الله ليس مُجرّد إله شعبه المختار. أنت تتبع الله الآن، وهو إلهك، ولكن بالنسبة لمن هم خارج الشعب الذين يتبع الله، هل الله إلههم؟ هل الله إله جميع الناس خارج من يتبعونه؟ (نعم). إذًا هل الله إله جميع الأشياء؟ (نعم). إذًا هل يُؤدّي الله عمله ويُجري أفعاله فقط على من يتبعونه؟ (لا). فنطاق عمله هو الكون بأكمله. من المنظور الجزئيّ، نطاقه جميع البشر وبين جميع الأشياء. ومن المنظور الكُلّيّ، فإن نطاقه الكون كلّه. ولذلك يمكننا القول إن الله يُؤدّي عمله ويُجري أفعاله بين جميع البشر. وهذا يكفي للسماح للناس بمعرفة كلّ شيءٍ عن الله نفسه. إذا أردت معرفة الله والتعرّف إليه وفهمه حقًّا، فلا تتقيّد فقط بالمراحل الثلاث لعمل الله، ولا تتقيّد بقصص عمل الله الذي سبق وأجراه. إذا حاولت أن تعرفه بهذه الطريقة، فأنت تحصر الله في حدٍّ مُعيّن. وترى الله غير مُهمٍّ بالمرّة. ما التأثيرات التي سوف تجلبها عليك هذه العواقب؟ لن تتمكّن أبدًا من معرفة إعجاز الله وسيادته، ولن تتمكّن أبدًا من معرفة قوّة الله وكُلّيّة قدرته ونطاق سلطانه. ومثل هذا الفهم سوف يُؤثّر على قدرتك على قبول الحقّ بأن الله حاكم جميع الأشياء، بالإضافة إلى معرفتك بهويّة الله الحقيقيّة ومكانته. وهذا يعني أنه إذا كان فهمك لله محدودًا في نطاقه، فإن ما يمكنك الحصول عليه محدودٌ أيضًا. ولهذا يتعيّن عليك توسيع النطاق وفتح آفاقك. سواء كان الأمر يرتبط بنطاق عمل الله أو بتدبير الله أو بحكم الله أو بجميع الأشياء التي يحكمها الله ويُدبّرها، يجب أن تعرف هذا كلّه وتعرف أعمال الله فيه. ومن خلال هذه الطريقة للفهم، سوف تشعر دون وعيٍ أن الله يحكم جميع الأشياء ويُدبّرها ويُزوّدها. وفي الوقت نفسه، سوف تشعر حقًّا أنك جزءٌ من جميع الأشياء وعضوٌ في جميع الأشياء. فيما يُزوّد الله جميع الأشياء، فإنك تقبل أيضًا حكم الله وإمداده. هذه حقيقةٌ لا يمكن لأحدٍ إنكارها. تخضع جميع الأشياء لقوانينها الخاصّة، والتي تخضع بدورها لحكم الله، وجميع الأشياء لها قانونها الخاصّ للبقاء، والذي يخضع أيضًا بدوره لحكم الله، بينما يرتبط مصير البشر وما يحتاجون إليه أيضًا ارتباطًا وثيقًا بحكم الله وإمداده. ولهذا السبب، تحت سيادة الله وحكمه، فإن البشر وجميع الأشياء مترابطون ومتكاتفون ومتشابكون. هذا هو الهدف والقيمة وراء خلق الله لجميع الأشياء.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ح)