إنهم يقبلون أجزاء معينة من كلام الله تتوافق مع مفاهيمهم ويرفضون ما لا يتوافق معها. أليس هذا أشد العصيان والمقاومة لله؟ إن كان أحد يؤمن بالله لسنوات دون الحصول على أدنى فهم عنه، فهو غير مؤمن. أولئك الراغبون في قبول تمحيص الله هم الذين يسعون وراء فهمه، والذين هم على استعداد لقبول كلامه. إنهم الأشخاص الذين سينالون ميراث وبركات الله، وهم الأكثر بركةً. يلعن الله الذين ليس بقلبهم مكان له، ويوبخ مثل هؤلاء الناس ويهجرهم. إن كنت لا تحب الله، فسيهجرك، وإن كنت لا تنصت لما أقوله، أعدك بأن روح الله سيهجرك. جرب الأمر إن كنت لا تصدق! اليوم أوضح لك طريقًا للممارسة، ولكن الأمر راجع إليك في ممارستك إياه من عدمها. إن كنت لا تؤمن به، وإن كنت لا تمارسه، فسترى بنفسك ما إذا كان الروح القدس سيعمل بداخلك أم لا! إن كنت لا تسعى وراء فهم الله، فلن يعمل الروح القدس بداخلك. إن الله يعمل بداخل هؤلاء الذين يسعون وراء كلامه ويقدّرونه. كلما زدت في تقدير كلام الله، ازداد عمل روحه بداخلك. وكلما زاد الشخص في تقدير كلام الله، نال فرصة أعظم في أن يكمّله الله. يكمّل الله هؤلاء الذين يحبونه حقًّا، ويكمل أولئك الذين تنعم قلوبهم بالسلام أمامه. إذا أردت تقدير عمل الله كله، وتقدير الاستنارة من الله وحضوره ورعايته وحمايته وكيف يصبح كلامه واقعًا وعونًا لك في حياتك، فهذا كله هو الأشد انسجامًا مع قلب الله. إن قدّرت عمل الله، أي كل العمل الذي قام به فيك، فسيباركك ويضاعف كل ما لديك. أما إن كنت لا تقدّر كلام الله، فلن يعمل فيك، ولكنه سيمنحك القليل فقط من النعمة من أجل إيمانك، أو يباركك بثروة قليلة وبعائلتك. عليك أن تسعى لتجعل كلام الله واقعك، وأن تكون قادرًا على إرضائه وتكون بحسب قلبه، ولا ينبغي أن تسعى وراء التلذذ بنعمته فقط. لا شيءَ أهمُّ للمؤمنين من أن يحظَوْا بعمل الله وينالوا الكمال ويصبحوا أشخاصًا يفعلون مشيئة الله. هذا هو الهدف الذي ينبغي عليك أن تسعى خلفه.
كل ما كان يسعى الإنسان وراءه في عصر النعمة قد عفا عليه الزمن الآن؛ لأنه يوجد الآن معيارٌ أعلى للسعي، فما يتم السعي وراءه شيء أسمى وأكثر عملية؛ سعي يمكن أن يشبع بدرجة أفضل ما يحتاجه الإنسان من الداخل. في العصور الماضية، لم يعمل الله في الناس كما يعمل اليوم، ولم يتكلم إليهم بقدر ما يتكلم اليوم، ولم تكن متطلباته منهم عالية كما هي عليه اليوم. كون الله يتكلم إليكم الآن عن هذه الأمور يوضح أن قصد الله النهائي يركز عليكم، أنتم هذه الجماعة من الناس. إن كنت ترغب حقًّا في نيل الكمال من الله، فاسعَ إليه إذًا كهدف أساسي لك. لا يهم إن كنت تركض هنا وهناك، أو تبذل نفسك، أو تخدم في وظيفة، أو قد ائتمنك الله على أمر ما، فالهدف دائمًا هو أن تسعى نحو الكمال وإرضاء مشيئة الله، لتحقيق هذه الأهداف. إن قال أحد إنه لا يسعى للكمال من الله ولا الدخول في الحياة، ولكنه يسعى فقط خلف السلام والفرح الجسديين، فهو أشد عمىً من الناس جميعًا. وأولئك الذين لا يسعون إلى واقعية الحياة، ولكنهم يسعون فقط إلى الحياة الأبدية في العالم الآتي والأمان في هذا العالم هم أشد الناس عمىً. لذا فكل ما تفعله ينبغي أن يكون بهدف أن يكمّلك الله ويكسبك.
يتمثل العمل الذي يقوم به الله في الناس في إعالتهم بناءً على متطلباتهم المختلفة. كلما اتسعت حياة الإنسان، طلب المزيد، وسعى وراء المزيد. إذا لم يكن لديك في هذه المرحلة ما تسعى إليه، فهذا يثبت أن الروح القدس قد هجرك. كل الأشخاص الذين يسعون وراء الحياة لن يهجرهم الروح القدس أبدًا، فمثل هؤلاء الأشخاص يسعون ويعتلج الشوق في قلوبهم دائمًا. أناس مثل هؤلاء لا يقتنعون أبدًا بالأشياء كما هو حالهم في الوقت الحاضر. تهدف كل مرحلة من مراحل عمل الروح القدس إلى تحقيق تأثير فيك، ولكن إن صرت راضيًا، ولم يعد لديك احتياجات، ولم تعد تقبل عمل الروح القدس، فسيهجرك. يحتاج الناس إلى تمحيص الله في كل يوم؛ ويحتاجون إلى معونة وفيرة من الله كل يوم. هل يمكن للناس أن يستغنوا عن الأكل والشرب من كلمة الله يوميًّا؟ إن كان أحد يشعر دومًا أنه لا يستطيع أن يأكل أو يشرب كلمة الله بما يكفي، وإن كان يطلبها دائمًا ويجوع ويتعطش إليها، فسيعمل فيه الروح القدس دائمًا. كلما ازداد شوق المرء، نتج المزيد من الأمور العملية من شركته. وكلما سعى شخص ما إلى الحق بقوة أكبر، حقق في حياته نموًا أسرع، مما يجعله غنيًا بالخبرة ومقيمًا في بيت الله يتمتع بالغنى.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يكمِّل الله أولئك الذين هم بحسب قلبه
1
مَن يقبلون مراقبة الله إياهم رغبة معرفته تملأهم. ويقبلون مِن الله كلماته. سيفوزون بميراث الله وبركته. هؤلاء هم المُبارَكون بالأكثر. فالله يلعن مَن يغلقون قلوبهم. يوبّخهم وينبذهم. إن كان عزيزًا إلى قلبك عمل الله، واستنارته، إن كان عزيزًا محضره، وعزيزةً عليك حمايته، إن كان كلامه عليك عزيزًا كالْزاد لعمرك، كالواقع، فأنت حقًا بحسب قلب الله. إنْ كان عمله عليك عزيزًا، ما لك سيُبارَك أضعافَا.
2
فالله يعمل في الطالبين كلامه، ويعمل فيمن يعتّزون بكلامه. كلّما قَدّرته، اِزدادت فيك أعماله. كلّما زدتَ كلامه تقديرًا، فرصتك للكمال تزيد. الله يكمِّل محبِّيه، مَن يأتون بسلام قلوبهم. إن كان عزيزًا إلى قلبك عمل الله، واستنارته، إن كان عزيزًا محضره، وعزيزةً عليك حمايته، إنْ كان كلامه عليك عزيزًا كالزاد لعمرك، كالواقع، فأنت حقًا بحسب قلب الله. إن كان عملُه عليك عزيزًا، ما لك سيُبارَك أضعافَا.
3
جاهد أن تحيا في كلامه. اِسع لرضاه، كن بحسب قلبه. لا تسع وحسب لنعمته. اِستقْبِلْ عمله فتُكمَّل. وافعل مشيئته. لا شيء أهمّ مِن هذا. إن كان عزيزًا إلى قلبك عمل الله، واستنارته، إن كان عزيزًا محضره، وعزيزةً عليك حمايته، إنْ كان كلامه عليك عزيزًا كالزاد لعمرك، كالواقع، فأنت حقًا بحسب قلب الله. إن كان عملُه عليك عزيزًا، ما لك سيُبارَك أضعافَا.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"