القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: كشف فساد البشرية | اقتباس 313

116 2020-12-09

إن استطاع الناس حقًا أن يروا بوضوح الطريق الصحيح للحياة البشرية، والغرض من تدبير الله لها، فلن يحتفظ كل واحد منهم بمستقبله ومصيره ككنزٍ في قلبه، وعندها لن يعود أي منهم مهتمًا بأن يخدم والديه اللذين هما أسوأ من الخنازير والكلاب. أليس مستقبل الإنسان ومصيره هما ما يُطلَق عليه اليوم بدقة "والدا" بطرس؟ إنهما كلحم الإنسان ودمه تمامًا. فماذا سيكون مصير الجسد ومستقبله؟ هل هو أن يرى الله وهو لا يزال حيًا، أم أنه التقاء النفس بالله بعد الموت؟ هل سينتهي الحال بالجسد غدًا في أتونٍ عظيم من الضيقات، أم في نار مستعرة؟ أليست أسئلة كهذه هي أسئلة متعلقة بما إذا كان جسد الإنسان سيكابد محنًا أم سيعاني أعظم الأخبار التي تشغل الآن أكثر من غيرها بالَ أي واحد في هذا التيار الحالي لديه ذهن وإدراك؟ (تشير المعاناة هنا إلى نيل البركات؛ وتعني أن التجارب المستقبلية نافعة لمصير الإنسان. أما المحنة فتشير إلى عدم القدرة على الثبات، أو تشير إلى الانخداع، أو تعني أن الإنسان سيواجه مواقف مؤسفة ويخسر حياته في خِضم الكارثة، وأنه لا يوجد مصير مناسب لنفس المرء). ومع أن البشر يتمتعون بعقل سليم، فلعل رأيهم لا يتوافق تمامًا مع ما يجب أن يكون عقلهم مسلحًا به؛ وذلك لأنهم بالأحرى مرتبكون ويتبعون الأشياء بطريقة عمياء. عليهم جميعًا أن يفهموا ما يجب أن يدخلوا فيه فهمًا دقيقًا، وعليهم بالتحديد اكتشاف ما ينبغي أن يدخلوا إليه أثناء المحنة (أي أثناء التنقية في الأتون)، وكذلك ما ينبغي أن يتسلحوا به أثناء تجارب النار. لا تخدم دائمًا والديك (أي الجسد) اللذين هما مثل الخنازير والكلاب، بل وأسوأ من النمل والحشرات. ما الطائل من وراء التوجع عليه والتفكير الجاد وتعذيب ذهنك؟ الجسد لا ينتمي لك، لكنه في يَدَي الله، الذي لا يتحكم فيك فقط بل يسيطر أيضًا على الشيطان. (هذا يعني أن الجسد ينتمي في الأصل إلى الشيطان، ولأن الشيطان أيضًا في يدي الله، فلا يمكن أن تُصاغ إلا على هذا النحو. ذلك لأن ذِكرها على هذا النحو أكثر إقناعًا، وهي تشير إلى أن البشر ليسوا تحت ولاية الشيطان تمامًا، لكنهم في يدي الله). أنت تعيش في عذاب الجسد، لكن هل ينتمي الجسد إليك؟ هل يخضع الجسد لسيطرتك؟ لماذا ترهق ذهنك بشأنه؟ لماذا تزعج نفسك بالتضرع إلى الله دون انقطاع من أجل جسدك النتن، الذي أُدين ولُعِنَ منذ أمدٍ بعيد، ودنَّسته أرواح نجسة؟ ما الحاجة إلى التمسك دائمًا بأعوان الشيطان بالقرب من قلبك؟ ألا تقلق من أن يُفسِد الجسد مستقبلك الفعلي وآمالك الرائعة ومصير حياتك الحقيقي؟

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الغرض من تدبير البشرية

اترك رد