إن العمل الآن على أحفاد مؤاب هو لخلاص أولئك الذين سقطوا في أكثر الظلمات حلكة. على الرغم من أنهم كانوا ملعونين، فإن الله يرغب في ربح المجد منهم؛ هذا لأنهم في البداية كانوا جميعًا أشخاصًا تفتقر قلوبهم إلى وجود الله فيها – فالإخضاع الحقيقي هو جعلُ أولئك الذين يفتقرون إلى وجود الله في قلوبهم يطيعون الله ويحبونه، وثمرة عمل كهذا هي الأكثر قيمة وإقناعًا. هكذا فقط يكون ربح المجد – هذا هو المجد الذي يريد الله أن يربحه في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من أن مستوى هؤلاء الأشخاص متدنٍ، فإن كونهم قادرون الآن على نيل مثل هذا الخلاص العظيم هو حقًّا ترقية من الله. لهذا العمل مغزى كبير، فالله يربح هؤلاء الأشخاص من خلال الدينونة. فهو لا يقصد معاقبتهم بل تخليصهم. لو كان لا يزال مستمرًا بعمل الإخضاع في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، لكان ذلك من دون جدوى؛ فحتى لو أثمر، لما كانت له أي قيمة أو أي أهمية كبيرة، ولن يكون قادرًا على ربح كل المجد. إنه يعمل عليكم، أي أولئك الذين وقعوا في أحلك الأماكن، والذين هم الأكثر تخلفًا. هؤلاء الناس لا يعترفون بوجود إله ولم يعرفوا أبدًا أنه يوجد إله. لقد أفسد الشيطان هذه المخلوقات إلى درجة أنها نسيت الله. لقد أعماها الشيطان وهي لا تعرف على الإطلاق أن هناك إلهًا في السماء. في قلوبكم، تعبدون جميعًا الأصنام، وتعبدون الشيطان، ألستم الأكثر وضاعة والأكثر رجعية من بين الناس؟ أنتم الأكثر وضاعة من بين البشر، وتفتقرون إلى أي حرية شخصية، وتعانون أيضًا من الضيقات. أنتم أيضًا الأدنى مستوى في هذا المجتمع، ولا تتمتعون حتى بحرية الإيمان، وهنا تكمن أهمية العمل عليكم. العمل عليكم اليوم، أنتم أحفاد مؤاب، لا يُقصد منه إذلالكم، بل كشف أهمية العمل. إنها ترقية كبيرة لكم. إن كان شخص ما يتمتع بالعقل والبصيرة، فسيقول: "أنا من ذرّية مؤاب، ولا أستحق حقًا أن أنال مثل هذه الترقية أو النِّعَم العظيمة التي منَّ بها الله عليّ اليوم. في كل ما أفعله وأقوله، واستنادًا إلى مكانتي وقيمتي، أنا لا أستحق مطلقًا مثل هذه النعم العظيمة من الله. يكنّ بنو إسرائيل حبًّا كبيرًا لله، وهو الذي منحهم النعمة التي يتمتعون بها، ولكن مكانتهم أعلى بكثير من مكانتنا؛ فقد كان إبراهيم مُخلصًا جدًّا ليهوه، وكان بطرس مُخلصًا جدًا ليسوع، وقد تجاوز إخلاصهما إخلاصنا بمائة مرة، واستنادًا إلى أفعالنا، نحن لا نستحق مطلقًا أن نتمتع بنعمة الله". ببساطة لا يمكن عرض خدمة هؤلاء الناس في الصين أمام الله على الإطلاق. إنها فوضى كاملة؛ تمتعكم الآن بالكثير من نعمة الله هو ترقية بحتة من الله! فمتى سعيتم إلى عمل الله؟ ومتى ضحيتم بحياتكم من أجل الله؟ ومتى تخليتم عن عائلتكم ووالديكم وأولادكم؟ لم يدفع أي منكم ثمنًا باهظًا! لو لم يُظهرك الروح القدس، فكم من بينكم كان ليتمكن من التضحية بكل شيء؟ لقد اتبعتموني حتى اليوم تحت القوة والإكراه فحسب. أين تفانيكم؟ أين طاعتكم؟ فاستنادًا إلى أفعالكم، كان يُفترض أن تكونوا قد دُمرتم منذ فترة طويلة – بل مُسحتم جميعًا بشكل كامل. ما الذي يؤهلكم للتمتع بمثل هذه النِعم العظيمة؟ أنتم لا تستحقونها مطلقًا! من منكم شق طريقه الخاص؟ من منكم وجد الطريق الصحيح بنفسه؟ جميعكم كسالى ونهمون، وبائسون يبحثون عن الراحة! أتعتقدون أنكم عظماء؟ ماذا لديكم لتتباهوا به؟ حتى لو تجاهلنا أنكم من ذرّية مؤاب، فهل طبيعتكم أو مسقط رأسكم من أرفع طراز؟ وحتى بتجاهل أنكم ذرّيته، ألستم جميعًا من ذرية مؤاب بكل معنى الكلمة؟ هل يمكن تغيير حقيقة الوقائع؟ هل يشوه كشف طبيعتكم الآن حقيقة الوقائع؟ انظروا إلى خنوعكم، وإلى حيواتكم، وشخصياتكم – ألا تعرفون أنكم الأدنى بين أدنى البشر مستوى؟ بماذا تتباهون؟ انظروا إلى مركزكم في المجتمع. ألستم في أدنى مستوى؟ أم تعتقدون أنني أخطأت في الكلام؟ لقد قدَّمَ إبراهيم اسحق، فما الذي قدمتموه أنتم؟ وقدَّم أيّوب كل شيء، فما الذي قدّمتموه أنتم؟ قدّم أشخاص كثيرون حيواتهم، وضحّوا بأرواحهم، وسفكوا دمائهم من أجل السعي وراء الطريق الصحيح. هل دفعتم هذا الثمن؟ على سبيل المقارنة، أنتم لستم مؤهلين على الإطلاق للتمتع بمثل هذه النعمة العظيمة، أمن الظلم لكم أن تقولوا اليوم إنكم من ذرّية مؤاب؟ لا تتفاخروا كثيرًا فليس لديكم شيء تتفاخرون به. يُمنح لكم هذا الخلاص والنعمة العظيمان مجانًا، فأنتم لم تضحوا بشيء، ومع ذلك تتمتعون بالنعمة مجانًا. ألا تشعرون بالخجل؟ هل بحثتم عن هذا الطريق الصحيح ووجدتموه بأنفسكم؟ ألم يكن الروح القدس هو الذي أجبركم على قبوله؟ لم تكن لديكم مطلقًا قلوب محبة للسعي، وبشكل خاص، لم تملكوا قلوبًا تحب السعي إلى الحق وتتوق إليه. كل ما فعلتموه هو الاستلقاء والتمتع به، وربحتم هذا الحق دون بذل أي جهد. أي حق لديكم لتتذمروا؟ أتعتقدون أن قيمتكم عظيمة؟ مقارنة مع أولئك الذين ضحوا بحيواتهم وسفكوا دماءهم، ممَّ تشتكون؟ سيكون تدميركم الآن صحيحًا وطبيعيًّا! لا خيار لديكم سوى أن تطيعوني وتتبعوني، فببساطة لا قيمة لكم! تم استدعاء معظمكم، ولكن لو لم تجبركم البيئة أو لو لم يتم استدعاؤكم، فما كنتم لترغبوا أبدًا في الظهور. من على استعداد لتحمل مثل هذا التخلي؟ من يرغب في التخلي عن ملذات الجسد؟ أنتم جميعًا أناس يتمتعون بالراحة بجشع ويسعون وراء حياة مترفة! لقد ربحتم هذه النِعم العظيمة – ماذا لديكم لتقولوه؟ أي شكاوى لديكم؟ لقد سُمح لكم بالتمتع بأعظم البركات وأعظم نعمة في السماء، وقد كُشف لكم اليوم عن عمل لم يسبق القيام بمثله على الأرض من قبل. أليست هذه بركة؟ أنتم توبخون هكذا اليوم لأنكم قاومتم الله وتمرّدتم عليه. وبسبب هذا التوبيخ رأيتم رحمة الله ومحبته، وأكثر من ذلك، رأيتم برّه وقداسته. بسبب هذا التوبيخ وبسبب قذارة البشر، رأيتم قوة الله العظيمة، ورأيتم قداسته وعظمته. أليست هذه أندر الحقائق؟ أليست هذه حياة ذات معنى؟ العمل الذي يقوم به الله مليء بالمعاني! لذا كلما كان مستواكم أكثر تدنيًا أثبتَ ترقية الله لكم، وأثبت كذلك مدى قيمة عمله عليكم اليوم. إنه ببساطة كنز لا يقدّر بثمن، ولا يمكن الظفر به في أي مكان آخر! وعلى مر العصور لم يتمتع أحد بخلاص عظيم كهذا. تدل حقيقة مستواكم المتدني على مدى عظمة خلاص الله، وتُبين أن الله مخلص للبشر – إنه يخلّص، ولا يدمّر.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب