حين تُذكر كلمة "دينونة" تفكرون في الكلمات التي قالها يهوه لكافة الأماكن وكلمات التوبيخ التي قالها يسوع للفريسيين. وعلى الرّغم من حِدَّتِها، لا تُعتبر هذه الكلمات دينونة من الله على الإنسان، إنما كانت فقط كلمات قالها في بيئات متنوّعة أي في أوضاع مختلفة؛ هذه الكلمات ليست مثل الكلمات التي سيتفوّه بها المسيح وهو يدين الإنسان في الأيام الأخيرة. في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مواليًا لله، وكيف يجب أن يحيا بطبيعة بشرية بالإضافة إلى حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة لجوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله، تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. عند قيام الله بعمل دينونته، لا يوضِّح ببساطةٍ طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الإستيعاض عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يقتنيه الإنسان على الإطلاق. تعتبر الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة ومن خلال هذه الدينونة وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكن للإنسان نفسه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما ويسمح للإنسان أيضًا بمعرفة طبيعته الفاسدة وإدراكها وجذور فساده إلى جانب اكتشاف قبح الإنسان. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو عمل إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا العمل هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله. إن كنتم لا تعتبرون هذه الحقائق ذات أهمية وتفكرون دائمًا في تجنُّبها أو إيجاد طريق بعيد عنها، دعوني أقول لكم إنكم خطاة بشعون. إن كان لديكم إيمان بالله، ولا تسعون لمعرفة حق الله أو مشيئته ولا تحبون الطريق الذي يقرِّبكم إلى الله، فدعوني أقول لكم إنكم تحاولون التهرُّب من الدينونة، وإنكم ألعوبة وخائنون تهربون من العرش العظيم الأبيض. الله لا يعفو عن أي متمرّد هارب من وجهه، فأولئك ينالون عقابًا أكثر شدة. أما الذين يأتون أمام الله للدينونة، وقد تطّهروا بالأكثر، سيحيون في ملكوت الله إلى الأبد. بالطبع سيحدث هذا الأمرُ في المستقبل.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق
المقطع الأول
في الأيام الأخيرة، يستخدم المسيح العديد من الحقائق ليُعلّم الإنسان، وليكشف جوهره، وليتفحّص الكلمات والأفعال.
المقطع الثاني
يحوي كلام المسيح حقائق عدَّة عن واجب الإنسان وكيف يخلص لله ويطيعه، ويعيش بالطبيعة البشرية، عن شخصية الله وحكمته، وأشياء أكثر.
المقطع الثالث
وموجَّهٌ هذا الكلام لجوهر وفساد الإنسان، يُظهر رفض الإنسانِ لله، وتجسيد الإنسان للشيطانِ، وخصومته مع الله.
القرار
عمل الدينونة يحقق فهم الإنسان لهويّة الله، وحقيقة عصيان الإنسان. يسمح بفهم مشيئة الله، والهدف من عمله، وغموض أسراره، ويوضّح جوهره الفاسد، وجذور فساده، ويكشف قبحه.
المقطع الرابع
ليس بكلمات قليلة يوضّح الله طبيعةَ الإنسانِ، بل بمرور الأزمان يكشفه، يتعامل معه، يهذبه خلال عمله، كل عمل الدينونة.
المقطع الخامس
الكلمات العادية لا تحل مكان هذه الطرق، بل الحق فقط الذي لا يملكه الإنسان. هذه الطرق هي دينونة، تُعرّف الإنسان الله، وتخضعه، وتقنعه بالخضوع لله.
القرار
عمل الدينونة يحقق فهم الإنسان لهويّة الله، وحقيقة عصيان الإنسان. يسمح بفهم مشيئة الله، والهدف من عمله، وغموض أسراره، ويوضّح جوهره الفاسد، وجذور فساده، ويكشف قبحه.
الخاتمة
عمل الدينونة يحقق ذلك، إذ يظهر حق الله، وطريقه، وحياته لكل المؤمنين به. هذا هو عمل دينونة الله.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"