القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: التجسُّد | اقتباس 127

83 2020-06-30

فسد جسد الإنسان بفعل إبليس، وأصبح الإنسان أعمى بدرجة عميقة، وتأذى بشدة. السبب الأساسي الذي يجعل الله يعمل شخصيًا في الجسد هو أن هدف خلاصه هو الإنسان، المخلوق من جسد، ولأن إبليس أيضًا يستخدم جسد الإنسان للتشويش على عمل الله. في الواقع إن المعركة مع إبليس هي عمل إخضاع الإنسان، وفي الوقت ذاته، الإنسان أيضًا هو هدف خلاص الله. بهذه الطريقة، فإن عمل الله المُتجسِّد حيوي. أفسد إبليس جسد الإنسان، وأصبح الإنسان تجسيدًا لإبليس، وأصبح هو الهدف الذي سيهزمه الله. بهذه الطريقة، فإن عمل القيام بمعركة مع إبليس وخلاص البشرية يحدث على الأرض، ويجب على الله أن يصير إنسانًا ليقاتل إبليس. هذا عمل ذو طابع عملي لأقصى درجة. حين يعمل الله في الجسد، فإنه يقاتل الشيطان بالفعل في الجسد. حين يعمل في الجسد، فإنه يقوم بعمله في العالم الروحي، ويجعل كل عمله في العالم الروحي واقعيًّا على الأرض. مَنْ يُخضَع هو الإنسان؛ الإنسان الذي يعصي الله؛ ومَنْ يُهزم هو تجسيد إبليس (وهذا بالطبع هو أيضًا الإنسان)، الذي هو في عداوة مع الله، ومَنْ سيخلُص في النهاية هو أيضًا الإنسان. بهذه الطريقة، من الضروري لله أن يصير إنسانًا له مظهر مخلوق خارجي، لكي يكون قادرًا على مصارعة الشيطان في معركة واقعية، وإخضاع الإنسان الذي يعصيه والذي له نفس المظهر الخارجي، ويخلِّص الإنسان الذي له نفس المظهر الخارجي وقد تأذى بفعل إبليس. إن عدوه هو الإنسان، وهدف إخضاعه هو الإنسان، وهدف خلاصه هو الإنسان الذي خلقه. لذلك صار إنسانًا، وبهذه الطريقة، أصبح عمله أكثر سهولةً. هو قادر على هزيمة إبليس وإخضاع البشرية، بالإضافة إلى أنه قادر على تخليص البشرية. ومع أن هذا الجسد عادي وواقعي، إلا أنه ليس الجسد الشائع؛ هو ليس جسدًا إنسانيًا فقط، بل هو جسد إنساني وإلهي معًا. هذا هو اختلافه عن الإنسان، وهي علامة هوية الله. جسد مثل هذا فحسب يمكنه القيام بالعمل الذي ينوي (الله) القيام به، وإتمام خدمة الله في الجسد، وإكمال عمله بالتمام بين البشر. لو لم يكن الأمر كذلك، لكان عمله بين البشر دائمًا أجوفًا ومعيبًا. ومع أن الله يمكنه مصارعة روح إبليس والانتصار، إلا أن الشخصية القديمة للإنسان الفاسد لا يُمكن أن تتبدَّد، والذين يعصون الله ويقاومونه لا يمكنهم أبدًا أن يخضعوا لسيادته، أي، أنه لن يستطيع أبدًا إخضاع البشرية، ورِبحها جمعاء. لو كان عمله على الأرض لا يمكن أن يتم، لما انتهى تدبيره أبدًا، ولما استطاعت البشرية جمعاء أن تدخل إلى الراحة. إن لم يستطع الله أن يدخل إلى الراحة مع كافة مخلوقاته، لما كانت هناك نتيجة أبدًا لهذا العمل التدبيري، وعليه لكان اختفى مجد الله. ومع أنه ليس لجسده سلطان، إلا أن العمل الذي يقوم به سيحقق تأثيره. هذا هو التوجه الحتمي لعمله. بغض النظر عما إذا كان جسده يملك سلطانًا أم لا، طالما أنه قادر على القيام بعمل الله نفسه، فهو الله بذاته. بغض النظر عن كون هذا الجسد عاديًا وطبيعيًّا، يمكنه القيام بالعمل الذي يجب عليه فعله، لأن هذا الجسد هو الله وليس مجرد إنسان. السبب وراء قدرة هذا الجسد على القيام بالعمل الذي لا يقدر إنسان أن يقوم به هو أن جوهره الداخلي لا يشبه جوهر أي إنسان. والسبب وراء إمكانية تخليصه للإنسان هو هويته المختلفة عن هوية أي إنسان. هذا الجسد هام جدًّا للبشرية لأنه إنسان وأيضًا الله، لأنه يستطيع القيام بالعمل الذي لا يستطيع أي إنسان مخلوق من جسد فعله، ولأن بإمكانه تخليص الإنسان الفاسد، الذي يعيش معه على الأرض. ومع أنه مطابق للإنسان، إلا أن الله المتجسد أكثر أهمية للبشرية من أي إنسان ذي قيمة، لأنه يستطيع القيام بالعمل الذي لا يستطيع روح الله القيام به مباشرةً، وهو قادر أكثر من روح الله أن يشهد لله نفسه، وقادر أكثر من روح الله أن يربح البشرية بالتمام. ونتيجةً لذلك، ومع أن هذا الجسد عادي وطبيعي، إلا أن إسهامه للبشرية وأهميته للوجود البشري تجعله أكثر قيمة، ولا يمكن لأي إنسان قياس القيمة والأهمية الحقيقيتين لهذا الجسد. ومع أن هذا الجسد لا يمكنه مباشرةً تدمير إبليس، إلا أن بإمكانه استخدام عمله لإخضاع البشرية وهزيمة إبليس، وجعل إبليس يخضع بالتمام لسيطرته. لأن الله تجسّد، استطاع أن يهزم إبليس ويُخلّص البشرية. إنه لا يدمر إبليس مباشرة، ولكنه يصبح جسدًا للقيام بعمل إخضاع البشرية التي أفسدها إبليس. بهذه الطريقة هو أقدر على أن يشهد لنفسه بين المخلوقات، وأقدر على تخليص الإنسان الفاسد. انتصار الله المُتجسِّد على إبليس يقدم شهادةً أعظم، وهو أكثر إقناعًا من دمار إبليس المباشر من خلال روح الله. الله في الجسد أكثر قدرة على مساعدة الإنسان أن يعرف الخالق، وأكثر قدرة على أن يشهد لنفسه بين المخلوقات.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد

اترك رد