القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 196

225 2020-10-24

التالي هو دورة حياة وموت عاملي الخدمة. تحدثنا للتو عن أصول عاملي الخدمة: أي تناسخوا من غير المؤمنين والحيوانات في حياتهم السابقة. مع وصول المرحلة الأخيرة من العمل، اختار الله من غير المؤمنين مجموعةً من مثل هؤلاء الناس، وهي مجموعةٌ خاصَّة. وهدف الله في اختيار مثل هؤلاء الناس هو أن يخدموا عمله. "الخدمة" ليست كلمةً رنَّانة، وليست شيئًا يمكن لأيّ واحدٍ الميل تجاهه، ولكن يجب أن ننظر مَنْ الذي تستهدفه. توجد أهميَّةٌ خاصَّة لوجود عاملي الخدمة الذين يخدمون الله. لا يمكن لأحدٍ آخر أن يُؤدِّي دورهم لأن الله اختارهم. وما دور عاملي الخدمة هؤلاء؟ خدمة شعب الله المختار. يتمثَّل دورهم بصفةٍ رئيسيَّة في خدمة عمل الله والتعاون مع عمل الله والتعاون مع تكميل الله لشعبه المختار. بغضّ النظر عمَّا لو كانوا يعملون أو يُؤدّون بعض الأعمال أو يضطلعون بمهامٍ مُعيَّنة، ما مطلب الله من هؤلاء الناس؟ هل هو صارمٌ في مُتطلَّباته منهم؟ (كلا، فالله يطلب منهم أن يكونوا مخلصين). ينبغي أن يكون عاملو الخدمة أيضًا مخلصين. بغضّ النظر عن أصولك أو سبب اختيار الله لك، ينبغي أن تكون مخلصًا لله، ومخلصًا لما يطلبه الله منك، وكذلك للعمل الذي تكون مسؤولاً عنه والواجب الذي تُؤدِّيه. إن استطاع عاملو الخدمة أن يكونوا مخلصين وأن يرضوا الله، فماذا ستكون نهايتهم؟ سوف يكونون قادرين على البقاء. هل هي بركة أن يكون المرء عامل خدمةٍ يبقى؟ ما معنى أن يبقى؟ ماذا تعني هذه البركة؟ من حيث الحالة، يبدو أنهم غير شعب الله المختار، يبدو أنهم مختلفون. ومع ذلك، أليس في الواقع ما يتمتَّعون به في هذه الحياة هو نفسه ما يتمتع به شعب الله المختار؟ على أقلّ تقديرٍ، فإنه هو نفسه في هذه الحياة. أنتم لا تنكرون هذا، أليس كذلك؟ أقوال الله، ونعمة الله، وعطية الله، وبركات الله – من لا يتمتَّع بهذه الأشياء؟ يتمتَّع الجميع بمثل هذه الوفرة. إن هويَّة عامل الخدمة هي عامل الخدمة، ولكن في نظر الله، فإنه واحدٌ من بين جميع الأشياء التي خلقها – وببساطةٍ فإن دوره هو دور عامل الخدمة. وبصفته واحدًا من مخلوقات الله، هل يوجد اختلافٌ بين عامل الخدمة وشعب الله المختار؟ في الواقع، لا يوجد. من الناحية الاسميَّة، يوجد اختلافٌ، ومن حيث الجوهر يوجد اختلافٌ، ومن حيث الدور الذي يُؤدِّيه يوجد اختلافٌ، ولكن الله لا يتحيّز ضدّ هؤلاء الناس. فلماذا يُعرَّف هؤلاء الأشخاص على أنهم عاملو خدمةٍ؟ يجب أن تفهموا هذا. يأتي عاملو الخدمة من بين غير المؤمنين. والإشارة إلى غير المؤمنين تُخبِرنا بأن ماضيهم سيءٌ: إنهم جميعًا ملحدون، ففي الماضي كانوا ملحدين إذ لم يؤمنوا بالله وكانوا معادين لله وللحقّ وللأمور الإيجابيَّة. لم يؤمنوا بالله ولم يؤمنوا بوجود إلهٍ، فهل هم قادرون إذًا على فهم كلمات الله؟ من الإنصاف القول بأنهم لا يقدرون إلى حدٍّ كبير على ذلك. فكما أن الحيوانات غير قادرةٍ على فهم الكلمات البشريَّة، لا يفهم عاملو الخدمة ما يقوله الله وما يطلبه وسبب وضعه مثل هذه المُتطلَّبات – إنهم لا يفهمون، فهذه الأشياء غير مفهومةٍ لهم ويبقون غير مستنيرين. ولهذا السبب، لا يملك هؤلاء الناس الحياة التي تحدَّثنا عنها. وبدون الحياة، هل يستطيع الناس فهم الحقّ؟ هل هم مُجهَّزون بالحقّ؟ هل هم مُجهَّزون باختبار كلام الله ومعرفته؟ (كلا). هذه هي أصول عاملي الخدمة. ولكن بما أن الله يجعل هؤلاء الأشخاص عاملي خدمةٍ، لا تزال توجد معايير لمُتطَّلباته منهم؛ فهو لا يحتقرهم ولا يتعامل معهم بلا مبالاةٍ. مع أنهم لا يفهمون كلامه، وأنهم بلا حياةٍ، لا يزال الله لطيفًا معهم ولا تزال توجد معايير لمُتطَّلباته. لقد تحدَّثتم للتوّ عن هذه المعايير: أن يكون المرء مخلصًا لله وأن يفعل ما يقوله. ينبغي عليك في خدمتك أن تخدم عند الحاجة، وينبغي أن تخدم حتَّى النهاية. وإن استطعت أن تكون عامل خدمةٍ مخلصًا، واستطعت أن تخدم إلى النهاية، واستطعت إكمال المُهمَّة التي عيَّنك لها الله بالتمام، فعندئذٍ سوف تعيش حياةً لها قيمةٌ، وبذلك سوف تكون قادرًا على البقاء. إن بذلتَ جهدًا أكبر قليلاً، وإن حاولتَ بجدّيِّةٍ أكبر، وتمكَّنتَ من مضاعفة مساعيك لمعرفة الله، واستطعتَ التحدُّث قليلاً عن معرفة الله، واستطعتَ الشهادة لله، وبالإضافة إلى ذلك، إن استطعتَ أن تفهم قدرًا من مشيئة الله، واستطعتَ التعاون في عمل الله، وأدركتَ إلى حدٍّ ما مشيئة الله، فعندئذٍ سوف تحصل أنت، باعتبارك عامل الخدمة، على تغييرٍ في الحظّ. وماذا سيكون هذا التغيير في الحظّ؟ لن تكون قادرًا ببساطةٍ على البقاء. بناءً على سلوكك وتطلُّعاتك الشخصيَّة وسعيك، سوف يجعلك الله واحدًا من المختارين. سوف يكون هذا هو التغيير الذي يطرأ عليك في الحظّ. من جهة عاملي الخدمة، ما أفضل شيءٍ بخصوص هذا؟ أنه من الممكن أن يصبح عامل الخدمة واحدًا من شعب الله المختار. إن أصبح واحدًا من شعب الله المختار، فذلك يعني أنه لا يعود يتناسخ كحيوانٍ مثل غير المؤمن. هل ذلك جيِّدٌ؟ إنه جيِّدٌ وخبرٌ سارّ. يعني هذا أن عاملي الخدمة يمكن تشكيلهم. إن الأمر لا يعني أن عامل الخدمة سوف يفعل ذلك إلى الأبد عندما يسبق الله ويعيّنه للخدمة؛ لا يكون الأمر بالضرورة كذلك. سوف يتعامل الله معه بناءً على سلوكه الفرديّ بطريقةٍ مختلفة ويستجيب له بطريقةٍ مختلفة.

ولكن يوجد عاملو خدمةٍ غير قادرين على العمل حتَّى النهاية؛ فخلال خدمتهم، يوجد مَنْ يستسلم في منتصف الطريق ويترك الله، ويوجد مَنْ يفعل الكثير من الأشياء السيِّئة، وحتَّى أولئك الذين يتسبَّبون في ضررٍ جسيم لعمل الله ويُلحِقون به ضررًا كبيرًا، حتَّى أنه يوجد عاملو خدمةٍ يُجدِّفون على الله، إلى غير ذلك – وماذا تعني هذه العواقب غير القابلة للعلاج؟ أيَّة أعمالٍ شرِّيرة كهذه سوف تعني إنهاء خدمتهم. بما أن سلوكك أثناء خدمتك كان سيِّئًا للغاية، ولأنك تجاوزت حدودك، عندما يرى الله أن خدمتك دون المستوى، فسوف يُجرِّدك من أهليَّتك للخدمة، ولن يدعك تخدم، وسوف يبعدك من أمام عينيه ومن بيت الله. ألا تريد ألَّا تخدم؟ ألا تريد دائمًا أن تفعل الشرّ؟ ألستَ خائنًا على الدوام؟ يوجد إذًا حلٌّ سهل: سوف تُجرَّد من أهليَّتك للخدمة. يعتبر الله أن تجريد عامل خدمةٍ من أهليَّته للخدمة يعني أن عامل الخدمة هذا قد أُعلِنت نهايته ولن يكون مُؤهَّلاً لخدمة الله فيما بعد، وأن الله ليس بحاجةٍ إلى مزيدٍ من خدمته، وأنه بغضّ النظر عن الأشياء اللطيفة التي يقولها فإن هذه الكلمات سوف تكون عبثًا. عندما تكون الأمور قد وصلت إلى هذه النقطة، سوف يصبح هذا الوضع غير قابلٍ للإصلاح؛ فلن يكون أمام عاملي الخدمة الذين هم على هذه الشاكلة طريقٌ للرجوعٍ. وكيف يتعامل الله مع عاملي الخدمة الذين على هذه الشاكلة؟ هل يمنعهم من الخدمة وحسب؟ كلا. هل يمنعهم من البقاء وحسب؟ أم يتجاهلهم وينتظر أن يرجعوا؟ لا يفعل ذلك. لا يُحبّ الله في الواقع عاملي الخدمة كثيرًا. إن كان للشخص موقف كهذا في خدمته لله، فإن الله، نتيجةً لهذا الموقف، سوف يُجرِّده من أهليَّته للخدمة وسوف يطرحه مرَّةً أخرى بين غير المؤمنين. وما مصير عامل الخدمة الذي يُطرَح بين غير المؤمنين؟ إنه مصير غير المؤمنين نفسه: التناسخ كحيوانٍ وملاقاة عقاب غير المؤمنين في العالم الروحيّ. ولن تكون لله مصلحةٌ شخصيَّة في عقابه لأنه لم تعد له أيَّة علاقةٍ بعمل الله. هذه ليست نهاية حياة إيمانه بالله فحسب، بل أيضًا نهاية مصيره، أي إعلان مصيره. ولذلك، إن خدم عاملو الخدمة بطريقةٍ سيِّئةٍ، فسوف يكون عليهم تحمُّل العواقب بأنفسهم. وإن كان عامل الخدمة غير قادرٍ على الخدمة حتَّى النهاية، أو جُرِّدَ من أهليَّته من الخدمة في منتصف الطريق، فسوف يُطرَح بين غير المؤمنين، وإن طُرِحَ بين غير المؤمنين، فسوف يتمّ التعامل معه بالطريقة نفسها التي يتمّ بها التعامل مع الماشية، وبالطريقة نفسها التي يتمّ بها التعامل مع الناس الذين يفتقدون إلى العقل أو العقلانيَّة. أنت تفهم عندما أُعبِّر عن المسألة هكذا، أليس كذلك؟

ما ورد آنفًا هو تعامل الله مع دورة حياة وموت شعبه المختار وعاملي الخدمة. كيف تشعرون بعد أن سمعتم هذا؟ هل سبق وتحدَّثتُ عن الموضوع الذي تحدَّثتُ عنه للتوّ، أي موضوع شعب الله المختار وعاملي الخدمة؟ لقد تحدَّثتُ بالفعل، ولكنكم لا تتذكَّرون. الله بارٌّ تجاه شعبه المختار وتجاه عاملي الخدمة. إنه بارٌّ في جميع النواحي، أليس كذلك؟ هل يمكنك أن تجد خطأً ما في أيّ مكانٍ؟ هل يوجد أناسٌ يقولون: "لماذا يتسامح الله للغاية تجاه المختارين؟ ولماذا لا يتسامح إلا بالكاد مع عاملي الخدمة؟" هل يريد أحدٌ أن يدافع عن عاملي الخدمة؟ "هل يستطيع الله أن يمنح عاملي الخدمة المزيد من الوقت وأن يكون أكثر تسامحًا وتساهلاً تجاههم؟" هل هذه الكلمات صحيحةٌ؟ (كلا، إنها ليست كذلك). ولماذا ليست صحيحة؟ (لأنه قد أُظهِرَ لنا الإحسان بالفعل بأن أصبحنا عاملي خدمةٍ). لقد أُظهِرَ الإحسان بالفعل لعاملي الخدمة بالسماح لهم بالخدمة! بدون مصطلح "عاملي الخدمة" وبدون عمل عاملي الخدمة، أين سيكون عاملو الخدمة هؤلاء؟ بين غير المؤمنين، الذين يعيشون ويموتون مع الماشية. يا للنِعَم العظيمة التي ينعمون بها اليوم بالسماح لهم بأن يمثلوا أمام الله ويأتوا إلى بيت الله! هذه نعمةٌ كبرى! لو لم يكن الله قد منحكَ فرصةً للخدمة، لما كانت لك أيَّة فرصةٍ للمثول أمام الله. أقل ما يمكن أن يقال إنه حتَّى إن كنتَ شخصًا بوذيًّا وحقَّقتَ الإثمار، فأنت على الأكثر ساعٍ في العالم الروحيّ؛ ولن تقابل الله أبدًا أو تسمع صوته أو تسمع كلامه أو تشعر بمَحبَّته وبركاته لك، ولن تتمكَّن أبدًا من أن تراه وجهًا لوجهٍ. الشيء الوحيد المتاح للبوذيّين هو القيام بمهامٌ بسيطة. لا يمكنهم بأيّة حال أن يعرفوا الله، ويكتفون بالامتثال والطاعة العمياء، بينما يكتسب عاملو الخدمة الكثير خلال هذه المرحلة من العمل! أوَّلاً، يمكنهم أن يتقابلوا وجهًا لوجهٍ مع الله، وأن يسمعوا صوته وأن يسمعوا كلامه وأن يختبروا النِعَم والبركات التي يمنحها للناس. بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم التمتُّع بالكلمات والحقائق التي يُقدِّمها الله. إنهم يكتسبون الكثير جدًّا حقًّا! إن لم تستطع إذًا كعامل خدمةٍ أن تبذل حتَّى الجهد الصحيح، فهل سيستمرّ الله في إبقائك؟ لا يمكنه أن يبقيك. لا يطلب منك الكثير، لكنك لا تفعل أيّ شيءٍ يطلبه بطريقة صحيحة، ولم تلتزم بواجبك – وهكذا، من دون شكٍّ، لا يمكن أن يبقيك الله. هذه هي شخصيَّة الله البارَّة. الله لا يُدلِّلك ولا يتحيِّز ضدَّك أيضًا. هذه هي المبادئ التي يعمل الله بموجبها. يعمل الله هكذا تجاه جميع الناس والمخلوقات.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (ي)

اترك رد