يرتبط تناسخ أيَّة نفسٍ والدور الذي تُؤدِّيه في هذه الحياة والعائلة التي تولد فيها وطبيعة حياتها ارتباطًا وثيقًا بحياتها الماضية. يأتي جميع أنواع الناس إلى عالم الإنسان، وتختلف الأدوار التي تُؤدِّيها مثلما تختلف المهام التي تُنفِّذها. وما هذه المهام؟ يأتي بعض الناس لسداد دينٍ ما: إن كانوا يدينون لآخرين بمبالغ كبيرة في حياتهم السابقة، فإنهم يأتون لسداد دينٍ في هذه الحياة. وفي الوقت نفسه، جاء بعض الناس لتحصيل دينٍ ما: لقد تعرَّضوا للنصب من أشياء كثيرة ودفعوا مبالغ طائلة في حياتهم السابقة، وهكذا بعد وصولهم إلى العالم الروحيّ سوف يمنحهم العالم الروحيّ العدالة ويسمح لهم بتحصيل ديونهم في هذه الحياة. لقد أتى بعض الناس لسداد دين امتنانٍ: فخلال حياتهم السابقة – قبل أن يموتوا – تعامل شخصٌ ما بلطفٍ معهم، وفي هذه الحياة سُنِحَت لهم فرصةٌ كبيرة للتناسخ ومن ثمَّ يولدون من جديدٍ لسداد دين الامتنان هذا. وفي الوقت نفسه، وُلِدَ آخرون في هذه الحياة للمطالبة بالحياة. وحياة مَنْ التي يطالبون بها؟ حياة الشخص الذي قتلهم في حياتهم السابقة. باختصارٍ، تحمل الحياة الحاضرة لكُلّ شخصٍ علاقةً قوّيَّة بحياته السابقة، وهي مرتبطةٌ ارتباطًا وثيقًا. يعني هذا أن الحياة الحاضرة لكُلّ شخصٍ تتأثَّر تأثُّرًا كبيرًا بحياته السابقة. مثال ذلك، قبل أن يموت "تشانغ" خدع "لي" بمبلغٍ كبير من المال. هل يدين "تشانغ" بدينٍ من "لي"؟ بما أنه يدينه بدينٍ، هل من الطبيعيّ أن يُحصِّل "لي" دينه من "تشانغ"؟ وهكذا، بعد أن يموتا، يوجد دينٌ ينبغي تسويته فيما بينهما. عندما يتناسخان ويصبح "تشانغ" إنسانًا، كيف يُحصِّل "لي" دينه منه؟ إحدى الوسائل هي أن يُحصِّل "لي" دينه بأن يولد من جديدٍ كابنٍ "لتشانغ"، يربح "تشانغ" الكثير من المال و"لي" يهدره. بغضّ النظر عن مقدار المال الذي يربحه "تشانغ"، فإن ابنه "لي" "يساعده" بإنفاقه. مهما كان المبلغ الذي يربحه "تشانغ"، فإنه لا يكفي أبدًا، وفي الوقت نفسه، فإن ابنه لسببٍ ما دائمًا ما ينفق أموال والده بطُرقٍ ووسائل مختلفة. يندهش "تشانغ" متسائلاً: "لماذا كان ابني يجلب النحس دائمًا؟ لماذا أبناء الناس الآخرين في منتهى الروعة؟ لماذا لا يملك ابني طموحًا؟ ولماذا هو عديم الفائدة وغير قادرٍ على كسب أيَّة أموالٍ؟ لماذا يجب عليَّ دعمه دائمًا؟ سوف أدعمه طالما وجب عليَّ ذلك، ولكن لماذا يريد دائمًا المزيد من المال مهما أعطيته؟ لماذا لا يستطيع أن يعمل يومًا واحدًا بأمانةٍ، ولكنه سيفعل أي شيء من تسكع وأكل وشرب ودعارة ومقامرة؟ ما الذي يحدث؟" ثم يُفكِّر "تشانغ" قليلاً متسائلاً: "ربَّما كان عليَّ دينٌ له في الحياة الماضية. سوف أدفعه! لن ينتهي هذا ما لم أدفعه بالكامل!" قد يأتي اليوم الذي يكون فيه "لي" قد استردّ فيه دينه بالفعل، وعندما يكون في سنّ الأربعين أو الخمسين سوف يأتي يومٌ يرجع فيه فجأةً إلى رشده قائلاً: "إنني لم أعمل عملاً حسنًا واحدًا خلال النصف الأوَّل من حياتي! لقد أهدرتُ جميع الأموال التي ربحها والدي – يجب أن أكون شخصًا جيِّدًا! سوف أُقوِّي نفسي: سوف أكون شخصًا صادقًا وأعيش بطريقةٍ صحيحة ولن أُسبِّب الحزن لأبي مرَّةً أخرى!" لماذا يُفكِّر هكذا؟ لماذا يتغيَّر للأفضل فجأةً؟ هل يوجد سببٌ لهذا؟ ما السبب؟ (لأن "لي" حصَّل دينه؛ لقد سدَّد "تشانغ" الدين الذي كان يدين به). يوجد في هذا سببٌ وتأثير. بدأت القصَّة منذ وقتٍ طويل جدًّا، قبل أن يُولد الاثنان، أُحضرت قصَّة حياتهما الماضية هذه إلى حياتهما الحاضرة، ولا يمكن لأحدٍ أن يلوم الآخر. بغضّ النظر عمَّا علَّمه "تشانغ" لابنه، فإن ابنه لم يستمع قطّ ولم يعمل يومًا واحدًا بأمانةٍ – ولكن في يوم سداد الدين لم تكن توجد حاجةٌ لتعليمه؛ فلقد فهم الابن بطريقة طبيعيّة. هذا مثالٌ بسيط. هل توجد العديد من الأمثلة الأخرى؟ (نعم). وماذا يُخبِر هذا الناس؟ (أنه يجب أن يكونوا صالحين ويجب ألَّا يفعلوا الشرّ). ألَّا يفعلوا أيّ شرٍّ وأنه سوف يوجد قصاصٌ لأفعالهم الشرِّيرة! يرتكب معظم غير المؤمنين الكثير من الشرّ، وقد قوبلت أفعالهم الشرِّيرة بالقصاص، أليس كذلك؟ ولكن هل هذا القصاص تعسفيٌّ؟ كُلّ ما يُقابَل بالقصاص له خلفيَّةٌ وسببٌ. هل تعتقد أن شيئًا لن يحدث لك بعد أن تغشّ شخصًا ما بالمال؟ وبعد أن تغشّه بالمال، هل تعتقد أن لن توجد أيَّة عواقب عليك بعد أن تكون قد أخذت ماله؟ سوف يكون ذلك مستحيلاً، وسوف توجد عواقب! بغضّ النظر عن الشخص، أو ما إن كان يؤمن أو لا يؤمن بوجود إلهٍ، ينبغي على كُلّ شخصٍ تحمُّل المسؤوليَّة عن سلوكه وتحمُّل عواقب أفعاله. فيما يتعلَّق بهذا المثال البسيط – أي معاقبة "تشانغ" واسترداد "لي" لماله – أوليس هذا بعدل؟ عندما يفعل الناس أشياء كهذه، توجد مثل هذه النتيجة. إنها غير منفصلةٍ عن إدارة العالم الروحيّ. أولئك الذين لا يؤمنون بالله، ومع كونهم غير مؤمنين، إلا أن وجودهم يخضع لقراراتٍ ومراسيم سماويَّة بحيث لا يمكن لأحدٍ أن يفلت منها ولا يمكن لأحدٍ أن يتجنَّب هذا الواقع.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ي)