Read more!
Read more!

الطريقة الوحيدة لتجنّب الكارثة

منذ وقوع زلزال سيشوان يوم 12 مايو كنت دائمًا أشعر بالخوف والقلق من أن أتعرض في يوم من الأيام لكارثة. خاصة عندما رأيت أن الكوارث تزداد حدّتها، وأصبح وقوع الزلازل أكثر تواترًا، أصبح خوفي من الموت الوشيك أكثر وضوحًا. ونتيجةً لذلك، أقضي أيامًا كاملة وأنا أفكر مليًا في الاحتياطات التي يجب أن أتَّخذها لحماية نفسي في حال وقوع زلزال.

في أحد الأيام، بينما كنَّا على مائدة الغداء، فتحت الأخت في عائلتي المضيفة التلفزيون كالمعتاد، وصادف أن مذيع الأخبار كان قد بدأ للتو الحديث عن تدابير السلامة الخاصة بالزلازل. في حالة وقوع زلزال، عليكم أن تركضوا بسرعة إلى خارج المبنى نحو مساحة مفتوحة لتجنب التعرّض للإصابة بسبب انهيار أحد المباني. وإن لم يكن بإمكانكم الإخلاء في الوقت المناسب، عليكم أن تختبئوا تحت السرير أو الطاولة أو في زاوية ... بعد سماع هذا، شعرت كما لو أنني وجدت حلًا لإنقاذ حياتي، وسرعان ما حفظت هذه الإجراءات الاحترازية في ذاكرتي، حتى أتمكَّن من إنقاذ حياتي في حال وقوع زلزال. عُدتُ إلى غرفتي بعد الغداء، ونظرت بعناية في جميع أنحاء المنزل الداخلية والخارجية، وأُصِبتُ بخيبة أمل كبيرة لما رأيته: كان هناك طن من الخُردَة تحت السرير، ولا توجد مساحة إضافية للاختباء. وعندما نظرت إلى خارج المنزل، على بُعد مئات الأمتار من المكان الذي كنت أقف فيه، كان يبلغ ارتفاع جميع المباني خمسة أو ستة طوابق، وهي متلاصقة تمامًا. حتى ولو اضطررت إلى إخلاء المبنى الذي أسكن فيه، فمن المحتمل أنني سأُسحق حتى الموت. بدا لي أن أداء واجباتي هنا سيكون خطرًا للغاية. كان عليّ أن أنتظر مجيء رئيسة المنطقة لتحوّلني إلى عائلة مضيفة ريفية. وبهذه الطريقة، في حال وقوع زلزال، سيكون من الأسهل الخروج إلى مكان مفتوح. إنما، فيما بعد، خطر في بالي هذا: إن وظيفتي في مراجعة المقالات تتطلب أساسًا البقاء في منازلنا - فحتى ولو كنت أعيش في الريف، فستظل حياتي في خطر. ربما قد أطلب من رئيسة المنطقة أن تنقلني إلى أحد فرق الإنجيل. بهذه الطريقة سأكون على الأقل في الخارج طيلة اليوم، وسيكون الأمر أكثر أمانًا من البقاء في المنزل. كانت العقبة الوحيدة أنني لم أكن أعرف متى ستأتي رئيسة المنطقة. كنت لا أزال بحاجة إلى إعداد ملجأ في الوقت الحاضر، وبالتالي، كنت أعيش في خوف كل يوم، ولم أتمكن من التركيز على مراجعة مقالاتي.

ثم ذات يوم، قرأت المقطع التالي في "أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك": "عندما تحل الكارثة، ستصيب المجاعة والطاعون كل أولئك الذين يعارضونني وسيبكي هؤلاء. إن الذين ارتكبوا كل أنواع الشرور، ولكن اتبعوني لعدة سنوات، لن يفلتوا من دفع ثمن خطاياهم؛‎‎ وسيأتون أيضًا للعيش في حالة مستمرة من الذعر والخوف؛ إذ يقعون في كارثة قلما يشاهد مثلها على مر ملايين من السنين. وسوف يبتهج من أتباعي أولئك الذين أظهروا الولاء لي وحدي، وسيهللون لقدرتي، ويشعرون بطمأنينة لا تُوصف ويعيشون في بهجة لم أمنحها أحدًا من البشر من قبل قط". "على أي حال، أتمنى أن تُعدِّوا ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل مصيركم. وعندئذٍ سأكون راضيًا، وإلا فلن يفلت أحد منكم من الكارثة التي ستحل عليكم. تنبع الكارثة مني وبترتيب مني بالطبع. إذا لم تستطيعوا أن تبدوا صالحين في عيني، فلن تفلتوا من معاناة الكارثة" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). لقد أيقظتني كلمات الله. كما تبين، يتسبب الله في وقوع الكوارث – إنها تصدر عنه. يريد الله استخدام الكوارث لتدمير هذا الجنس البشري الشرير والفاسد. هذا ما يرغب الله في القيام به في الأيام الأخيرة. لا يعرف الملحدون هذا، ويعتقدون أن هذه كوارث طبيعية. لذا يستخدمون الطرق البشرية والجهود الإنسانية لإنقاذ أنفسهم عند مواجهة الكوارث. يعتقدون أنهم يستطيعون تجنب الدمار الذي تخلّفه الكوارث المختلفة من خلال القيام بذلك. وأنا، التي كنت جاهلة، كنت أؤمن بالله، لكنني لم أكن أعرف عمل الله على الإطلاق. ظننت أن كل ما احتجت إلى القيام به هو اتِّباع الإجراءات الاحترازية التي يضعها الملحدون لأنجو من المعاناة التي تسببها الكوارث وأبقى على قيد الحياة. كان من الغريب حقًا أن تكون لديّ وجهة نظر الملحدين! ألم يكن عليّ أن أعرف أنه إن لم يؤد الناس واجباتهم بإخلاصٍ، وفشلوا في إنجاز الأعمال الصالحة، فلن يعتبرهم الله صالحين؟ وبغض النظر عن مدى القوة التي يمكن أن يتمتع بها البشر، أو مدى تقدمهم في اتخاذ تدابير احترازية، أو مدى إحكام خططهم لإنقاذ أنفسهم، فإنه في النهاية لا يمكن الهروب من تلك الكوارث التي يريدها الله أن تصيب الإنسان. ومن خلال استجاباتي المختلفة لخطر الكوارث، كان من الواضح أنه لم يكن لديّ أي إيمان حقيقيّ بالله. لم يكن لديّ أي فهم حقيقي لعمل الله في الأيام الأخيرة ولقدرته الفائقة وسلطانه. لم تكن لديّ أدنى فكرة عمَّن يستهدفهم الله بالتدمير عبر الكوارث، أو مَن يريد الله أن يخلّصهم، ولم أُدرك أنه في الكوارث، إن الذين يؤمنون بالله فقط والذين أعدّوا ما يكفي من الأعمال الصالحة هم الذين ينجون من الكارثة. لذا، عندما كان خطر الكارثة يلوح في الأفق، بدلًا من التأمل فيما إن كنت قد أعددت الأعمال الصالحة أم لا، أو إن كنت مُخلِصةً لله، وما إذا كنت قد سعيت وراء الحق، ونلت خلاص الله، أمضيت كل وقتي في التفكير العميق في طرقٍ لإنقاذ نفسي. وهكذا، من دون الحق، نصبح مثيرين للشفقة!

في أيام نوح، عندما دمّر الله الأرض بالفيضان، لأن نوح كان يخاف الله ويبتعد عن الشر، بنى فلك تبعًا لمشيئة الله، وفعل كل شيء بناء على مشيئة الله، وأظهر درجة قصوى من الولاءٍ، فكان في نظر الله إنسانًا صالحًا. لذا، عندما حلّت الكارثة، خَلُصَ جميع أفراد عائلته الثمانية. وعندئذٍ تذكَّرت ما تم مناقشته في "الشركة والوعظ حول دخول الحياة": "إذا لم تكن تعدّ أيَّة أعمالٍ صالحة، فسوف يصبح قلبك في حالةٍ من الذعر طوال اليوم عندما تحلّ الكارثة. فبدون أعمالٍ صالحة، لا يشعر قلب المرء بالراحة، ولا تكون لديه ثقةٌ أو سلام في قلبه. ولأنه لم يعدّ أعمالاً صالحة، لا يوجد سلامٌ حقيقيّ أو فرح في قلبه. الأشرار لهم ضمير يشعر بالذنبٍ، وهم أشرارٌ في القلب. كلَّما زاد عدد الأعمال الشرِّيرة التي يعملونها، زاد شعورهم بالذنب وشعروا بالمزيد من الخوف. إذا كنت تريد أن تجعل قلبك مرتاحًا وهادئًا عندما تحلّ الكارثة العظيمة، فعليك بفعل المزيد من الأعمال الصالحة وإعدادها الآن. فعندها فقط سوف تشعر بالسلام والراحة في قلبك عندما تحلّ الكارثة" (من "المعنى المهم لتحضير الأعمال الصالحة" في كتاب "عظات وشركات عن الدخول إلى الحياة (2)"). حين فكَّرت كم كنت أشعر بعدم الارتياح والعصبية طوال اليوم، وكم كنت خائفة من أن أموت في الكارثة، أدركت أنذلك نتيجة أنني لم أؤدي واجبي بإخلاصٍ، ولم أعدّ أية أعمال صالحة. وأثناء القيام بواجبي، لم أتحمَّل أبدًا عبء المهام التي أوكلتها إليّ الكنيسة. لم أقم أبدًا بواجباتي بقلبٍ مُخلصٍ لله. بدلًا من ذلك، خدعت الله وتعاملت معه من منطلق تدليل الجسد. لم أجتهد كثيرًا في المقالات المرسلة إليّ، بل نقَّحتها بلامبالاة، وسعيت فقط لإتمام مهمتي. عندما رأيت كيف كانت المقالات التي كتبها إخوتي وأخواتي غير منظمة، لم أرشدهم ولم أجهد نفسي لمساعدتهم، إنما كتبت بعض التعليقات وحسب، ولم أهتم إن كانوا قد فهموها أو إن كانت مفيدة. بدلاً من ذلك، أعدت لهم المقالات على عجل، وبالتالي، بدأ عدد المقالات التي تُرسل إليَّ لأنقَّحها يقل تدريجيًا. نتيجةً لذلك، توقف عمل التحرير شيئًا فشيئًا. رغم ذلك، لم أكن أفكِّر في أفعالي، ولم أحاول تحديد مصدر المشكلة وتصحيحه، بل ألقيت اللوم على الرئيسة، مُدّعية أن المشاكل نشأت لأنها لم تعلق أهميةً على عمل التحرير. كيف ظننت أنه يمكنني إرضاء الله بمثل هذه الأفعال، وبذلك أجد الراحة في قلبي؟ بهذه الطريقة، كيف يمكن أن أكون صالحةً في عينيّ الله؟ إن استمرَّيت في سلوك هذا الطريق ولم أسعَ وراء الحق كما يجب، وإن فشلت في أن أكون مخلصةً لما عهدت إليّ به الكنيسة، وإن لم أُعِدّ أعمالًا صالحةً بالقدر الكافي، فلن أتمكن بالتأكيد من الهرب من غضب عقاب الله للأشرار حتى لو اتَّخذت تلك الاحتياطات التي حددها أهل العالم عند وقوع الكارثة.

أشكر الله على إرشاده الذي فتح ذهني، مما أتاح ليّ أن أفهم أنه فقط من خلال القيام بواجبي كما ينبغي وأداء ما يكفي من الأعمال الصالحة قد أنال الخلاص من المعاناة الناجمة عن الكوارث والنجاة بحياتي. هذه هي الطريقة الواحدة الوحيدة. في المستقبل، أود أن أسعى وراء الحق بطريقة صحيحة، وأن أكون مخلصةً بقدر الإمكان في أداء واجباتي، وأن أُعِدّ أعمالًا صالحة وفيرة لإرضاء الله.

Share