ما تفهمونه اليوم هو أسمى من فهم أي شخص على مدى التاريخ لم يتم تكميله، سواء كانت معرفتكم بالتجارب أو الإيمان بالله، هذه كلها أسمى من مثيلاتها عند أي مؤمن بالله. ما تفهمونه من الأمور هو ما قد عرفتموه قبل خضوعكم لتجارب الظروف (المختلفة)، ولكن مكانتكم الحقيقية لا تتوافق معها تماماً. فما تعرفونه أسمى مما قد وضعتموه قيد التنفيذ. على الرغم من أنكم تقولون إن الناس الذين يؤمنون بالله يجب أن يحبوا الله وألا يسعوا للبركات إنما فقط لإرضاء مشيئته، إلا أن ما هو جليٌّ في حياتكم بعيدٌ كلّ البعد عن هذا وقد تشوّه إلى حدٍّ كبير. يؤمن معظم الناس بالله من أجل السلام والنِعَم الأخرى. فأنت لا تؤمن بالله ما لم يكن ذلك لصالحك، وإذا لم تستطع الحصول على نِعَم الله فستتجهّم. كيف يمكن أن تكون هذه قامتك الحقيقية؟ عندما يتعلق الأمر بحوادث عائلية لا يمكن تجنبها (أطفال يمرضون، أزواجٌ يدخلون المستشفى، غلّة محصولٍ قليلة، اضطهاد أفراد العائلة، وما إلى ذلك)، لا يمكنك تسيير حياتك حتى في هذه الأمور التي غالباً ما تحدث كل يوم. وعندما تحدث مثل هذه الأمور تدخل في حالة ذعر ولا تعرف ما تفعله، وفي معظم الأحيان تشتكي من الله. تشتكي من أن كلمات الله قد خدعتك وأن عمله قد أفسدك. ألا تدور في رأسكم أفكارٌ كهذه؟ هل تعتقدون أن أموراً كهذه نادراً ما تحدث معكم؟ تقضون كل يوم وأنتم تعيشون وسط هذه الأحداث. لا تفكّرون في نجاح إيمانكم بالله وكيفية إرضاء إرادته. قامتكم الحقيقية صغيرة جداً، أصغر حتى من كتكوتٍ صغير. عندما يخسرُ عملُ أزواجكم المالَ تشتكونَ من الله، وعندما تجدونَ أنفُسَكم في وسَطٍ خالٍ من حماية الله تستمرّون بالشكوى من الله. تشتكون حتى عندما يَنفُقُ أحَدُ كتاكيتكم أو تمرضُ بَقَرَةٌ مُسِنّةٌ في الحظيرة. تشتكون عندما يحين الوقتُ ليتزوج ابنُكم ولا تملك عائلتكم ما يكفي من المال. تريدون القيام بواجب الضيافة، ولكنكم لا تملكون كلفته، وعندها تشتكون أيضًا. بطنك مليئة بالشكاوى، وأحياناً لا تذهب بسبب هذا إلى الاجتماعات ولا تأكل أو تشرب كلمات الله، ومن المحتمل أن تشعرَ بالسلبية لفترة طويلة جداً. لا يحدث شيءٌ لك اليوم له علاقة بتطلّعاتك أو مصيرك، فهذه الأشياء ستحدث أيضاً إن لم تكن مؤمناً بالله. ولكنك اليوم تُحَمِّل الله المسؤولية عنها، وتصرّ على القول بأن الله قد أهملك. ماذا عن إيمانك بالله، هل قدمت له حياتك بالفعل؟ ليس بينكم مِمَّن يتبعون الله اليوم من هو قادر على الثبات إذا عانى نفس تجارب أيوب فسوف تسقطون جميعاً. وهناك بكل بساطة الكثير من الاختلاف بينكم وبين أيوب ستجرؤون على إنكار وجود الله إذا تم الاستيلاء على نصف ممتلكاتكم اليوم. وإذا أُخِذَ منكم ابنكم أو ابنتكم فستجولون الشوارع باكين كالمجانين. وإذا وصلت طريقتك الوحيدة في كسب الرزق إلى طريق مسدود، فستناقش الأمر مع الله متسائلاً لماذا ترايَ قلتُ العديدَ من الكلمات في البداية لإخافتك. لا يوجد شيء لا تجرؤون على القيام به في مثل هذه الأوقات. هذا يدل على أنكم لم تروا بالفعل ولا قامة حقيقية لكم. وبالتالي، أنتم تعانون تجارب كثيرة جداً لأنكم تفهمون الكثير جداً، ولكن ما تعرفونه بالفعل لا يصلُ إلى واحد من الألفِ مما تدركوه. لا تتوقّفوا عند الفهم والمعرفة المجرّدة، سترون بشكل أفضل حجم ما تستطيعون ممارسته، وكم من عرق عملكم الشاق قد تحول إلى استنارة وإضاءة من الروح القدس، وكم من ممارساتكم قد أنجزتْ قراراتكم الخاصة. عليك أن تأخذ مكانتك وممارستك على محمل الجد. عندما تكون مؤمناً بالله عليك ألا تفعل شيئاً لمجرد إرضاء الآخرين، فحصولك على المكاسب من عدمها يعتمد على سعيك الخاص.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (3)